🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

انفجار المرفأ والأزمة المالية عبء جديد على صحة اللبنانيين النفسية

تم النشر 02/08/2021, 15:05
محدث 02/08/2021, 23:30
© Reuters. تاتيانا حصروتي التي قتل والدها في انفجار مرفأ بيروت العام الماضي في صورة التقطت في منزلها بمنطقة سن الفيل التقطت يوم 30 يوليو تموز 2021. صورة لر
GPS
-

من مها الدهان وعماد كريدي

بيروت (رويترز) - كانت تاتيانا حصروتي تشعر دائما أنها في أمان في بيتها الذي يبعد بضعة كيلومترات عن مرفأ بيروت حيث يعمل والدها منذ عشرات السنين في صومعة الحبوب بالميناء.

غير أن الانفجار الكيماوي الهائل الذي وقع في الرابع من أغسطس آب الماضي ودمر الصومعة أسفر عن مقتل والدها وقلب حياتها رأسا على عقب.

كان غسان حصروتي في غرفة العمليات يراقب تفريغ شحنة حبوب عندما انفجرت نترات الأمونيوم المخزنة دون مراعاة ضوابط الأمان بالمرفأ مما أسفر عن سقوط أكثر من 200 قتيل وتدمير مساحات كبيرة من العاصمة.

قالت تاتيانا (20 عاما) إنها كانت نائمة عندما حدث الانفجار وبدا لها أن المكان الذي تشعر فيه بالأمان اختفى كما غاب (NYSE:GPS) والدها الذي كان يمثل لها كل حياتها.

ورغم أن تاتيانا لم تُصب بأذى جسدي في الانفجار الذي خرب بيتها فقد شعرت على الفور بوطأته النفسية وسعت للحصول على دعم من أخصائي نفسي.

ويقول أطباء ومعالجون نفسيون وعاملون بمنظمات أهلية إن ثمة زيادة كبيرة طرأت على أعداد اللبنانيين الذين يطلبون رعاية نفسية خلال العام الأخير إذ اجتمعت الأزمة المالية المتصاعدة التي تشهدها البلاد مع الانفجار وجائحة فيروس كورونا لتثقل كاهل اللبنانيين.

قال الدكتور جورج كرم رئيس العلاقات العامة بمعهد التنمية والبحوث والدعوة والرعاية التطبيقية إن المركز الذي يوفر رعاية نفسية مجانية شهد زيادة عدد المرضى بنسبة 400 في المئة منذ نشبت الأزمة المالية في أكتوبر 2019.

وطلب عدد أكبر المساعدة في الأسابيع التي أعقبت الانفجار حيث كان 20 مريضا يتصلون يوميا بعيادة المركز.

وقال الدكتور كرم إنه لا يزال يرى ثلاثة مرضى على الأقل أسبوعيا يعانون من صدمة نفسية مرتبطة مباشرة بالانفجار.

وأضاف أن حوالي 90 في المئة من المرضى الذين عانوا من مثل هذه الصدمة يتحسنون بعد بضعة أشهر غير أن الآثار تستمر بالنسبة لعشرة في المئة لسنوات وأن تمويل العلاج المجاني بدأ ينضب.

وتابع أن المشكلة من الآن فصاعدا تتمثل فيما يجب عمله الآن في ضوء إدراك أن كثيرين مازالوا بحاجة للمساعدة.

كما لاحظت الزيادة نويل جوان مديرة برنامج للصحة النفسية في وحدة منظمة أطباء العالم بسهل البقاع والتي تقدم خدمات الرعاية النفسية أيضا.

فقبل الأزمة المالية والانفجار كان 80 في المئة من مرضى الوحدة من اللاجئين أو الأجانب، أما الآن فالأغلبية من اللبنانيين.

وقالت جوان إنه عندما يتلقى شخص ما ضربة فإنه لا يشعر في البداية بالألم لكنه يبدأ الشعور به بعد بضعة أيام.

أما بالنسبة لمن لا يتيسر لهم الحصول على خدمات الصحة النفسية المجانية ففي كثير من الأحيان يكون العلاج مدفوع الأجر بعيدا عن متناولهم لأن عددا قليلا من شركات التأمين يسدد مصاريفه.

* وضع فظيع

أدى الانهيار الاقتصادي في لبنان إلى فقدان العملة الوطنية أكثر من 90 في المئة من قيمتها في أقل من عامين، الأمر الذي دفع بأكثر من نصف السكان إلى صفوف الفقر.

وقد حولت أزمات متصاعدة في السلع الأساسية بما فيها الوقود والدواء الحياة اليومية إلى صراع بالنسبة لكثيرين إذ لا تزال أماكن في بيروت تبدو وكأنها موقع انفجار قنبلة.

وقالت جوان إن الناس مصدومون ولا يعرفون لمن يلجأون ولا يرون ضوءا في نهاية النفق.

وكان لنقص الدواء أثره على المرضى النفسيين، إذ يحذر الخبراء من احتمال انتكاس مرضى واحتياجهم لدخول المستشفى.

وقال الدكتور كرم إنه استقبل 17 أو 18 مريضا في يوم واحد وكانت مشكلتهم أنهم لا يجدون الدواء وإن أكثر من نصفهم يتناولون نصف الجرعة للحفاظ على ما تبقى لديهم من الدواء.

ووصف هذا الوضع بأنه فظيع.

© Reuters. تاتيانا حصروتي التي قتل والدها في انفجار مرفأ بيروت العام الماضي في صورة التقطت في منزلها بمنطقة سن الفيل يوم 30 يوليو تموز 2021. صورة لرويترز.

أما جومانا عمار إخصائية الصحة النفسية للأطفال والمراهقين بالمركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت فقالت إنها عالجت أطفالا كثيرين خلال العام الأخير من أعراض مثل قلق الفراق والتبول في الفراش نتيجة للانفجار.

وأضافت أن مريضا في سن المراهقة تدهورت حالته عندما لم يستطع العثور على الدواء في الصيدليات.

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.