باريس (رويترز) - انتفض نوفاك ديوكوفيتش بعد تأخره بمجموعة في مباراة ملحمية بالدور قبل النهائي لبطولة فرنسا المفتوحة للتنس ليلحق الهزيمة الثالثة فقط برفائيل نادال في تاريخه بالملاعب الرملية في باريس بنتيجة 3-6 و6-3 و7-6 و6-2 أمام جمهور متحمس يوم الجمعة.
وقدم اللاعبان مباراة رائعة، حيث يمكن القول إن المواجهة 58 بينهما يمكنها منافسة أي مواجهة بينهما منذ الأولى التي جرت عام 2006.
وفاز نادال، الذي كان يطمح في تعزيز رقمه القياسي وتحقيق لقبه 14 في رولان جاروس، بأول خمسة أشواط بالمباراة وبدا أنه سيكرر تفوقه على منافسه الصربي في نهائي العام الماضي.
لكن ديوكوفيتش (34 عاما) المصنف الأول عالميا استعاد توازنه وفاز بالمجموعة الثانية ثم حسم المجموعة الثالثة خلال 97 دقيقة عقب شوط فاصل بعد أن أنقذ نقطة لحسم المجموعة.
ووصلت الأجواء الحماسية في وجود نحو خمسة آلاف مشجع في ملعب فيليب شاترييه الشبيهة بأجواء كرة القدم إلى ذروتها في نهاية المجموعة الثالثة في باريس مع اقتراب موعد حظر التجول في باريس.
ولحسن الحظ، مددت سلطات باريس، حسبما تردد أنه بعد طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، موعد الحظر بشكل استثنائي حتى الساعة 11 مساء بالتوقيت المحلي ما يعني استمرار المباراة المثيرة وسط حماس جماهيري بالمدرجات.
لكن لم يكن هناك حاجة لامتداد الوقت بالنسبة لنادال الذي بدا أنه شعر بالإرهاق وتراجعت عزيمته.
وصمد نادال (35 عاما) كالبطل، لكن ديوكوفيتش حافظ على نشاطه رغم امتداد المواجهة لنحو أربع ساعات وتفوق في النهاية على أفضل لاعب على الإطلاق في الملاعب الرملية.
وبعد كسره الإرسال ليتقدم 4-2 في المجموعة الرابعة، جاءت النهاية سريعة عندما حافظ ديوكوفيتش على تفوقه حتى النهاية ليلحق بنادال أول هزيمة في فرنسا المفتوحة منذ فوزه عليه في دور الثمانية عام 2015.
ويبلغ سجل نادال في رولان جاروس منذ فوزه باللقب لأول مرة عام 2005 ثلاثة هزائم فقط مقابل 105 انتصارات.
وسيلتقي ديوكوفيتش مع اليوناني ستيفانوس تيتيباس في النهائي يوم الأحد وستكون الفرصة سانحة أمامه ليس فقط للإضافة على لقبه الوحيد في فرنسا المفتوحة عام 2016 لكن أيضا لرفع رصيده إلى 19 لقبا في البطولات الأربع الكبرى ليصبح على بُعد لقب واحد من الرقم القياسي لنادال والسويسري روجر فيدرر.
وكانت هذه المرة الثامنة في مواجهتهما التي يخسر فيها لاعب المجموعة الأولى قبل أن يفوز بالمباراة.
ويتصدر ديوكوفيتش الآن مواجهاته أمام نادال برصيد 30 انتصارا مقابل 28 للاعب الإسباني، لكن هذا الفوز ربما يكون الأفضل، إذ أن انتصاره بمجموعات مباشرة في 2015 كان بينما نادال يعاني للتعافي من الإصابات، لكن هذه المرة كانا اللاعبين في أفضل حالاتهما.
* احتفال بسيط
وجاء احتفال ديوكوفيتش بعد الانتصار بسيطا، ويبتعد كل البعد عن احتفاله الجنوني بفوزه على ماتيو بريتيني يوم الأربعاءالماضي، في إشارة إلى الاحترام الذي يكنه لنادال.
وقال ديوكوفيتش في الملعب "بداية أود القول إنه شرف لي وجودي في هذا الملعب مع رفائيل نادال. هذه أكبر مباراة خضتها على الإطلاق هنا في باريس. وأيضا أفضل مباراة في أفضل أجواء لكل من اللاعبين.
"لكي تفوز على رفائيل في هذا الملعب تحتاج لتقديم أفضل أداء لديك، واليوم قدمت أفضل ما لدي حقا".
وكان نادال، الذي جاءت هزيمته الوحيدة الاخرى في رولان جاروس بخلاف الخسارة من ديوكوفيتش أمام السويدي المعتزل روبن سودرلينج عام 2009 عندما كان اللاعب الإسباني يعاني من مشاكل في ركبته، كريما عند الخسارة.
وأبلغ نادال الصحفيين عن منافسه "قدم أداء رائعا. كانت مباراة قوية. قدمت أقصى ما لدي، واليوم لم يكن يومي".
(إعداد أحمد الخشاب للنشرة العربية)