باكو/يريفان (رويترز) - احتفل الأذربيجانيون في شوارع العاصمة باكو عقب إعلان الرئيس إلهام علييف يوم الأحد أن قوات بلاده تمكنت من السيطرة على مدينة شوشا، ثاني أكبر مدن إقليم ناجورنو قرة باغ، لكن مسؤولين من أرمينيا نفوا ذلك.
وتمثل مدينة شوشا، التي تعرف لدى الأرمن باسم شوشي، أهمية ثقافية واستراتيجية لكلا الجانبين، وتقع على بعد 15 كيلومترا جنوبي ستيباناكيرت عاصمة الإقليم وأكبر مدنه.
ولقي ما لا يقل عن ألف شخص حتفهم خلال القتال المستمر منذ ستة أسابيع داخل وحول إقليم ناجورنو قرة باغ، وهو جيب جبلي معترف به دوليا كجزء من أذربيجان لكن يسكنه ويسيطر عليه الأرمن.
وقال علييف "سيكون (هذا اليوم) يوما عظيما في تاريخ أذربيجان"، معلنا سيطرة قوات بلاده على شوشا.
وتجمع الأذربيجانيون بأعداد كبيرة في العاصمة باكو للاحتفال ملوحين بالأعلام ومرددين الهتافات، وأطلق سائقو السيارات أبواقها تعبيرا عن فرحتهم.
ونفى مسؤولون من إقليم ناجورنو قرة باغ ووزارة الدفاع الأرمينية ما قاله علييف.
وقالت خدمة الإنقاذ في الإقليم "لا تزال شوشي حلما بعيد المنال على أذربيجان. رغم الدمار الهائل، تقاوم المدينة الحصينة هجمات العدو".
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إن القتال العنيف للسيطرة على هذا الموقع الاستراتيجي لا يزال مستمرا، وقال جيش الدفاع في ناجورنو قرة باغ إنه صد محاولات عديدة من الجانب الأذربيجاني للتقدم نحو المدينة.
وبدعم من تركيا، فإن لأذربيجان اليد العليا في القتال الدائر وهو الأعنف في منطقة جنوب القوقاز منذ أكثر من 25 عاما. وخلال فترة تزيد قليلا عن شهر، تمكنت باكو من استعادة كثير من الأراضي داخل الإقليم وحوله بعد أن كانت قد فقدت سيطرتها عليها في حرب سابقة على المنطقة في تسعينات القرن الماضي.
ووجه القادة الأتراك التهنئة إلى أذربيجان يوم الأحد.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطاب أمام حشد في إقليم قوجه ايلي بشمال غرب البلاد "أهنئ إخوتي الأذربيجانيين على انتصارهم في شوشا ... أعتقد أنها علامة على أنه سيتم تحرير بقية المناطق المحتلة قريبا أيضا".
ويمكن لمدينة شوشا أن تكون نقطة انطلاق رئيسية لهجوم أذربيجاني على ستيباناكيرت كبرى مدن الجيب الجبلي، وتعرضت المدينتان لقصف شديد خلال الأيام الأخيرة. ووصفت وزارة الدفاع الأذربيجانية الاتهامات الموجهة لها بقصف مناطق مدنية بأنها "معلومات مضللة".
(إعداد يحيى خلف للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)