من مارتن هيرمان
لندن (رويترز) - أفلتت إيطاليا من مأزق كبير وتغلبت بصعوبة على النمسا لتتأهل إلى دور الثمانية في بطولة أوروبا 2020 لكرة القدم بعد أن سجل البديلان فيدريكو كييزا وماتيو بيسينا في الوقت الإضافي ليمنحا المنتخب الإيطالي الفوز 2-1 باستاد ويمبلي يوم السبت.
وكان المنتخب الإيطالي الأكثر إقناعا خلال مسيرته المثالية في دور المجموعات لكن مستوى فريق المدرب روبرتو مانشيني تراجع بشدة بعد أن ترك عرينه في روما لأول مرة في البطولة وواجه خطر الخروج بطريقة صادمة من البطولة.
في النهاية ثبتت صحة الحكمة القديمة التي تقول إن الفرق الجيدة تجد طريقة دائما حتى عندما تكون بعيدة عن مستواها، ومددت إيطاليا مسيرتها الخالية من الهزائم إلى 31 مباراة وهو رقم قياسي للفريق وضربت موعدا في دور الثمانية مع بلجيكا أو البرتغال.
وتفوق المنتخب النمساوي، الذي كان يلعب في الأدوار الإقصائية ببطولة أوروبا لأول مرة في تاريخه، على إيطاليا في الشوط الثاني وسجل ماركو أرناوتوفيتش بضربة رأس في شباك الحارس جيانلويجي دوناروما لكن سعادته لم تكتمل بعدما ألغى حكم الفيديو الهدف بداعي التسلل لينقذ إيطاليا.
وتدخل مانشيني وأشرك أربعة مهاجمين بدلاء في نهاية الشوط الثاني ولعب حجم التشكيلة الإيطالية دورا كبيرا في النهاية بعد أن أخرج كييزا جناح يوفنتوس وبيسينا لاعب وسط أتلانتا إيطاليا من المأزق بهدفين جاءا بطريقة رائعة.
وسدد كييزا من زاوية صعبة في شباك الحارس دانييل باخمان في الدقيقة 95 بعد أن سيطرة ببراعة على تمريرة من ليوناردو سبيناتزولا. وهدأت أعصاب المنتخب الإيطالي عندما سجل بيسينا، الذي هز الشباك أيضا أمام ويلز، بتسديدة جيدة بقدمه اليسرى.
لكن المنتخب النمساوي الشجاع لم يستسلم.
وسجل البديل ساشا كالايجيتش قبل ست دقائق على النهاية وتنفس المنتخب الإيطالي الصعداء عندما أطلق الحكم أنتوني تيلور صفارة النهاية.
واستخدم مانشيني كل لاعبي تشكيلته البالغ عددهم 26 لاعبا باستثناء لاعب واحد في طريقه لقيادة إيطاليا إلى دور الثمانية، وهي المرحلة نفسها التي وصلت إليها في 2016 قبل الخسارة أمام ألمانيا بركلات الترجيح.
وسيزيد وجود لاعبين مثل كييزا وبيسينا بين البدلاء عندما لا تأتي الخطة الأصلية بنتائج من الإيمان بقدرة المنتخب الإيطالي على تحقيق اللقب لأول مرة منذ 1968، حتى رغم تعثره في مباراة السبت.
وقال مانشيني "كنا نعرف أننا سنعاني لأن المنتخب النمساوي نموذج للفريق الذي لا يسمح لك باللعب جيدا.
"البدلاء صنعوا الفارق لنا، لكن كل من شارك الليلة بذل قصارى جهده. أنا سعيد لأن اللاعبين قدموا كل ما لديهم من أجل الفوز حتى رغم شعورنا بالإرهاق".
* بداية سلسة
شق المنتخب الإيطالي طريقه بسهولة في مبارياته بالمجموعة في روما، مسجلا سبعة أهداف دون رد، وبدأ فريق مانشيني بأسلوب سلس في أمسية مثالية لكرة القدم.
ومع انطلاق الجناح المدافع سبيناتزولا في الجانب الأيسر كلما كان يحلو له، بدا تقييم فرانكو فودا مدرب النمسا صحيحا عندما قال قبل المباراة إن فرصة فريقه عشرة بالمئة فقط في إيقاف المنتخب الإيطالي.
وسدد سبيناتزولا خارج الملعب قبل أن يرسل تمريرة خطيرة إلى نيكولو باريلا الذي سدد كرة أنقذها الحارس باخمان بقدمه الممتدة.
وبعد ذلك سدد تشيرو إيموبيلي، الذي عاد للتشكيلة الأساسية بعد إراحته برفقة لاعبي مانشيني الأساسيين في الهجوم في المباراة الأخيرة بالمجموعة ضد ويلز، كرة بقدمه اليمنى ارتطمت بالقائم من 25 مترا.
لكن المباراة لم تكن من جانب واحد ووجد المنتخب النمساوي بعض المساحات خلف دفاع إيطاليا وفي إحدى المناسبات سدد ماركو أرناوتوفيتش فوق العارضة.
وكان فودا المدرب الأكثر شعورا بالرضا أثناء الاستراحة وازدادت ثقة فريقه في الشوط الثاني مع تراجع إيطاليا بشكل غريب وخيم الصمت على مشجعيها.
وسدد ديفيد ألابا قائد النمسا فوق العارضة مباشرة من ركلة حرة وبدا أن الأمور تتحول ضد المنتخب الإيطالي بعدما اقترب كل من إكسافر شلاجر وأرناوتوفيتش من التسجيل.
واعتقد أرناوتوفيتش بعد ذلك أنه افتتح التسجيل بضربة رأس من مدى قريب في الدقيقة 65 لكن مراجعة الفيديو ألغت الهدف بسبب تسلل بفارق بسيط للغاية.
وبدا مانشيني مصدوما في المنطقة الفنية وتدخل على الفور، فأشرك مانويل لوكاتيلي وبيسينا بدلا من ماركو فيراتي المخيب للآمال وباريلا.
وأشرك بعد ذلك كييزا وأندريا بيلوتي مع اقتراب الوقت الإضافي. وأتت التغييرات ثمارها في نهاية المطاف وأثبت عمق تشكيلة إيطاليا أنه كاف لإنجاز المهمة، ولكن بشق الأنفس.
وقال أرناوتوفيتش "من الصعب أن أجد كلمات مناسبة. إذا حالفنا الحظ، كنا سننتصر في الوقت الأصلي".
(اعداد أحمد ماهر للنشرة العربية)