من ديفيد مورجان وريتشارد كوان
واشنطن (رويترز) - يمنح الديمقراطيون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرصة أخيرة يوم الثلاثاء لترك المنصب قبل أيام من انتهاء ولايته وإلا واجه مساءلة بغرض العزل للمرة الثانية في حدث غير مسبوق، بسبب اقتحام أنصاره مبنى الكونجرس في السادس من يناير كانون الثاني في أحداث أودت بحياة خمسة أشخاص.
ويعتزم مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون التصويت ربما يوم الأربعاء على توجيه اتهامات رسمية بسوء الإدارة، تعرف ببنود المساءلة، ما لم يقدم استقالته أو يتحرك نائبه مايك بنس لعزله بموجب مادة في الدستور.
ومن المقرر أن يصوت مجلس النواب يوم الثلاثاء على قرار يدعو بنس، الجمهوري، إلى تفعيل التعديل 25 بالدستور، وهو مادة لم يسبق استخدامها وتتيح لأغلبية أعضاء الحكومة عزل الرئيس إذا عجز عن أداء واجبات المنصب.
ويقول مستشارون لبنس إنه يعارض الفكرة.
وأثار العنف بمبنى الكونجرس خلافا حادا بين ترامب وبنس، ولم يتحدث الاثنان معا لأيام قبل أن يلتقيا في البيت الأبيض يوم الاثنين. وقال مسؤول كبير في الإدارة إنهما تناولا في الاجتماع ما حدث من أعمال شغب.
وقال زعماء الديمقراطيين إنه إذا لم يقدم ترامب استقالته، أو لم يتحرك بنس بحلول يوم الأربعاء فإنهم سيطرحون إجراءات مساءلة الرئيس في مجلس النواب، بعد أسبوع واحد من أعمال الشغب التي أجبرت أعضاء الكونجرس على الاختباء لساعات وأودت بحياة خمسة بينهم ضابط بالشرطة.
* توبيخ جمهوري
قال النائب الجمهوري المعتدل توم ريد في مقال بصحيفة نيويورك تايمز إنه سيطرح مع زملاء له بمجلس النواب مشروع قرار يوم الثلاثاء يوبخ ترامب بشأن هجوم أنصاره على مبنى الكونجرس بدلا من عملية مساءلة "متسرعة ومثيرة للانقسام".
غير أن مصدرا مطلعا نقل عن نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب قولها لزملائها الديمقراطيين في مؤتمر عبر الهاتف يوم الاثنين إن التوبيخ "سيكون تخليا منا عن المسؤولية".
وطرح الديمقراطيون بمجلس النواب يوم الاثنين تشريعا من مادة واحدة لمساءلة ترامب تمهيدا لعزله بتهمة "التحريض على التمرد" بعد خطاب حماسي حض فيه الآلاف من أنصاره على التوجه إلى مبنى الكونجرس حيث كان الأعضاء مجتمعين للتصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن في انتخابات الثالث من نوفمبر تشرين الثاني.
وقالت بيلوسي "تهديد الرئيس لأمريكا عاجل، وهكذا سيكون أيضا تحركنا".
وتبدو احتمالات نجاح حملة الديمقراطيين في عزل ترامب ضعيفة، مع بقاء ثمانية أيام فقط في ولايته.
ويؤدي قرار المساءلة إلى محاكمة في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، وهو في عطلة ولن يعود للانعقاد قبل 19 يناير كانون الثاني، قبل يوم واحد من تنصيب بايدن.
وتحتاج الإدانة في مجلس الشيوخ إلى تصويت ثلثي الأعضاء بالموافقة، الأمر الذي يعني أنه سيتعين انشقاق ما لا يقل عن 17 جمهوريا عن الرئيس الذي أحكم السيطرة على حزبه طيلة الأعوام الأربعة التي قضاها في السلطة.
وقد تستمر محاكمة المساءلة حتى بعد مغادرة ترامب منصبه. وعبر بعض الديمقراطيين عن قلقهم من أن يعرقل عقد محاكمة جدول أعمال بايدن مما يبطئ التصديق على مرشحيه لشغل المناصب في الإدارة الجديدة ويصرف الانتباه عن أولويات تشريعية مثل حزمة إعانات جديدة للتخفيف من تداعيات جائحة كورونا.
وقال جو مانشين عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي المعتدل لقناة فوكس نيوز الإخبارية يوم الاثنين إنه يعتبر مسعى المساءلة "غير حكيم" لأن الإدانة تبدو مستبعدة.
وقال بايدن يوم الاثنين إنه يأمل أن يتمكن مجلس الشيوخ من مواصلة أعماله على النحو المعتاد إذا انعقدت محاكمة المساءلة، ربما عن طريق تقسيم ساعات عمله بين الأمرين.
* إسكات ترامب
لم يظهر ترامب علنا منذ يوم اقتحام الكونجرس، على الرغم من أنه يعتزم السفر إلى تكساس يوم الثلاثاء لتفقد قطاع من الجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وانقطعت وسيلة ترامب المفضلة في التواصل في الأسبوع الماضي عندما أغلق موقع تويتر حسابه تماما قائلا إنه قلِق من احتمال استخدامه للتحريض على المزيد من الفوضى.
وأحدثت أفعال الرئيس انقساما بين الجمهوريين حيث طالبه عدد من أعضاء مجلس النواب بالتنحي على الفور أو صرحوا بأنهم يفكرون في دعم المساءلة.
والموافقة على المساءلة مرجحة على ما يبدو، إذ يقول المشرعون الذين صاغوا الاتهام الرسمي إن ما لا يقل عن 214 من 222 ديمقراطيا في المجلس يؤيدونها بالفعل.
وبعد أحداث عنف الأسبوع الماضي، شددت السلطات إجراءات الأمن قبل مراسم تنصيب بايدن التي جرى تقليصها على نحو كبير بسبب جائحة كورونا.
ونشرت السلطات 15 ألفا من الحرس الوطني في واشنطن، ومُنع السائحون من زيارة نصب واشنطن التذكاري بسبب تهديدات بعض أنصار ترامب بمزيد من العنف.
وقال مسؤول بجهات إنفاذ القانون الاتحادية لرويترز إن مكتب التحقيقات الاتحادي حذر من أن هناك احتجاجات مسلحة مزمعة في واشنطن وكل عواصم الولايات الأمريكية الخمسين قبل العشرين من يناير كانون الثاني.
(إعداد مصطفى صالح ومروة سلام للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)