من ماهر نزيه
بغداد (رويترز) - قال شهود والسلطات يوم الأحد إن حريقا نجم عن انفجار خزان أكسجين بمستشفى لعلاج مرضى كوفيد-19 في بغداد أودى بحياة ما لا يقل عن 82 شخصا وأجبر البعض على القفز من النوافذ هربا من المبنى المحترق.
وفي الوقت الذي مشط فيه رجال الإنقاذ المبنى المتفحم أنحى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي باللوم في الحادث على الإهمال وأوقف وزير الصحة حسن التميمي عن العمل في انتظار التحقيق في حريق مستشفى ابن الخطيب يوم السبت.
وقال خالد المحنا المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية إن نحو 110 أشخاص أصيبوا أيضا. وكان معظم القتلى والجرحى من المرضى.
ودمرت الحرب والعقوبات نظام الرعاية الصحية في العراق الذي يواجه صعوبة في التعامل مع أزمة فيروس كورونا التي أودت بحياة 15257 شخصا وأصابت أكثر من مليون آخرين.
وطوقت قوات الأمن المستشفى الواقع في منطقة جسر ديالى بالعاصمة العراقية حيث تناثرت الانقاض المتفحمة والزجاج المحطم على الأرض في الخارج.
ومع انتشار الحريق يوم السبت سارع الأقارب لإنقاذ ذويهم فيما قفز آخرون للنجاة بأنفسهم.
وتحدث رجل كان في زيارة لشقيقه عن أناس يقفزون من النوافذ هربا.
وأضاف أحمد زكي "حملت شقيقي إلى الشارع قرب نقطة التفتيش. ثم عدت وصعدت إلى الطابق الأخير الذي لم يحترق. وجدت فتاة تختنق، عمرها حوالي 19 عاما، كانت تختنق وعلى وشك أن تموت".
وتابع "وضعتها على كتفي وعدوت. كان الناس يقفزون... وسقط أطباء على العربات. وكان الجميع يقفزون. وظللت أصعد وأجلب الناس وأنزل ثانية".
* "دليل التقصير"
وقالت مصادر طبية إن المرضى نُقلوا إلى مستشفيات أخرى. لكن العديد من أفراد أسر الضحايا بقوا أمام المستشفى بعد ساعات من إخماد الحريق لأنهم لم يعثروا على أقاربهم في المستشفيات الأخرى.
وأمر الكاظمي بفتح تحقيق في الحادث على أن تعلن النتائج خلال خمسة أيام.
وتم أيضا وقف محافظ بغداد ومسؤول كبير آخر في وزارة الصحة عن العمل وإحالتهما إلى التحقيق.
وقال الكاظمي في بيان "مثل هذا الحادث دليل على وجود تقصير لهذا وجهت بفتح تحقيق فوري والتحفظ على مدير المستشفى ومدير الأمن والصيانة وكل المعنيين إلى حين التوصل إلى المقصرين ومحاسبتهم".
ويعاني أيضا العراقيون الذين ملوا من العنف السياسي من حوادث متكررة بسبب قلة الاستثمار والفساد والبنية التحتية المدمرة. وتعاني المستشفيات أيضا من تدفق المرضى ونقص الإمدادات خلال أزمة فيروس كورونا،
(تغطية صحفية غرفة الأخبار في بغداد وآلاء سويلم - إعداد محمد عبد اللاه وأحمد صبحي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)