من مارجريتا أنتيدز
تفليس (رويترز) - قالت خدمة الطوارئ والإنقاذ في إقليم ناجورنو قرة باغ الخاضع لسيطرة الأرمن يوم الجمعة إن ثلاثة من سكان كبرى مدن الإقليم لاقوا حتفهم في قصف شنته قوات أذربيجان ليل الخميس، وسط احتدام معركة السيطرة على التجمعات السكنية الرئيسية.
ونفت أذربيجان التقارير عن القصف في ستيباناكيرت. وقال مراقبان مستقلان إن المعارك تتمدد فيما يبدو في عمق الإقليم مع تصعيد قوات أذربيجان هجماتها على أكبر مدينتين فيه.
وسقط ما لا يقل عن 1000 قتيل، وربما أكثر من ذلك بكثير، خلال ما يقرب من ستة أسابيع من القتال في ناجورنو قرة باغ والمناطق المحيطة به. والإقليم باعتراف دولي جزء من أذربيجان لكن يقطنه سكان من العرق الأرمني ويسيطرون عليه.
وقالت خدمة الطوارئ والإنقاذ إن القصف استهدف المباني السكنية والبنية التحتية في ستيباناكيرت. وأضافت أن القتلى الثلاثة كانوا في منزل واحد.
ولم تتمكن رويترز من التحقق من هذه التقارير بشكل مستقل. وقالت ثلاثة مصادر تعمل في ستيباناكيرت إن المدينة المعروفة في أذربيجان باسم خان قندي تعرضت لقصف عنيف في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس.
وأضافت خدمة الطوارئ والإنقاذ أن شوشي، التي تقع على بعد 15 كيلومترا إلى الجنوب وهي ثاني أكبر مدن الجيب، تعرضت أيضا للقصف في ساعات الليل واشتعلت النيران في عدة منازل. ولهذه المدينة أهمية استراتيجية لكلا الجانبين.
ووصفت وزارة الدفاع في أذربيجان المزاعم حول قصفها لمناطق مدنية بأنها "معلومات مضللة".
وكانت الوزارة اتهمت في السابق القوات التي يسيطر عليها الأرمن بقصف مدن خاضعة لسيطرتها، ومن بينها ترتر وباردا، وكذلك غانجا، ثاني أكبر مدينة في أذربيجان. وقتل عشرات في تلك الهجمات.
وقال توماس دي وال، وهو محلل في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ومؤلف كتاب عن حرب ناجورنو قرة باغ التي اشتعلت في التسعينيات، إن الصراع يتجه على ما يبدو نحو معركة دامية محتملة للسيطرة على شوشي، المعروفة لدى الأذريين باسم شوشا.
وأضاف لرويترز "لشوشا أهمية كبيرة بالنسبة للأذريين باعتبارها مركزا ثقافيا وتاريخيا وهي المدينة التي كانوا يمثلون أغلبية سكانها قبل الحرب".
وأوضح "في حكم المؤكد تقريبا أن هذا هو السبب في تحويل مسار عمليتهم العسكرية من لاشين إلى المدينة (شوشا).. وهي أيضا ذات أهمية كبيرة للأرمن.. فهي تطل على ستيباناكيرت وبها كاتدرائية قرة باغ".
وقُتل حوالي 30 ألف شخص في الحرب بين عامي 1991 و1994.
(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)