🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل- برنامج خامنئي الانتخابي ربما يبطيء مساعي إحياء الاتفاق النووي الإيراني

تم النشر 24/05/2021, 17:38
© Reuters. الزعيم الأعلى آية الله على خامنئي يتحدث عبر التلفزيون في طهران يوم الثامن من يناير كانون الثاني 2021. صورة من الموقع الرسمي لخامنئي.

من باريسا حافظي وجون أيرش

دبي (رويترز) - تتزايد احتمالات ألا يتمكن المفاوضون من إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية قبل انتخابات الرئاسة التي تجريها الجمهورية الإسلامية الشهر المقبل، غير أن تمديد المحادثات قد يحقق مكاسب سياسية في الداخل للزعيم الأعلى.

ويقول مسؤولون ومطلعون على بواطن الأمور إن الزعيم الأعلى آية الله على خامنئي، صاحب القول الفصل في المسألة النووية الإيرانية، يود أن تضع المفاوضات بين طهران والقوى العالمية الست في فيينا نهاية لعزلة إيران الاقتصادية في توقيت موات.

والسؤال المهم في إيران هو أي الفصائل السياسية في هيكل السلطة المركب في البلاد سينسب لنفسه الفضل في إلغاء العقوبات الأمريكية التي أعاد فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد انسحابه من الاتفاق المبرم عام 2015 قبل ثلاثة أعوام.

وسيعني إطالة أمد المحادثات لإعادة كل من طهران وواشنطن إلى الالتزام الكامل بالاتفاق أن عملية إلغاء طبقات من العقوبات الأمريكية ستبدأ بعد الانتخابات المقررة في 18 يونيو حزيران المتوقع أن يحل فيها مرشح متشدد من حلفاء خامنئي محل الرئيس البراجماتي الحالي حسن روحاني.

ورغم أنه لن يكون للانتخابات أثر يذكر على سياسات إيران الخارجية أو سياساتها النووية التي يتمتع فيها خامنئي بالكلمة الأخيرة فإن انتهاء عزلة إيران الاقتصادية خلال وجود رئيس متشدد في السلطة قد يعزز سلطة خامنئي في الداخل.

وقال مسؤول كبير بالحكومة الإيرانية "في نهاية المطاف يريد الزعيم الإيراني رفع العقوبات الأمريكية. غير أنه لا يمانع أن تطول المحادثات لفترة قصيرة".

وأضاف "إذا تم إنقاذ الاتفاق في آخر لحظة ممكنة فسيستفيد الرئيس التالي من رفع العقوبات في تحسين الاقتصاد. وهذا أفضل وقت إيجابي بالنسبة له".

وفي خطوة اعتبرها محللون تحركا يقصد به تحقيق هذا التأخير قالت إيران يوم الأحد إن إطلاع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة على صور المواقع النووية سيتوقف لانتهاء أجل اتفاق مراقبة مدته ثلاثة أشهر بين طهران الوكالة.

وقررت إيران يوم الاثنين تمديد اتفاق المراقبة شهرا لتتحاشى احتمال انهيار المحادثات النووية الجارية في فيينا.

وقال دبلوماسي في المنطقة أطلعه مسؤولون غربيون مشاركون في المحادثات النووية على تطوراتها إنه سيتم في فيينا هذا الأسبوع الإعلان عن "اتفاق يوضح التزامات طهران وواشنطن من أجل إحراز تقدم".

* أبطال

ربما تبدو فكرة أن خامنئي يرغب في تأجيل إنهاء العقوبات متعارضة مع مساعيه لوقف ما يلحق باقتصاد إيران من أضرار على يدي الولايات المتحدة التي يعتبرها "العدو رقم واحد" لإيران.

غير أن المسؤولين والمحللين قالوا إن من الضروري في نظر خامنئي الموازنة بين أهمية إنقاذ الاقتصاد وضرورة الحفاظ على سلطته من أي أخطار قد تحيق بها.

ويخشى الحكام الدينيون في إيران أن تتفجر من جديد الاضطرابات بين الطبقات متوسطة ومنخفضة الدخل بين الإيرانيين. وكانت هذه الاضطرابات في السنوات الأخيرة تذكرة بمدى تعرض المؤسسة الحاكمة للتأثر بالغضب الشعبي بسبب المصاعب الاقتصادية.

ويغلي الاستياء الشعبي في إيران بسبب تزايد التضييق في البلاد على الأصوات المعارضة والقيود المفروضة على الحريات السياسية والحياة الاجتماعية.

وقد دعا ناشطون إلى مقاطعة الانتخابات واستخدم الإيرانيون وسم "لا للجمهورية الإسلامية" على نطاق واسع على تويتر داخل البلاد وخارجها في الأسابيع الأخيرة.

وتتحدى هذه الأصوات المعارضة سلطة خامنئي الهائلة. فهو يسيطر على السلطة القضائية وأجهزة الأمن والبث الإذاعي والتلفزيوني ومؤسسات تمتلك قطاعا كبيرا من الاقتصاد.

وقال مسؤول كبير سابق قريب من مركز صنع القرار في إيران "المتشددون لهم أغلبية في برلمان إيران ... فرئيس القضاء يعينه خامنئي وإذا فاز متشدد كما هو متوقع في الانتخابات فبوسعنا القول إن حلفاء متشددين للزعيم الأعلى يسيطرون سيطرة كاملة على البلاد".

وأضاف "إذا رفعت العقوبات بعد الانتخابات فسيُعتبر المتشددون المقربون من الزعيم أبطالا في البلاد".

وقال مسؤول أوروبي رفيع إن السرعة لها أهميتها في الانتخابات المقبلة في إيران.

وقال المسؤول الأوروبي "ضرورة الاستعجال قائمة. نحن بحاجة لاتفاق قبل الانتخابات ... وعلينا أن ننتهز الفرصة الآن وألا ننتظر عدة أشهر. لست متأكدا أن الأمريكيين سيلوحون بهذا الغصن مرتين".

ومنذ تخلى ترامب عن الاتفاق مؤكدا أنه مفرط في التساهل مع إيران، عملت طهران على زيادة مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب ورفعت مستوى التخصيب إلى مستويات نقاء جديدة وقامت بتركيب أجهزة متطورة للطرد المركزي لزيادة سرعة الإنتاج.

* ضغوط مالية

سبق أن قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن واشنطن لن تعود للاتفاق إلا إذا استأنفت طهران أولا الالتزام بالقيود الصارمة التي يفرضها على تخصيب اليورانيوم الذي يعد سبيلا محتملا لتصنيع قنابل نووية.

وإذا كانت هناك قضية تدور حولها الانتخابات الإيرانية فهي ما إذا كان بوسع الرئيس القادم تنشيط الاقتصاد والتخفيف من حدة الضغوط المالية الشديدة التي تواجه أغلبية الإيرانيين.

فقد دفع اقتران العقوبات الاقتصادية الأمريكية بسوء الإدارة بأكثر من نصف سكان إيران البالغ عددهم 83 مليون نسمة إلى ما دون حد الفقر الأمر الذي أسفر عن صراع يومي لمجاراة الأسعار المتصاعدة والبطالة المرتفعة.

وتشير استطلاعات الرأي الرسمية، ومنها استطلاع أجراه التلفزيون الإيراني في مايو أيار، إلى أن نسبة المشاركة في التصويت قد تكون منخفضة عند 30 في المئة أي أقل بكثير منها في الانتخابات السابقة.

© Reuters. الزعيم الأعلى آية الله على خامنئي يتحدث عبر التلفزيون في طهران يوم الثامن من يناير كانون الثاني 2021. صورة من الموقع الرسمي لخامنئي.

وقال مسؤول إيراني آخر على صلة وثيقة بالمتشددين إن خطر حدوث اضطرابات جديدة ستخف حدته إذا رُفعت العقوبات قبل الانتخابات لأن الإيرانيين سيكون لديهم أمل حينئذ في تحسن الأوضاع مستقبلا.

وأضاف "بعد الانتخابات سيكون تحسين الاقتصاد ضروريا لتحسين مستويات معيشة شعبنا. أي اضطرابات بسبب المصاعب الاقتصادية يمكن أن تلحق ضررا جسيما بالجمهورية الإسلامية".

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.