من ميشيل نيكولز
نيويورك (رويترز) - عبر مجلس الأمن الدولي يوم الخميس عن قلقه من الوضع الإنساني في إقليم تيجراي الإثيوبي لا سيما إساءة معاملة النساء والفتيات، وذلك بعد أسبوع من حديث مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة عن استخدام العنف الجنسي سلاحا في الحرب الدائرة في الإقليم.
وهذا أول بيان علني يصدر عن المجلس المكون من 15 دولة، والذي أُطلع خمس مرات في جلسات مغلقة على الصراع، منذ اندلاع القتال في نوفمبر تشرين الثاني بين قوات الحكومة الاتحادية الإثيوبية والحزب الذي كان يحكم تيجراي.
وقال المجلس في بيان صاغته أيرلندا ووافق عليه الأعضاء بالإجماع يوم الخميس "أعضاء مجلس الأمن عبروا عن قلق عميق إزاء مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان وإساءة المعاملة بما يشمل تقارير عن تعرض نساء وفتيات لعنف جنسي في إقليم تيجراي، ويدعون لتحقيقات للتوصل للمسؤولين عن ذلك وتقديمهم للعدالة".
ولم يتمكن المجلس من الاتفاق على صياغة البيان الشهر الماضي وسط خلاف بين الدول الغربية وروسيا والصين.
وكان مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارك لوكوك أبلغ المجلس الأسبوع الماضي بأن الأزمة الإنسانية في إقليم تيجراي الإثيوبي تدهورت في ظل تحديات تتعلق بإمكان الحصول على المساعدات وموت الناس جوعا وتقارير عديدة عن "اغتصاب جماعي يعتدي خلاله عدة رجال على الضحية، وفي بعض الحالات تعرضت النساء للاغتصاب بشكل متكرر على مدى أيام".
وقال دبلوماسيون إن السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد انتقدت خلال الجلسة المغلقة تلك صمت مجلس الأمن، متسائلة "هل حياة الأفارقة لا تهم بنفس قدر من يعانون صراعات في بلدان أخرى".
وقالت بعثة إثيوبيا لدى الأمم المتحدة في نيويورك في بيان يوم الخميس "عملية إنفاذ القانون في إثيوبيا شأن داخلي تنظمه قوانين البلاد، ومنها قوانين حقوق الإنسان".
وأضافت أن إثيوبيا التزمت بالتحقيق وضمان المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان، ومنها العنف الجنسي، وإن أديس أبابا تقدم مساعدات إنسانية في تيجراي.
وأدى القتال إلى مقتل الآلاف وأجبر مئات الآلاف على النزوح من منازلهم في المنطقة الجبلية التي يبلغ عدد سكانها حوالي خمسة ملايين نسمة. وتساعد القوات الإريترية، المتهمة بارتكاب مذابح وقتل في تيجراي، بمساعدة قوات الحكومة الإثيوبية.
وقال لوكوك إن الأمم المتحدة لم تر أي دليل على أن جنودا من إريتريا المجاورة انسحبوا، على الرغم من مطالبة مسؤولي المنظمة الدولية والولايات المتحدة بذلك. ولم يأت بيان مجلس الأمن على ذكر القوات الإريترية.
وأبلغت إريتريا مجلس الأمن يوم الجمعة بأنها وافقت على بدء سحب قواتها من تيجراي، معترفة علنا للمرة الأولى بانخراطها في الصراع.
(إعداد سلمى نجم وعلي خفاجي للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)