من جون آيرش
باريس (رويترز) - قالت فرنسا يوم الثلاثاء إنها ستبدأ تسليم مصر 30 مقاتلة رافال من إنتاج شركة داسو اعتبارا من 2024 في صفقة تبلغ قيمتها أربعة مليارات يورو (4.80 مليار دولار)، بينما تسعى لتعزيز علاقاتها مع شريك تعتبره حيويا في قتال الإسلاميين المتشددين.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أثار انتقاد جماعات حقوقية عندما قال في ديسمبر كانون الأول إنه لن يجعل بيع الأسلحة لمصر مشروطا بحقوق الإنسان لأنه لا يريد إضعاف قدرتها على مكافحة التشدد في المنطقة.
وقالت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورنس بارلي يوم الثلاثاء إن الصفقة أظهرت "الطبيعة الاستراتيجية للشراكة" بين الدولتين وإنها ستوفر سبعة آلاف فرصة عمل في فرنسا على مدى ثلاث سنوات.
وأضافت "بلدانا ملتزمان تماما بمكافحة الإرهاب والعمل على الاستقرار".
ووسع الجيش المصري وضعه ونفوذه على الساحة الداخلية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائد الجيش السابق الذي تولى الرئاسة عام 2014، ويشن عمليات ضد المسلحين في شبه جزيرة سيناء.
وقالت بنديكت جانيرو مديرة مكتب هيومن راتس ووتش في فرنسا إن حكومة السيسي تشرف على أسوأ حملة قمع في مصر منذ عقود. وأضافت لرويترز في وقت متأخر من مساء الاثنين "فرنسا بتوقيعها عقد أسلحة ضخما.. لا تفعل شيئا سوى تشجيع هذا".
ويشمل الاتفاق كذلك عقودا مع شركة صناعة الصواريخ (إم.بي.دي.إيه) وشركة سافران (PA:SAF) للإلكترونيات والدفاع لتوريد عتاد بقيمة 200 مليون يورو أخرى.
وأبرمت فرنسا صفقات أسلحة بأكثر من 7.5 مليار يورو مع مصر بين 2010 و2019، منها 24 طائرة رافال أيضا عام 2015، في أول صفقة تصدير لها.
غير أن العقود توقفت لأسباب عزاها دبلوماسيون إلى مخاوف إزاء قدرة مصر على سداد القروض المضمونة من الدولة على الأمد الطويل وإلى فتور العلاقات بين ماكرون والسيسي.
وقال مسؤول فرنسي إنه سيجري يوم الثلاثاء توقيع عقد ترتيبات التمويل، التي تشمل ضمانات حكومية فرنسية بنسبة تصل إلى 85 بالمئة.
وأضاف "نعتبر مصر عميلا محل ثقة"، مشيرا إلى سجلها السابق مع فرنسا عندما سئل عن مخاوف من احتمال تخلفها عن السداد، وقال إن هناك حوارا مستمرا معها بشأن حقوق الإنسان.
(الدولار = 0.8296 يورو)
(شارك في التغطية إيدن لويس من القاهرة - إعداد ياسمين حسين وعلي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)