🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

"أرضنا العطشى".. أزمة المياه تتفاقم في الأردن بعوامل المناخ والنمو السكاني

تم النشر 02/09/2021, 19:21
محدث 02/09/2021, 19:24
USD/ILS
-
DX
-

من همس رباح وسليمان الخالدي

عمان (رويترز) - يقف عماد سليمان منتظرا بالساعات بجانب بئر خاصة في عمان. يستخرج الرجل المياه من جوف البئر ويصبها في شاحنته ذات الصهريج كي يبيعها فيما بعد للزبائن في المدينة مترامية الأطراف.

وتزداد أعداد زبائنه بين سكان العاصمة الأردنية البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة، يدفعهم مزيج من عوامل التغير المناخي والنمو السكاني والفساد وتهالك البنية التحتية للشراء بأسعار باهظة بعد أن أصبحت مياه الصنبور ضيفا عزيزا لا يأتي إلا ليوم واحد في الأسبوع.

قال سليمان لرويترز "هذا العام زيادة (في الطلب) أو مقارنة عن السنين الماضية زيادة سبعين في المئة إلى ثمانين بالمئة".

أصبحت صهاريج تخزين المياه المتناثرة فوق أسطح المنازل معلما جديدا في شكل المدينة.

ويفاقم التغير المناخي قسوة الجفاف بمنطقة الشرق الأوسط، لكن الوضع في الأردن أشد سوءا من جيرانه. وقال المسؤول بوزارة المياه عمر سلامة "هذا الموسم كان ضعيفا من كل المعايير، من المواسم الشحيحة مائيا، حيث أن الهطول لم يزد عن ستين بالمئة من المتوسط العام".

وفي المقابل قفز الطلب بشكل كبير. فقد تضاعف عدد سكان الأردن إلى المثلين في السنوات العشرين الماضية، مع استقبال موجات من اللاجئين، بما في ذلك أكثر من مليون سوري.

تفيد الإحصاءات الرسمية أن حصة الفرد من المياه في العام تراجعت إلى 80 مترا مكعبا فقط نزولا من 3400 في مطلع القرن. ويقول سلامة إن الإمدادات المتاحة لا تكفي إلا ثلاثة ملايين من سكان الأردن البالغ عددهم 10 ملايين نسمة.

ومع استنزاف طبقات المياه الجوفية في الصحراء وتضرر تدفقات المياه بنهر الأردن من أكبر روافده اليرموك بفعل عمليات تحويل مجرى النهر في إسرائيل وسوريا، يشعر المزارعون في غور الأردن ،سلة الخبز للأردنيين، بالانزعاج.

قال جهاد طوالبة، وهو مزارع ورث مزرعته عن والده "ما قدرت زراعات صيفية (لا نستطيع زراعة محاصيل صيفية) وأثر علي إنا استثمرت في الأرض كثير ماديا جرفت وعملت واشتغلت لكن أثر علي.. ما في مردود.. كله نخدم الشجر لأمل بعد خمس سنوات لنقدر ناخد إنتاج منه".

* هل آن أوان التحلية؟

تستهلك الزراعة الآن حوالي 60 بالمائة من الإمدادات، لكن الفساد مع سوء التخطيط يعقد مشاكل المياه في الأردن، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف المياه التي يتم ضخها تضيع بسبب السرقة وتسرب المياه من الأنابيب، رغم مليارات الدولارات التي يضخها كبار المانحين الغربيين.

لم تكن المشاريع المقامة، التي تتراوح بين عشرات السدود والخزانات ومحطات معالجة المياه وخط أنابيب بمليار دولار لنقل المياه العذبة من خزان كبير في الجنوب إلى العاصمة عمان، سوى حلول مؤقتة.

ورسمت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد في 2021 صورة متشائمة للمستقبل. أظهرت الدراسة أن نصيب الفرد من المياه في الأردن يمكن أن ينخفض ​​إلى النصف بحلول نهاية هذا القرن.

أضافت أنه إذا لم يحدث تحرك، لن يكون بمقدور سوى عدد قليل من الأسر في الدولة القاحلة الحصول حتى على 40 لترا فقط من المياه المنقولة بالأنابيب كنصيب للفرد في يوم الخميس.

يعتقد خبير المياه والمسؤول السابق في الحكومة دريد محاسنة بأن المشاريع الضخمة لتحلية المياه مثل فكرة القناة المقترحة من البحر الأحمر إلى البحر الميت هي وحدها التي يمكن أن تلبي الاحتياجات المستقبلية المتزايدة للسكان.

يضيف محاسنة "أعتقد أنه كل مصيرنا راح يكون عرضة للتخريب والتدمير إذا استمرينا هيك... سينجم عن ذلك هجرات قسرية... سينجم عن ذلك مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية... المجاعات والعطش".

(تغطية صحفية جهاد أبو شلبك-إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.