من جون ناثكا وماريانو بايادوليد
سبتة (إسبانيا) (رويترز) - قال صبي مغربي استخدم الزجاجات البلاستيكية الفارغة للسباحة إلى جيب سبتة الإسباني في شمال أفريقيا هذا الأسبوع إنه يفضل الموت على العودة إلى المغرب، وفقا لجندي إسباني كان يترجم عباراته قبل أن يرافقه بعيدا.
وجذب الصبي انتباه وسائل الإعلام العالمية وهو يطفو مرتديا قميصا داكنا وقد وضع الزجاجات تحت ملابسه وعلى ذراعيه. وكان يبكي عندما وصل للشاطئ ليجد الجنود في انتظاره لاقتياده بعيدا.
وقال الجندي رشيد محمد المساوي "لم يكن يريد العودة لم تكن لديه أي عائلة في المغرب ولم يهتم إذا مات من البرد... يفضل الموت... على العودة إلى المغرب".
وقال الجندي البالغ من العمر 25 عاما لرويترز على الشاطئ "لم أسمع هذا قط من شخص صغير لهذه الدرجة".
ورافق الجنود الصبي الباكي عبر البوابة المؤدية إلى المنطقة الأمنية بين البلدين مع مهاجرين آخرين. وقال متحدث باسم الجيش في سبتة إنه ليست لديه معلومات عما حدث للصبي.
ويُعد ترحيل القاصرين أمرا غير قانوني في إسبانيا، وتم استقبال المئات في مركز استقبال مؤقت في سبتة.
وكان الصبي واحدا من نحو ثمانية آلاف مهاجر سبحوا أو تسلقوا سياجا حدوديا إلى داخل الجيب هذا الأسبوع بعد أن خففت الرباط من قيودها الحدودية. ونشرت إسبانيا قوات في سبتة لتسيير دوريات على الحدود مع المغرب ووصفت الوضع بأنه أزمة لأوروبا.
وتبعد شواطئ سبتة، التي تقع على الطرف الشمالي من المغرب قبالة جبل طارق والتي يسكنها 80 ألفا، بضع مئات الأمتار فحسب.
وقال المساوي، الذي يتحدث المغربية الدارجة، إنه حاول تنحية مشاعره جانبا للمساعدة في تهدئة الوافدين على الشاطئ، حيث عمل كمترجم لزملائه في الجيش الإسباني.
وقال "تشعر بالإحباط واليأس لأنك لا تستطيع فعل المزيد لذلك الصبي".
وردا على سؤال عما سيقوله لأهالي الشباب المغاربة الذين يتوقون للعبور إلى سبتة، قال "لا تسمحوا لهم بالذهاب.. كونوا معهم.. اتحدوا كأسرة حتى لو كانت هناك صعوبات في الحياة في بلدكم.. لا تتركوهم يبتعدون وحيدين يائسين عاجزين".
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)