(رويترز) - حذرت إحدى جماعات التمرد الرئيسية المنتمية لأقلية عرقية في ميانمار يوم الثلاثاء من تنامي خطر اندلاع صراع كبير، ودعت إلى تدخل دولي في مواجهة حملة قمع يشنها الجيش على معارضي الانقلاب العسكري الذي وقع الشهر الماضي.
وتعصف الاضطرابات بالدولة الآسيوية منذ أن أطاح الجيش بحكومة منتخبة بقيادة أونج سان سو تشي الفائزة بجائزة نوبل (OTC:NEBLQ) للسلام وأعاد الحكم العسكري بعد عشر سنوات من السعي بخطوات مترددة نحو الديمقراطية.
وفي الوقت الذي اجتاحت فيه الاحتجاجات المناهضة للجيش المدن والبلدات في أنحاء ميانمار، اندلع القتال أيضا بين الجيش ومتمردين في مناطق حدودية، فيما تدفق اللاجئون عبر الحدود.
وقالت جماعة اتحاد (SE:7020) كارين الوطنية المتمردة، التي تنشط في الشرق على طول الحدود مع تايلاند، إنها تتأهب لمواجهة هجوم حكومي كبير.
وأوضحت الجماعة في بيان "الآن، يتقدم آلاف الجنود من القوات البرية للتوغل في أراضينا من كل الجبهات".
وأضافت "ليس لدينا خيارات أخرى سوى مواجهة التهديدات الخطيرة من جانب جيش المجلس العسكري غير الشرعي في سبيل الدفاع عن أراضينا".
وحثت الجماعة المجتمع الدولي، وتايلاند على وجه الخصوص، على تقديم العون لأهالي كارين الفارين من "الهجوم الكاسح" وطالبت الدول بقطع العلاقات مع المجلس العسكري على أمل وقف العنف ضد المدنيين.
ولم يرد متحدث باسم المجلس العسكري في ميانمار على اتصالات تطلب التعليق.
ويدعو معارضو الانقلاب إلى تشكيل جبهة موحدة مع الجماعات المتمردة لمساعدة من يرفعون السلاح في وجه الجيش.
ويحارب المتمردون الحكومة منذ عقود للحصول على قدر أكبر من الحكم الذاتي في المناطق الحدودية النائية. ويبرر الجيش فرض قبضته على السلطة منذ زمن طويل بالقول إنه المؤسسة الوحيدة القادرة على ضمان الوحدة الوطنية.
وقتل ما لا يقل عن 512 مدني في الاحتجاجات المستمرة منذ شهرين على الانقلاب. ومن بين هؤلاء 141 لقوا حتفهم يوم السبت، في أكثر أيام الاضطرابات دموية، وفقا لرابطة مساعدة السجناء السياسيين.
ونددت الدول الغربية بالانقلاب والعنف ودعت إلى الإفراج عن سو تشي، وفرض بعضها عقوبات محدودة على ميانمار.
أما جيرانها الاسيويون فكانوا أكثر حذرا. غير أن إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة عبروا عن استيائهم من الوضع.
وقالت وزيرة خارجية إندونيسيا ريتنو مرسودي خلال زيارة لليابان في إشارة إلى العنف "إندونيسيا تندد بقوة بهذا النوع من الأفعال. إنها غير مقبولة".
وتقود إندونيسيا جهود رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تضم عشر دول، منها ميانمار، للتشجيع على حل عبر التفاوض، على الرغم من الرغم من اتفاق قديم على عدم التعليق على مشكلات أي منها.
قالت ريتنو "في حين نواصل احترام مبدأ عدم التدخل، تعرض آسيان مساعدة ميانمار منذ البداية (الأزمة)".
وأضافت أن سلامة ورفاهية شعب ميانمار أولوية للرابطة، وقالت "لا بد من الحوار لإعادة الديمقراطية والسلام والاستقرار إلى ميانمار".
وأصدرت الفلبين أقوى تعليق لها حتى الآن على الأزمة، قائلة إنها مستاءة من استخدام قوة "مفرطة لا داعي لها" في مواجهة المحتجين.
(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)