من فيل ستيوارت
كابول (رويترز) - تنحى الجنرال أوستن ميلر قائد القوات الأمريكية في أفغانستان عن القيادة يوم الاثنين وغادر البلاد في هدوء، في خطوة رمزية لانتهاء أطول حروب الولايات المتحدة وذلك رغم اكتساب مقاتلي حركة طالبان قوة دفع بفعل الانسحاب الأمريكي.
وركب ميلر، وهو آخر ضابط أمريكي برتبة جنرال فئة أربع نجوم على الأرض في أفغانستان، طائرة هليكوبتر أقلعت من قاعدة عسكرية في كابول كانت لوقت طويل عصب الحرب التي بدأت قبل عشرين عاما.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن المهمة العسكرية في أفغانستان ستنتهي رسميا يوم 31 أغسطس آب المقبل في إطار السعي لانتشال أمريكا من صراع أشعلت شرارته هجمات 11 سبتمبر 2001 التي شنها تنظيم القاعدة في الولايات المتحدة.
وقُتل حوالي 2400 جندي أمريكي في أفغانستان وأصيب الآلاف.
وفي كلمة ألقاها أمام حشد صغير خارج مقره العسكري في كابول، تعهد ميلر بعدم نسيان من لاقوا حتفهم في القتال ودعا طالبان إلى وقف موجة الهجمات العنيفة التي منحتها السيطرة على مساحات من الأراضي أكبر من أي وقت مضى منذ اندلاع الشرارة الأولى للصراع.
قال ميلر "ما أقوله لطالبان هو أن عليهم مسؤولية أيضا. العنف الدائر يخالف إرادة الشعب الأفغاني ويجب أن يتوقف".
وتوجه كينيث ماكينزي الجنرال بمشاة البحرية الأمريكية الذي تشرف القيادة الوسطى برئاسته على القوات الأمريكية في مواقع ساخنة منها أفغانستان والعراق وسوريا إلى كابول للتأكيد على المساعدة الأمريكية لقوات الأمن الأفغانية في المستقبل.
وقال ماكينزي في كلمته "بإمكانكم الاعتماد على دعمنا في الأيام الصعبة والخطيرة القادمة. سنكون معكم".
لكنه حذر في كلمة منفصلة أمام مجموعة صغيرة من الصحفيين من أن طالبان تسعى فيما يبدو في رأيه إلى "حل عسكري" للحرب التي حاولت الولايات المتحدة دون جدوى أن تنهيها باتفاق سلام بين طالبان وحكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني.
وقال إن عواصم الأقاليم معرضة للخطر وإن طالبان مهتمة فيما يبدو بالسيطرة على قندهار ثاني أكبر مدينة أفغانية ومهد الحركة المتشددة. وعبّر عن ثقته في القوات الأفغانية لكنه حذر من تداعيات انتصار طالبان على شعب أفغانستان.
وقال "إذا تمت الإطاحة بهذه الحكومة، وإذا انتصرت طالبان فإنني أعتقد أننا سنتوقع العودة إلى المعايير الرجعية هنا في أفغانستان خاصة في مجال حقوق المرأة والتعليم وأمور كثيرة أخرى".
وسيكون بإمكان ماكينزي إصدار الأوامر بتوجيه ضربات جوية أمريكية لطالبان حتى 31 أغسطس آب دعما لحكومة غني المدعومة من الغرب.
غير أن ماكينزي قال إن تركيزه بعد ذلك سينتقل إلى عمليات مكافحة الإرهاب التي تستهدف تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.
وذكر تقرير للأمم المتحدة في يناير كانون الثاني أن هناك ما يصل إلى 500 مقاتل للقاعدة في أفغانستان وأن حركة طالبان أبقت على علاقتها الوثيقة بالتنظيم الإسلامي المتشدد.
(إعداد منير البويطي وأيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)