من ليلى بسام
بيروت (رويترز) - قال الجيش اللبناني يوم الاثنين إنه اعتقل رجلين فيما يتعلق بهجوم على سكان شيعة كانوا يحضرون جنازة مما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى، وذلك بعدما طالبت جماعة حزب الله اللبنانية بإلقاء القبض على الجناة تفاديا لفتنة طائفية.
ووقع إطلاق النار في بلدة خلدة التي تقع جنوبي بيروت ويتأجج فيها التوتر بين السنة والشيعة منذ وقت طويل ودفعت الواقعة الزعماء إلى التحذير من التصعيد في وقت يعاني فيه لبنان من أزمة سياسية ومالية.
ووصف حزب الله الذي يملك ترسانة كبيرة من السلاح والمدعوم من إيران الهجوم بأنه "عدوان كبير" و حذر من عواقب وخيمة "ما لم يتم توقيف هذه العصابات".
واستهدف الهجوم جنازة علي شبلي العضو في جماعة حزب الله والذي قُتل بالرصاص أثناء حفل زفاف يوم السبت.
وأعلنت عشائر عربية سنية مسؤوليتها عن إطلاق النار وقالت إنه انتقام لمقتل أحد أتباعها في خلدة العام الماضي.
وقال الجيش إن المخابرات العسكرية اقتحمت منازل عدد من المطلوبين واعتقلت رجلا ضالعا في الهجوم على الجنازة. وقال المصدر الأمني إنه تم أيضا اعتقال مشتبه به آخر.
وانتشرت قوات الجيش بكثافة في خلدة حيث تمركزت عربة مصفحة خارج منزل شبلي وشوهدت أظرف الرصاصات الفارغة على الأرض. وقال الجيش إن مسلحين أقدموا "على إطلاق النار باتجاه موكب التشييع مما أدى إلى حصول اشتباكات".
وقال حزب الله إنه يسعى للحفاظ على الهدوء لكنه حذر من أنه لن يتمكن من السيطرة على كل الناس الغاضبين من الهجوم الذي وصفه بأنه كمين مدبر.
وقال حسن فضل الله النائب عن حزب الله خلال مقابلة مع تلفزيون الجديد في ساعة متأخرة من مساء يوم الأحد "لا تريدون الفتنة، تفضلوا اطلعوا سلموا هؤلاء القتلة إلى الدولة".
وأضاف "الناس في حالة غليان... نحن لا نستطيع أن نضبط كل الناس".
ويعاني لبنان بالفعل من أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 بسبب الأزمة المالية الخانقة التي أفقدت العملة الوطنية أكثر من 90 في المئة من قيمتها في أقل من عامين، الأمر الذي دفع بأكثر من نصف السكان إلى صفوف الفقر.
ويصادف هذا الأسبوع أيضا الذكرى السنوية الأولى للانفجار المدمر في الرابع من أغسطس آب في مرفأ بيروت.
"نتخوف من فتنة"
وقال تيار المستقبل التابع للسياسي السني سعد الحريري يوم الأحد إنه على اتصال بالعشائر السنية في المنطقة للعمل من أجل الهدوء وتجنب الفتنة.
وقال النائب السني المستقل فؤاد مخزومي على تويتر "ما حصل في خلدة أمس يؤكد الغياب الصارخ لمنطق الدولة وأن لغة السلاح المنفلت وغير الشرعي هي السائدة".
وأضاف "نتخوف من جر البلد إلى الفتنة".
وكانت منطقة خلدة بؤرة ساخنة بسبب إغلاق الطرق مرارا من قبل محتجين عمدوا مرارا على إغلاق الطريق السريع الذي يسلكه الكثير من الشيعة في الذهاب والعودة من قراهم الجنوبية.
وقالت حركة أمل الشيعية الحليفة لحزب الله "أن هذا الإرباك الأمني المشبوه في لحظة وطنية حساسة يصب في خدمة مشاريع تستهدف أمن البلد وتسهم في توتير الأجواء بما يهدد الاستقرار." وطالبت الحركة الجيش بوضع طريق الجنوب بعهدة القوى الأمنية.
وكان نعش شبلي ملفوفا براية حزب الله خلال مراسم التشييع ببلدة كونين في جنوب لبنان.
وأدى رجال دين صلاة الجنازة وكان من بين الحضور مقاتلون في حزب الله يرتدون زيا مموها، حسبما أظهرت لقطات بثتها قناة المنار التابعة للجماعة.
(إعداد ليلى بسام للنشرة العربية - تحرير لبنى صبري)