من سايلو سامب
كوناكري (رويترز) - أطاح جنود من القوات الخاصة بالرئيس الغيني ألفا كوندي على ما يبدو، وأعلنوا وقف العمل بالدستور وإقالة الحكومة وإغلاق حدود البلاد البرية والجوية.
وبينما نددت الأمم المتحدة بأي استيلاء على السلطة بالقوة وهددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) باتخاذ إجراءات عقابية، قال قائد الوحدة العسكرية الخاصة مامادي دومبويا إن "الفقر والفساد المستشري، دفعا قواته إلى إقصاء كوندي عن السلطة.
وقال دومبويا، وهو جندي سابق في الفيلق الفرنسي الخارجي، في كلمة بثها التلفزيون المحلي وقد اتشح بعلم غينيا وأحاط به ثمانية جنود مسلحين "لقد حللنا الحكومة والمؤسسات ... سنعيد كتابة الدستور معا".
واندلع إطلاق نار كثيف وتفجر القتال قرب القصر الرئاسي في العاصمة كوناكري صباح يوم الأحد. وبعد ساعات، ظهر كوندي في مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يتسن لرويترز التحقق منها، في غرفة وتحيط به قوات خاصة من الجيش.
وذكرت مصادر عسكرية أن الرئيس اقتيد إلى موقع لم يُكشف النقاب عنه وأن القوات التي يقودها دومبويا، الذي وصفه أحد المصادر، وهو زميل مقرب له، بأنه هادئ ومتحفظ بطبيعته، اعتقلت عددا آخر من الأفراد.
وقالت المصادر إن المعتقلين شملوا مسؤولين حكوميين كبارا.
ونفى زعيم المعارضة الرئيسية في غينيا سيلو دالين ديالو شائعات عن كونه ضمن المعتقلين.
* ضرائب واحتجاجات
وكان كوندي البالغ من العمر 83 عاما قد فاز بفترة رئاسة ثالثة في أكتوبر تشرين الأول بعد أن عدل الدستور ليسمح له بالترشح مجددا.
وفجر ذلك احتجاجات عنيفة نظمتها المعارضة، وزادت الحكومة الضرائب زيادة كبيرة في الأسابيع القليلة الماضية لملء خزائن الدولة ورفعت سعر الوقود 20 بالمئة مما تسبب في حالة سخط واسعة النطاق.
لكن بحلول مساء الأحد، لم يتضح ما إذا كان دومبويا قد استولى تماما على السلطة، مع إصدار وزارة الدفاع بيانا قالت فيه إنها صدت هجوما على القصر الرئاسي.
بيد أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عبر عن استنكاره الشديد "لأي استيلاء على الحكم بالقوة" ودعا إلى إطلاق سراح كوندي على الفور.
وهددت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) بفرض عقوبات بعد ما وصفه رئيسها، رئيس غانا نانا أكوفو أدو، بمحاولة انقلاب.
وقال الاتحاد الأفريقي إنه سيعقد اجتماعا على وجه السرعة وسيتخذ "الإجراءات المناسبة" بينما دعت وزارة الخارجية في نيجيريا، القوة الرئيسية في المنطقة، إلى العودة إلى النظام الدستوري.
* "الأغنياء يسخرون منا"
وفي مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهرت أرتال من العربات المدرعة وشاحنات تحمل جنودا وهي تجوب شوارع العاصمة. وقال مصدر عسكري في وقت سابق إنه تم إغلاق الجسر الوحيد الذي يربط البر الرئيسي بحي كالوم، الذي يضم معظم الوزارات والقصر الرئاسي.
وبعد أن توقف إطلاق النار بعد الظهر، بدأ الناس يستعيدون رباطة الجأش ويعودون إلى الشوارع بعد الظهر للاحتفال بنجاح الانتفاضة فيما يبدو.
ورأى شاهد من رويترز شاحنات صغيرة ومركبات عسكرية ترافقها درجات نارية والمارة يهللون لدى عبورها. وصاحت سيدة من شرفتها "غينيا حرة! مرحى".
قال أليكسيس أرييف، من خدمة الأبحاث التابعة للكونجرس الأمريكي، إن حركات التمرد والانقلابات ليست جديدة في غرب إفريقيا، وإن المنطقة شهدت "تراجعا ديمقراطيا كبيرا" في السنوات القليلة الماضية.
وعمد كل من كوندي وزعيم ساحل العاج إلى إجراء تعديلات تشريعية لتمديد فترة رئاسته في العام الماضي، في حين شهدت مالي انقلابين عسكريين ووقع آخر في تشاد.
وعلى مدى عشر سنوات من حكم كوندي، شهدت غينيا نموا اقتصاديا مستداما بفضل ثروتها من البوكسيت وخام الحديد والذهب والألماس، لكن قلة من مواطنيها حصدوا ثمار هذا النمو.
ويقول منتقدون إن الحكومة لجأت لقوانين جنائية لكبح أي معارضة بينما تأججت الخصومات السياسية بسبب انقسامات عرقية وفساد مستشر.
وقال أحد سكان كوناكري لرويترز "بينما كان الرئيس يزعم في كل مكان أنه يريد أن يحكم بطريقة مختلفة من خلال اجتثاث الفساد، زاد اختلاس الأموال العامة... كل ذلك جعل الأمر أسهل على الجيش".
(إعداد محمد فرج وسلمى نجم وعلي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)