يانجون (رويترز) - أدلى الناخبون في ميانمار يوم الأحد بأصواتهم في انتخابات عامة ينظر إليها على أنها استفتاء على حكومة ديمقراطية ناشئة انهارت سمعتها في الخارج بسبب اتهامات بارتكاب إبادة جماعية ولكنها ما زالت تحظى بشعبية في الداخل.
ومن المتوقع أن تفوز الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية بزعامة أونج سان سو كي بفترة ثانية في ثاني انتخابات عامة منذ فوز الحزب بأغلبية ساحقة في انتخابات 2015 منهيا الحكم المدعوم من الجيش والذي استمر لأكثر من نصف قرن.
وتحظى سو كي بدعم من شعب يعتبرها إلى حد كبير بطلة الديمقراطية على الرغم من أن فوزها سيكون على الأرجح بفارق أقل من الفوز الساحق الذي جعلها تصل إلى السلطة في 2015.
ويزيد عدد الناخبين المسجلين عن 37 مليونا لكن المخاوف من الانتشار السريع لكوفيد-19 في الأشهر الأخيرة قد تضعف الإقبال.
وتسجل ميانمار في المتوسط ما يقرب من 1100 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا بصفة يومية مقارنة بعدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة يوميا في أوائل أغسطس آب.
وفي يانجون أكبر مدن البلاد، اصطف الناخبون مع شروق الشمس قبل أن تفتح مراكز الاقتراع أبوابها وهم يضعون كمامات الوجه وأغطية الشعر ويقفون على مسافات متساوية كل منهم بعيدا عن الآخر.
وقال أحد المشاركين واسمه ساي كياو لات بيو (31 عاما) إن هذه تعتبر أول مرة يخرج فيها من المنزل خلال ثلاثة أشهر. وتابع "يستحق الأمر مخاطرة... يجب أن نخاطر في مثل هذه الأوضاع الحرجة التي تمر بها بلادنا".
ويقول المدافعون عن سوكي إن منتقديها غير واقعيين لتوقعهم حدوث تغيير سريع في البلاد ويعرقلون الجهود المبذولة لضمان التقدم التدريجي.
ومن بين العقبات التي تقف أمام الإصلاحات التي تتبناها الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية دستور يضمن للجيش دورا كبيرا في الحياة السياسية، بما في ذلك السيطرة على عدة وزارات مهمة وعلى 25 في المئة من مقاعد المجلس التشريعي، مما يسمح له برفض التعديلات الدستورية.
وأثناء إدلائه بصوته في مركز اقتراع بالعاصمة نايبيداو، قال قائد جيش ميانمار الجنرال مين أونج هلينج إنه يدعم الحزب الذي "يمكنه العمل يدا بيد" مع الجيش "من أجل مستقبل أفضل".
وعند سؤاله عما إذا كان الجيش سيحترم النتيجة، قال هلينج "علي أن أقبل النتيجة التي تعكس رغبات الناس ... من الضروري أن نعمل ونحن نأخذ في اعتبارنا كيفية تخفيف الضغط عن المواطنين ... هذا أمر حتمي".
وقالت لجنة الانتخابات إنها ستسعى لضمان أن الانتخابات تجرى بحرية ونزاهة، إلا أنه لن يكون بوسع أكثر من مليون شخص الإدلاء بأصواتهم بعد أن ألغيت العملية الانتخابية بسبب أعمال التمرد.
وينضم هؤلاء إلى مئات الآلاف من الروهينجا، تلك الأقلية المسلمة المضطهدة التي تعيش في مخيمات وقرى داخل ولاية راخين بالبلاد، ومعظمهم بلا جنسية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الجمعة إنه يأمل في إجراء "انتخابات سلمية ومنظمة وذات مصداقية" تمكن مئات الآلاف من الروهينجا الذين يعيشون في مخيمات في بنجلاديش المجاورة من العودة "بأمان وكرامة".
وفر أكثر من 730 ألفا من أقلية الروهينجا المسلمة المضطهدة من البلاد بعد حملة عسكرية عام 2017 قالت الأمم المتحدة إنها نُفذت بهدف الإبادة الجماعية. وتقول ميانمار إنها كانت تقوم بعمليات مشروعة ضد متشددين هاجموا مراكز للشرطة.
ويعيش مئات الآلاف من الروهينجا داخل مخيمات وقرى بولاية راخين في ميانمار ، ومعظمهم محرومون من الجنسية وغير قادرين على التصويت ، إلى جانب أكثر من مليون آخرين في مناطق أُلغيت فيها الانتخابات بسبب حركات التمرد.
وقال المتحدث باسم الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية ميو نيانت إن الحزب سعيد بالإقبال على العملية الانتخابية حتى الآن.
وما زالت سو كي، الحاصلة على جائزة نوبل (OTC:NEBLQ) للسلام والتي يبلغ عمرها 75 عاما، تحظى بشعبية كبيرة في ميانمار، حيث خلص استطلاع أجرته في الآونة الأخيرة هيئة رقابة محلية إلى أن 79 في المئة من الناس يعتبرونها الشخصية الأكثر ثقة في البلاد.
لكن الحماس أضعف في المناطق النائية التي تهيمن عليها الأقليات العرقية والتي يشعر كثير منها بأن الحكومة المركزية ذات الأغلبية البوذية تهمشها.
(إعداد يحيى خلف للنشرة العربية - تحرير سها جادو)