من مات سبيتالنيك و باتريشيا زنجيرلي
واشنطن (رويترز) - قال أشخاص مطلعون يوم الأربعاء إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعتزم تقديم مساعدات أمريكية قيمتها 235 مليون دولار على الأقل للفلسطينيين، لتستأنف تقديم جزء من المساعدات التي حجبها الرئيس السابق دونالد ترامب.
ومن المتوقع أن تعلن وزارة الخارجية الأمريكية في وقت لاحق يوم الأربعاء الحزمة التي تتضمن مساعدات إنسانية واقتصادية وأمنية في إطار مساع لإصلاح العلاقات الأمريكية مع الفلسطينيين التي انهارت تقريبا خلال حكم ترامب.
وسيكون هذا التحرك أهم خطوة لبايدن منذ توليه منصبه في 20 يناير كانون الثاني للوفاء بوعده بالتراجع عن بعض جوانب نهج سلفه ترامب الذي ندد به الفلسطينيون باعتباره متحيزا بشدة لإسرائيل.
وبحسب إخطار أرسلته إدارة بايدن عبر البريد الإلكتروني لمكاتب الكونجرس، تدعو الخطة إلى تقديم 150 مليون دولار من خلال وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة و75 مليون دولار كدعم اقتصادي أمريكي وعشرة ملايين دولار في صورة تمويل للتنمية.
كانت الإدارة الأمريكية الجديدة قد تعهدت في السابق باستئناف تقديم مساعدات بمئات الملايين من الدولارات، والعمل على إعادة فتح البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن.
وأشار مساعدون لبايدن أيضا إلى أنهم يرغبون في إحياء هدف حل الدولتين من خلال التفاوض كأولوية في سياسة الولايات المتحدة بخصوص الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
غير أنهم يتحركون بحذر حتى الآن، ومن المرجح أن تنتظر أي خطوات رئيسية اتضاح الأمور بعد الانتخابات الإسرائيلية غير الحاسمة التي أجريت في مارس آذار، والتي ستتبعها انتخابات فلسطينية في الأشهر المقبلة.
كانت إدارة ترامب قد أوقفت تقريبا كل المساعدات بعدما قطعت العلاقات مع السلطة الفلسطينية في 2018. واعتُبرت تلك الخطوة على نطاق واسع وسيلة لإرغام الفلسطينيين على التفاوض مع إسرائيل بشروط وصفتها القيادة الفلسطينية بأنها محاولة لحرمانهم من إقامة دولة قابلة للحياة.
وجاء قطع المساعدات بعد أن قرر القادة الفلسطينيون مقاطعة جهود السلام التي تبذلها إدارة ترامب بسبب قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية لها من تل أبيب، في تغيير لسياسة أمريكية متبعة منذ عقود.
وشمل ذلك تقليص التمويل لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي تقدم مساعدات وخدمات إغاثة لزهاء 5.7 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وأنحاء الشرق الأوسط.
*أونروا
قال مصدر في الكونجرس إنه سيتم تقديم الجزء الأكبر من التمويل إلى أونروا، في حين ستذهب مساعدات اقتصادية منفصلة من خلال صندوق للدعم الاقتصادي لبرامج في الضفة الغربية وقطاع غزة، وستُوجه أموال التنمية عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المنظمة الدولية رحبت بالخطة الأمريكية لاستئناف التمويل لأونروا، وتأمل في أن "تحذو دول أخرى حذوها".
وقال المصدر إن إخطار الكونجرس أفاد أيضا بأن واشنطن ستستأنف المساعدات الأمنية للفلسطينيين.
ومع ذلك فمن المرجح أن تمتنع الإدارة في الوقت الحالي عن استئناف المساعدات الاقتصادية المباشرة للسلطة الفلسطينية بينما يتشاور مساعدو بايدن مع الكونجرس بخصوص العقبات القانونية المحتملة وفقًا لما ذكره شخص مطلع على الأمر. وأكد الإخطار الموجه إلى الكونجرس أن جميع المساعدات ستكون متوافقة مع القانون الأمريكي.
ولا تعيد الأموال التي ستوجه إلى أونروا على الفور المساهمات إلى مستوى 365 مليون دولار الذي قدمته الولايات المتحدة للوكالة في 2017.
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)