🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

رغم القلق.. دول الخليج العربية قد تسلك نهجا براجماتيا إزاء طالبان

تم النشر 20/08/2021, 20:54
LCO
-

من عزيز اليعقوبي وألكسندر كورنويل ومروة رشاد

دبي (رويترز) - كانت السعودية والإمارات بين دول قليلة اعترفت بحكم طالبان الأصولي في أفغانستان بين 1996 و2001، وبات من المرجح الآن أن موقف الدولتين من عودة الحركة سينطلق من منظور براجماتي رغم المخاوف من أن تصبح عودة الحركة لحكم أفغانستان خطوة مشجعة للمتشددين الإسلاميين في الخارج.

قال دبلوماسيون ومحللون أجانب إنه رغم الصدام الإيديولوجي بين طالبان والحملة السعودية الإماراتية على التشدد، واتجاه الرياض لتخفيف بعض القيود المجتمعية في الآونة الأخيرة فإن الرياض وأبوظبي ستقومان بمقاربة لمواقفهما مع الحقائق على الأرض إثر استعادة طالبان السريعة والمفاجئة للحكم في أفغانستان تزامنا مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة.

كانت القوتان الخليجيتان قطعتا العلاقات مع طالبان في سبتمبر أيلول 2001 بسبب "إيواء الإرهابيين" بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول بطائرات خطفها متشددون من تنظيم القاعدة، معظمهم سعوديون، على مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في واشنطن. أسفرت الهجمات عن مقتل الآلاف.

لكن الرياض كان قد جمدت بالفعل علاقاتها مع طالبان في 1998 لرفضها تسليم زعيم القاعدة آنذاك أسامة بن لادن، الذي لمع نجمه في محاربة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي وجردته السعودية من الجنسية بسبب هجمات في المملكة وأنشطة استهدفت العائلة المالكة.

وقال دبلوماسي أجنبي في الرياض طلب، مثل آخرين غيره، عدم نشر اسمه "يرتبط السعوديون بعلاقات تاريخية مع أفغانستان وسيتعين عليهم في نهاية الأمر قبول طالبان (مرة أخرى)... لا يملكون خيارا آخر."

ومن غير المعروف ما إذا كانت المقاربة البراجماتية ستصل إلى حد إعادة العلاقات الدبلوماسية. ولم ترد السلطات السعودية أو الإماراتية على طلبات رويترز للتعليق بخصوص أفغانستان وطالبان.

كان رد فعل الرياض وأبوظبي إزاء استيلاء طالبان على السلطة مقصورا على إعلان احترام اختيار الشعب الأفغاني ودعوة الحركة إلى توطيد الأمن وتعزيز الاستقرار بعد تمرد طويل على الحكم المدعوم من الولايات المتحدة.

وقال دبلوماسي مقيم في قطر "يتسم البلدان بالبراجماتية وقد أثبتا قدرتهما على التعامل مع مختلف الأنظمة في أنحاء العالم".

حاولت السعودية والإمارات تسهيل محادثات سلام أفغانية بعد سقوط طالبان قبل 20 عاما، لكنهما لم تشاركا في المفاوضات الرئيسية التي استضافتها قطر وفشلت في التوصل إلى تسوية سياسية.

وقال الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أحد أفراد الأسرة الحاكمة في قطر ورئيس وزرائها السابق إنه سيتعين على الدول التعامل مباشرة مع طالبان.

وكتب على تويتر يوم الأربعاء "على العالم أن يحترم الوضع الحالي في أفغانستان وألا يتخذ إجراءات للتضييق عليهم إذ على المجتمع الدولي أن يعطيهم الأمل بأنه سيقبلهم ويتعاون معهم مقابل التزامهم بالأعراف الدولية".

وقال دبلوماسيان في قطر التي يوجد بها مكتب لتمثيل طالبان إن من المرجح أن تحذو دول الخليج حذو الحليف أمني الكبير الولايات المتحدة. ولم توضح واشنطن ما إذا كانت ستعترف بحكم طالبان.

* نفوذ سعودي فريد؟

قال عمر كريم وهو زميل في المعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن، إن السعودية قد تحاول ممارسة نفوذ بسيط على طالبان نظرا لمكانتها كخادمة لأقدس موقعين في الإسلام.

عمل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على تخفيف القيود على الحياة اليومية في المملكة المحافظة بما في ذلك الحد من نفوذ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والسماح للمرأة بقيادة السيارات، والسماح بأنشطة الترفيه العام.

وقال كريم "مع ذلك تمتلك السعودية ورقة ضغط دينية قوية على طالبان" مشيرا إلى أن بإمكان الرياض أيضا فتح قنوات مع الجماعة عبر باكستان.

لأفغانستان حدود طويلة مع باكستان التي ظلت لزمن طويل ملاذا يحتمى به قادة طالبان وترتبط في الوقت نفسه بعلاقات ممتدة الجذور مع الرياض وأبوظبي. كانت باكستان الدولة الأخرى الوحيدة التي اعترفت رسميا بنظام طالبان السابق.

بإمكان السعوديين والإماراتيين أيضا استخدام النفوذ المالي كوسيلة للضغط مثلما فعلوا في الماضي لأن من المحتمل أن تعاني طالبان من أزمة حادة في السيولة النقدية اللازمة لحكم البلاد نظرا لأن احتياطيات كابول من العملات الأجنبية موجودة في الولايات المتحدة بعيدا عن متناول يد طالبان.

* طالبان أخرى؟

قال ثلاثة دبلوماسيين أجانب في أبوظبي إن الإمارات أعربت سرا عن مخاوفها من أن تتحول أفغانستان مرة أخرى تحت حكم طالبان إلى ملاذ آمن وتربة خصبة للتطرف.

كتب يوسف الشريف في صحيفة البيان الإماراتية "يمكن للجماعات الإرهابية أن تتمركز في (أفغانستان) إذا لم تستطع القوى الدولية التفاوض مع طالبان لبناء نظام حكومي داخل أفغانستان بسرعة".

وأضاف "على المجتمع الدولي احتواء الأمر بالشكل الصحيح، وأخذ العبرة من التجربة الأمريكية".

منذ سيطرتها على أفغانستان، تسعى طالبان إلى تقديم نفسها في صورة أكثر ميلا للمصالحة والتسامح قائلة إنها لن تسمح باستخدام البلاد لشن هجمات على دول أخرى وإنها ستحترم حقوق المرأة في إطار الشريعة الإسلامية.

واتسم رد الفعل العالمي بالريبة الشديدة والتشكيك.

وكتب المعلق السعودي فهيم الحامد في صحيفة عكاظ قائلا إن وصول طالبان إلى كابول يعني أن التطرف في مقر السلطة. وأضاف أن أي حرب أهلية جديدة في أفغانستان ستجر إليها لاعبين أجانب بما في ذلك إيران الشيعية المجاورة التي تناصب طالبان السنية العداء.

وقال الحامد إن على طالبان فعل الكثير وعليها أيضا تغيير الفكر المتطرف المتجذر في أيديولوجيتها وأن تنتهج التسامح والاعتدال.

ولطالما سعت السعودية والإمارات لاحتواء تيار الإسلام السياسي الذي تعتبرانه تهديدا للأسر الحاكمة في الخليج، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين، في ليبيا والسودان وسوريا وأماكن أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.