🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل-الغرب مدين لقطر بدورها في أفغانستان .. هذا هو بيت القصيد

تم النشر 08/09/2021, 18:48
محدث 08/09/2021, 18:54
© Reuters. وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الدوحة يوم الأربعاء. صورة لرويترز من ممثل لوكالات الأنباء.
DX
-
LCO
-
EGX30
-

من الكسندر كورنول

دبي (رويترز) - منذ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وكبار الدبلوماسيين من مختلف أنحاء العالم يترددون على قطر التي ظلت لفترة طويلة بوابة للتواصل مع حركة طالبان وأصبحت الآن وسيطا أساسيا في وقت يحاول فيه الغرب التعامل مع الحكومة الجديدة في كابول. ولم يكن كل ذلك صدفة.

فالمحللون يصفون بروز دور قطر كوسيط في أفغانستان بأنه جزء من استراتيجية أولتها الدولة الصغيرة الغنية اهتماما كبيرا لدعم أمنها من خلال التحول إلى موقع لا غنى عنه للوساطة الدولية.

وقطر أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، وهي دولة صحراوية صغيرة عبارة عن شبه جزيرة ومن أغنى الدول من حيث نصيب الفرد من الدخل القومي. ويبلغ عدد سكانها قرابة ثلاثة ملايين نسمة، 85 في المئة منهم من العمالة الوافدة.

غير أن طموحاتها منذ فترة طويلة تفوق حجمها، إذ تستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط وتملك أوسع قنوات المنطقة التلفزيونية انتشارا وأكثرها تأثيرا.

وقد بددت قطر جانبا كبيرا من نفوذها الإقليمي خلال العقد الأخير في أعقاب انتفاضات الربيع العربي عام 2011 عندما أيدت الحركات المطالبة بالديمقراطية والمعارضة في مختلف أنحاء المنطقة. وعاقبتها دول مجاورة بقيادة السعودية والإمارات وحليفتهما مصر بفرض عقوبات تجارية وعزلة دبلوماسية عليها.

والآن ها هي قطر تعود. فقد سُوي خلافها مع القوى العربية هذا العام كما ستستضيف العام المقبل نهائيات كأس العالم لكرة القدم.

غير أنه لا يوجد على ما يبدو تحرك يذكر حقق لها عائدا دبلوماسيا كبيرا مثل دورها في أفغانستان الذي بدأ منذ سمحت لحركة طالبان بفتح مكتبها الدولي الرئيسي على أراضيها في 2013 وكانت مقرا لمحادثات السلام التي أفضت العام الماضي إلى اتفاق الانسحاب الأمريكي.

قالت كريستين ديوان الباحثة الأولى المقيمة بمعهد دول الخليج العربية في واشنطن إن تلك التسهيلات الدبلوماسية التي غلفها الصبر كانت وسيلة تقليدية لكي ترفع دولة صغيرة مكانتها الدولية.

وأضافت "في ضوء حجمها السكاني يعد القيام بدور عسكري كبير أمرا صعبا. غير أن قطر يمكنها تحقيق استفادة حقيقية من خلال علاقاتها خاصة في الجانبين الغربي والإسلامي لا سيما الأطراف التي ترفض الولايات المتحدة التواصل معها مباشرة".

وفي الأسابيع التي أعقبت اجتياح طالبان لأفغانستان ووصولها إلى السلطة كانت قطر مركز عبور نُقل إليه أكثر من 58 ألفا من بين 124 ألف مواطن غربي وأفغاني معرضين للخطر في جسر جوي من ذلك البلد الذي مزقته الحرب.

والآن أصبحت قطر مقرا مؤقتا لسفارات الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين التي تم إجلاء الدبلوماسيين منها في أفغانستان لتصبح الوسيط الرئيسي في جهود التواصل الغربية.

* تصعيد

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي زار قطر هذا الأسبوع مع وزير الدفاع لويد أوستن "نعلم ونحن نعمل هنا على دفع دبلوماسيتنا للأمام أن قطر ستكون شريكنا لأن هذه ليست هي المرة الأولى التي تبادر فيها قطر للمساعدة في أفغانستان".

وقال مسؤول قطري إن بلاده تواصلت بصفتها وسيطا محايدا مع جميع الأطراف لتوفير حرية الحركة لمن هم في أفغانستان و"محاربة الإرهاب لمنع أي زعزعة للاستقرار في المنطقة مستقبلا".

ومن خلال التعاون مع تركيا، حليفتها الوثيقة، ساعدت قطر حركة طالبان في معاودة فتح مطار كابول وسمحت باستئناف الرحلات الجوية الإنسانية والداخلية.

وخلال عمليات الإجلاء المتعجلة من أفغانستان ساعد دبلوماسيون قطريون على الأرض بكابول في مرافقة الأفغان الفارين عبر الحواجز الأمنية إلى المطار.

ومنذ فترة طويلة تشعر قطر بالحاجة لحماية نفسها بنهج دبلوماسي طموح، خاصة وأنها دولة صغيرة يحيط بها منافسون أفضل تسليحا يطمعون دون شك في حقولها الغازية.

ومنذ أربع سنوات وجدت نفسها معرضة للخطر عندما فرضت السعودية والإمارات ومصر وحلفاؤهم عليها حظرا تجاريا وعزلة دبلوماسية بموافقة ضمنية فيما يبدو من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

واتهمت هذه الدول قطر بدعم جماعات إسلامية سنية في مختلف أنحاء المنطقة وبالتودد لإيران الشيعية في الوقت نفسه.

وتساءل البعض في المنطقة عما إذا كانت السعودية وحلفاؤها قد يغزون قطر، غير أن الرياض نفت وجود خطة كهذه.

ونفت قطر، التي حماها صندوقها للثروة السيادية البالغ حجمه 300 مليار دولار من التداعيات الاقتصادية، ارتكاب أي أخطاء بحق جيرانها وصمدت حتى سُوي الخلاف في يناير كانون الثاني الماضي.

غير أن الخلاف أكد حاجتها لإيجاد أصدقاء أقوياء.

© Reuters. وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الدوحة يوم الأربعاء. صورة لرويترز من ممثل لوكالات الأنباء.

وقال جيمس دورسي الباحث بمعهد إس. راجارتنام للدراسات الدولية في سنغافورة إن القدرة على نفع الغرب يمكن أن تفيد.

وأضاف "هي مسألة تتعلق بالنفوذ بقدر ارتباطها بمدى أهميتك ونفعك للمجتمع الدولي بالدرجة التي تدفعه للتدخل لصالحك إذا ما تعرضت للتهديد".

(تغطية صحفية حميرة باموق في الدوحة- إعداد منير البويطي للنشرة العربية - علي خفاجي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.