من ستيفن كالين
الرياض (رويترز) - تعهد زعماء مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى "ببذل كل ما يمكن" للتغلب على جائحة فيروس كورونا وقالوا يوم الخميس إنهم يضخون خمسة تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي من خلال إجراءات وطنية في إطار مساعيهم لتخفيف آثارها.
وبعد قمة استثنائية عبر دائرة تلفزيونية تعهد الزعماء بتنفيذ وتمويل جميع الإجراءات الصحية اللازمة لحماية الأرواح مع التخفيف قدر الإمكان من الأضرار الاقتصادية والاجتماعية وكذلك تجنب التدخل غير الضروري في التجارة الدولية.
كما عبر الزعماء عن القلق من المخاطر على الدول الهشة، لا سيما في أفريقيا، وعلى فئات من السكان ومنهم اللاجئون وأقروا بضرورة تعزيز شبكات الضمان المالي العالمية والأنظمة الصحية الوطنية.
وقال الزعماء في بيان مشترك عقب الاجتماع عبر الدائرة التلفزيونية، والذي استمر 90 دقيقة "ملتزمون بشدة بتشكيل جبهة متحدة لمواجهة هذا الخطر المشترك".
كانت السعودية، الرئيس الحالي للمجموعة، قد دعت إلى القمة في ظل انتقادات لبطء الإجراءات التي اتخذتها المجموعة للتصدي للمرض الذي أصاب أكثر من 470 ألفا وقتل أكثر من 21 ألفا في أنحاء العالم.
وتصدى الزعماء للمخاوف المتنامية من إجراءات الحماية التجارية المحتملة وأصروا على ضرورة بقاء السوق مفتوحة.
وقال في البيان "ستكون إجراءات الطوارئ الهادفة إلى حماية الصحة، موجهة ومتناسبة وشفافة ومؤقتة. كما نكلف وزراء التجارة بتقييم أثر الجائحة على التجارة".
كان العاهل السعودي الملك سلمان قد قال في كلمته في افتتاح القمة إنه ينبغي لمجموعة العشرين استئناف التدفق الطبيعي للسلع والخدمات بما في ذلك الامدادات الطبية في أسرع وقت ممكن للمساعدة في استعادة الثقة في الاقتصاد العالمي.
وتعهد زعماء المجموعة بدعم مالي واسع النطاق وقالوا "إننا نقوم بضخ أكثر من 5 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي، وذلك كجزء من السياسات المالية والتدابير الاقتصادية وخطط الضمان المستهدفة لمواجهة الآثار الاجتماعية والاقتصادية والمالية للجائحة".
ويلقي تيدروس أدهانوم جيبريسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية كلمة للزعماء سيطلب فيها زيادة التمويل ودعم إنتاج أدوات الوقاية الشخصية للعاملين في المجال الطبي.
وقال في مؤتمر صحفي في جنيف في ساعة متأخرة يوم الأربعاء "علينا مسؤولية عالمية كمجتمع إنساني وبخاصة دول مثل أعضاء مجموعة العشرين". وأضاف "يتعين عليها دعم البلدان على مستوى العالم".
وفيما يتعلق بمجال الصحة، تعهد زعماء مجموعة العشرين بسد فجوة التمويل في خطة استجابة منظمة الصحة العالمية وتعزيز تفويض المنظمة فضلا عن توسيع طاقة تصنيع الامدادات الطبية وتعزيز قدرات الاستجابة للمرض المعدي وتبادل البيانات الاكلينيكية.
وبرغم الدعوات إلى التعاون، تواجه مجموعة العشرين تعقيدات محتملة بسبب حرب أسعار النفط بين السعودية وروسيا والخلافات بين الولايات المتحدة والصين بشأن منشأ فيروس كورونا.
(تغطية صحفية نيرة عبد الله من القاهرة وستيفاني نيبيهاي من جنيف وأندريا شلال في واشنطن وآلاء سويلم ويوسف سابا وماهر شميطلي في دبي - إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)