من حميرة باموق ومات سبيتالنيك
واشنطن (رويترز) - فرضت الولايات المتحدة يوم الجمعة عقوبات على السياسي اللبناني المسيحي جبران باسيل، زعيم أكبر كتلة سياسية مسيحية في البلاد وصهر الرئيس ميشال عون متهمة إياه بالفساد والارتباط بجماعة حزب الله.
ويرأس باسيل التيار الوطني الحر الذي أسسه عون، وتولى في السابق وزارات الاتصالات، والطاقة والمياه، والخارجية.
وكان باسيل هدفا لمظاهرات في العام الماضي ضد نخبة سياسية اتهمها المحتجون بنهب البلاد.
وقال باسيل على تويتر إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليه يوم الجمعة لا تخيفه. وأضاف "لا العقوبات أخافتني ولا الوعود أغرتني. لا أنقلب على أي لبناني... ولا أُنقذ نفسي ليَهلك لبنان".
وقد تعقد الخطوة جهود رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، الذي جرت تسميته الشهر الماضي، لتشكيل حكومة جديدة.
ويحاول الحريري شق طريقه وسط المشهد الطائفي في البلاد لتشكيل حكومة تنفذ إصلاحات مطلوبة لإخراج البلاد من أسوأ أزمة تمر بها منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 وتسببت في شلل النظام المصرفي وتهاوي قيمة العملة وانتشار الفقر.
وقال مصدر مطلع إن الإجراء سيشدد على الأرجح موقف التيار الوطني الحر في المفاوضات الخاصة بتشكيل حكومة جديدة يحتاجها لبنان لسن إصلاحات يطالب بها المانحون الأجانب.
وفرضت واشنطن في الأشهر الماضية عقوبات على عدد من المسؤولين المرتبطين بجماعة حزب الله، صاحبة النفوذ القوي في البلاد والتي تعتبرها واشنطن جماعة إرهابية.
وندد حزب الله بالخطوة الأمريكية ووصفها بأنها ذات دوافع سياسية بحتة، وقال في بيان "يدين حزب الله القرار الذي اتخذته وزارة الخزانة الأمريكية بحق رئيس التيار الوطني الحر معالي الوزير جبران باسيل ويعتبره قرارا سياسيا صرفا وتدخلا سافرا وفظا في الشؤون الداخلية للبنان".
وأضاف "هذا القرار بالتحديد يهدف إلى إخضاع فريق سياسي لبناني كبير للشروط والإملاءات الأمريكية على لبنان".
ويتحالف التيار الوطني الحر مع حزب الله، وقد دافع باسيل عن الجماعة وقال إنها تلعب دورا حيويا في الدفاع عن لبنان.
وقالت الخزانة الأمريكية إن باسيل يأتي "في صدارة الفساد في لبنان" حيث أخفقت الحكومات المتعاقبة في خفض الديون السيادية المتراكمة أو معالجة البنية التحتية المتداعية وقطاع الكهرباء (SE:5110) المثقل بالخسائر الذي كلف خزانة الدولة مليارات الدولارات بينما استمرت انقطاعات الكهرباء.
وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين في بيان "الفساد الممنهج في النظام السياسي اللبناني المتمثل في باسيل ساهم في تقويض أسس وجود حكومة فعالة تخدم الشعب اللبناني".
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان "إن باسيل قوض أيضا الحكم الرشيد بهذه الأنشطة الفاسدة، وساهم في ترسيخ نظام الفساد والمحسوبية السياسية الذي ابتلي به لبنان، وساعد حزب الله في أنشطته المزعزعة للاستقرار".
وقال مسؤول أمريكي كبير إن دعم باسيل لحزب الله هو الدافع الوحيد لاستهدافه بالعقوبات.
وعوقب باسيل بموجب قانون ماجنتسكي لحقوق الإنسان الذي يستهدف الضالعين في انتهاكات حقوقية وممارسات فساد في أنحاء العالم. ويدعو القانون إلى تجميد أي أصول أمريكية للمستهدفين ويمنع الأمريكيين من القيام بأي أعمال معهم.
وحظرت وزارة الخارجية الأمريكية أيضا سفر باسيل إلى الولايات المتحدة. ولم يستبعد مسؤولون أمريكيون احتمال فرض عقوبات جديدة على باسيل أو لبنانيين آخرين.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن إعلان العقوبات "لا يهدف للتأثير على عملية تشكيل الحكومة" في لبنان.
ونفى المسؤول أيضا أي ارتباط بين الإعلان والانتخابات الأمريكية قائلا إن التحضير للعقوبات يستغرق شهورا.
(شاركت في التغطية غيداء غنطوس وسامية نخول - إعداد معاذ عبد العزيز وسلمى نجم للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)