مدريد (رويترز) - رفضت المحكمة الإسبانية العليا يوم الثلاثاء طلبا باحتجاز إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية، قائلة إن رافعي دعوى تتعلق بارتكاب جرائم حرب لم يقدموا أدلة تثبت أنه ارتكب أي جريمة.
ومثُل زعيم جبهة البوليساريو، الذي يعالج في مدينة لوجرونو الإسبانية منذ أكثر من شهر، عن بُعد أمام المحكمة في مدريد.
وذكرت وثيقة قضائية أن جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان وأفرادا من الصحراء الغربية يتهمون غالي وآخرين من زعماء البوليساريو بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والقتل والإرهاب والتعذيب والضلوع في عمليات اختفاء قسري.
وجاء في وثيقة قضائية "تقرير الادعاء لم يقدم عناصر أدلة تدعم وجود أسباب للاعتقاد في مسؤوليته عن أي جريمة".
وهذا التطور منعطف جديد في نزاع قائم بين مدريد والرباط بسبب غالي.
وتقول الحكومة الإسبانية إنها سمحت بعلاج غالي في إسبانيا باعتبار ذلك بادرة إنسانية، لكن هذه الخطوة أثارت غضب المغرب ودفعت الرباط إلى تخفيف القيود الحدودية على نحو سمح بدخول آلاف المهاجرين جيب سبتة الإسباني في شمال أفريقيا في الشهر الماضي.
وبعد قليل من صدور قرار المحكمة يوم الثلاثاء قالت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية ماريا خيسوس مونتيرو إنها تتوقع عودة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب إلى طبيعتها "في غضون ساعات".
لكن رغم تفاؤلها من المرجح أن يثير قرار عدم احتجاز غالي حفيظة المغرب. وليس هناك تعليق من الرباط إلى الآن لكنها قالت أمس الاثنين إن جلسة المحكمة بشأن غالي ستظهر ما وصفته بالوجه الحقيقي للبوليساريو.
وقالت الرباط إن نزاعها مع إسبانيا لم يعد ببساطة بشأن غالي لكن حول ما ترى أنه عدم احترام من الجانب الإسباني لموضوع الصحراء الغربية.
وفي تطور آخر، قالت سلطة الملاحة الجوية الإسبانية يوم الثلاثاء إن طائرة كانت في طريقها من الجزائر إلى مدينة لوجرونو بشمال إسبانيا عادت أدراجها بعدما أبلغتها المراقبة الجوية بأنه لا يمكن السماح لها بدخول المجال الجوي بناء على تعليمات من الجيش الإسباني.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية إنها لا علم لها بأي طائرة.
وتقاتل جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر من أجل استقلال الصحراء الغربية التي ظلت تحت الاستعمار الإسباني حتى منتصف السبعينيات والتي يعتبرها المغرب منذ ذلك الحين جزءا من أراضيه.
* احتمال الفرار؟
جلسة المحكمة العليا يوم الثلاثاء تمهيدية وتمثل الخطوة الأولى أمام إمكانية إجراء محاكمة.
وقالت ماريانا ديلماس، وهي من فريق الادعاء، إنها طلبت اتخاذ إجراءات لمنع غالي من مغادرة إسبانيا. ومع ذلك قالت المحكمة إنها لا ترى أن هناك احتمالا للفرار.
وقال مانويل أولي محامي غالي إن موكله، الذي يسافر بجواز سفر دبلوماسي جزائري، سيبقى في إسبانيا لحين انتهاء القضية. وأضاف أنه يطلب من المحكمة رفض القضية.
وقالت مونتيرو إن الحكومة الإسبانية تتوقع عودة غالي من حيث أتى بعد أن تتحسن صحته. وأضافت أن السلطات الإسبانية ما زالت متأهبة لاحتمال حدوث مشاكل أخرى على الحدود.
(إعداد مروة سلام وياسمين حسين ومحمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير لبنى صبري)