🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

سيدة أعمال لبنانية: الحرب كانت أسهل من الانهيار الاقتصادي

تم النشر 21/04/2021, 18:55
2300
-

من عصام عبد الله

بيروت (رويترز) - عايشت سوزان معوض الحرب الأهلية اللبنانية وأنشأت وكالة إعلانية ناجحة في الأيام المفعمة بالأمل التي أعقبت انتهاء القتال، لكنها تقول إن الانهيار الاقتصادي في بلدها يؤلمها بطريقة لم تفعلها حتى الصواريخ.

وتنحدر سوزان (56 عاما) من أسرة ميسورة الحال، وكانت في السابق تعيش حياة مترفة، حيث كانت تدير وكالتها بالإضافة إلى شركة لتصنيع الورق (SE:2300) مملوكة للأسرة، وتقضي إجازات عديدة في الخارج وتُحصل إيجارات من العقارات التي تمتلكها.

أما الآن، فقد شارف نشاط وكالتها ومصنع الورق على التوقف، ولم يعد بإمكان المستأجرين دفع الإيجار، وتجد نفسها تفكر مليا في أسعار السلع في المتاجر خلال جولتها الأسبوعية للتسوق.

وتقول "أنا ما خذلت لبنان. لبنان خذلني ووجعني".

وفي ظل عدم وجود نهاية تلوح في الأفق للشلل الاقتصادي والمالي، تشعر سوزان بحالة من اليأس لم تساورها خلال الحرب التي اندلعت عندما كان عمرها 12 عاما واستمرت 15 عاما.

وقالت "بوقت الحرب، كان بيوقع صاروخين في يوم وفي اليوم التاني بتفوق حالك وبترجع على المدرسة أو الشغل.. هلا المصاري محجوزة بالبنوك وما في شغل".

ومنعت البنوك اللبنانية، وهي أكبر دائني الدولة المفلسة، العملاء من الوصول إلى ودائعهم، بموجب قيود غير رسمية على رأس المال فُرضت دون تشريع منذ أواخر عام 2019 عندما بدأ الانهيار المالي في البلاد.

وفقدت مدخرات الناس بالليرة اللبنانية معظم قيمتها، بينما يتعذر الوصول إلى الودائع الدولارية.

وتؤدي الأزمة إلى هجرة العقول، حيث يهاجر المهنيون مثل الأطباء والأكاديميين والمصممين ورواد الأعمال بأعداد كبيرة، مما يؤثر بدوره على الاقتصاد المحلي، ويؤدي إلى مزيد من التراجع في الاستثمارات والطلب على الخدمات.

وعندما أسست سوزان وكالتها الإعلانية في عام 1992، كانت الحرب الطويلة تقترب من نهايتها وكانت الآمال كبيرة بالنسبة لمستقبل لبنان. وبعد بضع سنوات، ومع شعورها بالتفاؤل، باعت عقارا كانت تملكه في اليونان للاستثمار مجددا في وطنها.

لكن في ظل الضائقة المالية التي يعاني منها عملاؤها، تقلصت أعمالها بنحو ثلاثة أرباع خلال الأزمة الاقتصادية. وباتت سوزان نفسها تواجه ضغوطا مالية يومية.

وقالت "صار عندي هاجس بظروف المعيشة.

"طول الوقت عم فكر شو راح أعمل؟ بدفع رسوم البلدية ولا أتعاب الميكانيكا ولا الكهربا.. أنا تحت ضغط وما كنت عم فكر هيك من قبل".

وبعد أن كان جدول العمل مزدحما، باتت تعمل بالكاد لمدة ساعة يوميا عبر الإنترنت. وفي المستودع الكبير الذي توجد به أعمال تصنيع الورق، تضاءل النشاط وتباعدت عمليات تسليم المواد الخام.

وقالت وهي تشير إلى بعض أكوام المواد الخام "كنا بالعادي كل تماني وأربعين (ساعة) أو كل أربع تيام منقدر نعبي. هلا هيدا كله سوا بيضل معنا جمعتين تلاتة".

لكن على الرغم من كل شيء، فهي لا تفكر في الهجرة. فبعد أن عاشت في الولايات المتحدة لمدة ستة أشهر في التسعينيات، وواجهت صعوبة في التعود على الحياة هناك، لا تزال تريد العيش في وطنها.

© Reuters. سيدة أعمال لبنانية: الحرب كانت أسهل من الانهيار الاقتصادي

وتقول "كل شي حاربت كرماله موجود هون. إتركه لغيري؟ لا".

(شارك في التغطية إميل ماضي - إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.