من جوليا بارافيتشيني وماجي فيك
جوندار (إثيوبيا) (رويترز) - قالت قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي إنها أجبرت قوات الحكومة الإثيوبية على الفرار من مقلي عاصمة إقليم تيجراي يوم الثلاثاء بعد سيطرتها على المدينة بالكامل في تحول كبير في الصراع المستمر منذ ثمانية أشهر.
واستقبل السكان في مقلي، التي انقطعت الاتصالات (SE:7010) بها يوم الاثنين، مقاتلي تيجراي العائدين بالترحاب.
وأظهر مقطع مصور سجله أحد السكان في بلدة شاير الشمالية مشاهد مماثلة، وقال إن القوات الإريترية المتحالفة مع الحكومة انسحبت.
وقال مقيم آخر لرويترز "الكل يرحب بهم ويحتفل. الآن هناك العديد (من أفراد قوات تيجراي) وأغلبهم يرتدون الزي العسكري".
وقال جيتاشيو رضا المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي لرويترز يوم الثلاثاء "سيطرنا على 100 بالمئة من مقلي".
وأضاف أن هناك بعض القتال في ضواحي المدينة، لكنه في مراحله النهائية. وذكر أنه لا يستطيع تأكيد التقرير الوارد من شاير.
وقال "لا تزال قواتنا تخوض مطاردة ساخنة في الجنوب والشرق وستواصل حتى تطهر كل شبر من الأرض من العدو".
وأضاف أن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي أعادت انتشارها في مقلي وأن بوسع السكان التجول مرة أخرى في الشوارع. وامتنع عن توضيح ما إذا كانت تيجراي ستسعى الآن إلى الاستقلال بعد صراع عنيف استهدف غالبا المدنيين.
ولم يتسن لرويترز التحقق من تصريحات المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي نظرا لانقطاع الاتصالات الهاتفية مع مقلي وبقية أنحاء تيجراي. وأعلنت الحكومة الإثيوبية وقف إطلاق النار من جانب واحد يوم الاثنين لكنها لم تتطرق علنا إلى مزاعم الجبهة الشعبية لتحرير تيجريي عن استعادة مقلي.
وأودى القتال في الإقليم الواقع في شمال إثيوبيا بحياة الآلاف وشرد نحو مليونين وعرض مئات الآلاف لخطر المجاعة.
في غضون ذلك، قالت الولايات المتحدة إنه يجب أن تنتهي الفظائع على الفور في إقليم تيجراي وحذرت إثيوبيا وإريتريا من أن واشنطن ستراقب الوضع عن كثب.
وقال روبرت جوديك القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لمكتب الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية "لن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة الفظائع في تيجراي".
* وقف لإطلاق النار من جانب واحد
وشدد جريج ميكس رئيس لجنة الشؤون الخارجة في مجلس النواب الأمريكي على أنه إذا لم تخف حدة الأزمة في تيجراي "فقد نشهد انزلاق أحد أوثق وأقوى حلفائنا في أفريقيا إلى الحرب الأهلية، وانهيار الدولة في نهاية المطاف".
وفي نيويورك، قال ستيفاني دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن تأثير وقف إطلاق النار في تيجراي "ما زال غير واضح". وأضاف "زملاؤنا في الإغاثة الإنسانية يقولون لنا إن هناك انهيارا في الاتصالات وخدمات الإنترنت في تيجراي اعتبارا من اليوم، ولذلك فإن تأثير الوضع الراهن على العمليات الإنسانية لا يزال غير معروف".
وذكر دبلوماسيون أن مجلس الأمن الدولي سيناقش الوضع في تيجراي هذا الأسبوع.
ولم يتضح إن كانت بقية أطراف الصراع ستحترم وقف إطلاق النار أحادي الجانب. وصرح المتحدث باسم الجيش الإثيوبي ووزير الإعلام الإريتري ومتحدث باسم إقليم أمهرة بأنهم لا يمكنهم التعقيب على الأمر.
وقال المتحدث باسم جبهة تحرير تيجراي إن قوات الجبهة ستتعقب خلال الأيام القادمة القوات المتحالفة مع الحكومة من إقليم أمهرة في الجنوب والغرب ومن إريتريا في شمال وشمال غرب تيجراي، مضيفا أنها ستعبر الحدود إذا تطلب الأمر.
وذكر المتحدث لرويترز عبر هاتف متصل بالقمر الصناعي بعد ظهر الثلاثاء "تركيزنا الأساسي ينصب على إضعاف قدرات العدو القتالية... لذا إذا كان هذا يتطلب الذهاب إلى أمهرة فسوف نفعل، إذا كان يتطلب الذهاب إلى إريتريا فسوف نفعل".
ولم يتسن لرويترز التحقق من هذا البيان نظرا لانقطاع كافة الاتصالات الهاتفية تقريبا مع تيجراي. لكن السكان في مقلي قالوا مساء الاثنين قبل انقطاع الاتصالات إن الجنود اختفوا من الشوارع وإن قوات الجبهة الشعبية دخلت المدينة. وذكر شهود أن السكان استقبلوها بالرايات والأغاني.
وقال سكان يوم الثلاثاء إن القوات الإريترية لم تعد تشاهد في شاير.
وتترقب إثيوبيا نتائج انتخابات محلية وبرلمانية في الأقاليم أجريت في 21 يونيو حزيران. وأجريت الانتخابات في ثلاثة من عشرة أقاليم في البلاد بسبب انعدام الأمن ومشكلات لوجيستية.
وكان إقليم تيجراي من الأقاليم التي لم تشهد انتخابات.
(إعداد أحمد صبحي ومروة سلام ومحمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)