🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

كسب قلوب وعقول الأفغان .. مهمة عسيرة تواجه طالبان

تم النشر 10/09/2021, 18:13
محدث 10/09/2021, 18:18
© Reuters. مقاتلون من طالبان يؤمنون أحد مداخل مطار حامد كرزاي في كابول في صورة بتاريخ التاسع من سبتمبر ايلول 2021. صورة من وكالة غرب اسيا للأنباء.
5110
-

(رويترز) - بعد 20 عاما من القتال، تحاول حركة طالبان استرضاء العالم. لكن تواجه حكام أفغانستان الجدد مشكلة أصعب من ذلك في الداخل هي الفوز بقلوب وعقول شعبهم بدءا من العاصمة.

فمنذ دخلت الحركة كابول في 15 أغسطس آب، يتجول مسلحوها في الشوارع بملابس القتال ودون تسلسل قيادي واضح في أغلب الأحيان. لكن كثيرين من سكان المدينة ليسوا معتادين على هذا المشهد كما لم تساعد أساليبهم الأمنية القاسية في تحسين صورتهم.

وتأقلم أحمد، وهو معلم من كابول كان طفلا صغيرا عندما حكمت طالبان البلاد المرة السابقة قبل 20 عاما، مع صدمة رؤية مقاتلي الحركة في الشوارع. ولكن بعد مضي أسابيع على سقوط المدينة في أيديهم، لا يشعر أحمد بانسجام أكبر مع وجودهم.

قال أحمد ابن المدينة بنفور متحدثا عن المقاتلين المنحدرين من الريف، "الناس في كابول يكرهونهم". ورفض الإفصاح عن لقبه خوفا من الانتقام.

وأضاف "أنظر إليهم، إنهم أناس مظهرهم متوحش وقذر وغير متعلمين وشعورهم طويلة وملابسهم متسخة. لا يتمتعون بآداب سلوكية على الإطلاق".

بعد 20 عاما من الوجود الغربي، لم تعد كابول ذلك المكان المتداعي الذي سيطرت طالبان عليه في عام 1996.

مع أنها لا تزال غير نظيفة وحركة المرور فيها فوضوية وتعاني من فيضان مياه الصرف وانقطاع الكهرباء (SE:5110) وعدم وصول المياه إلى مناطق عديدة، إلا أنها تحظى بثقافة المناطق المتحضرة الحيوية والتي تختلف تماما عن الخلفية الريفية البسيطة لدى أغلب مقاتلي طالبان.

وبتردد أطلق أحمد، وهو من مشجعي فريق برشلونة لكرة القدم وتعجبه الأفلام الهندية، لحيته وبدل ملابسه ذات الطراز الغربي بالزي التقليدي (بيراهان تونبان) لتجنب لفت الأنظار عند المرور بنقطة تفتيش لطالبان.

وبدلا من الحديث بلغة الداري، اللغة الأكثر استخداما في كابول، يحرص أحمد على مخاطبة أي عضو في طالبان يقابله بالبشتو وهي لغة الجنوب والشرق حيث ينحدر معظم المقاتلين.

وقال "لم يكونوا داخل مدينة قط ولا يتحدث معظمهم الداري، تسمع، إضافة إلى البشتو، العربية أو الأردية ولغات أخرى".

"إنهم يضربون الناس في الشارع بأسلحتهم. الناس يخشونهم كثيرا".

* طمأنينة

يقول قادة طالبان إنهم يريدون أن يشعر سكان كابول بالأمان، لكنهم يقرون بأن الانهيار السريع للحكومة المدعومة من الغرب فاجأهم ولم يترك لهم وقتا للتخطيط لإدارة مدينة يزيد عدد سكانها عن خمسة ملايين نسمة.

ويقرون أيضا بأن مقاتليهم، الذين لم يختبروا شيئا تقريبا بخلاف سنوات من الحرب، ليسوا شرطة مدربة على التعامل مع عامة الناس.

وتقول الحركة إن حكومتها تختلف عن تلك الإسلامية المتشددة التي حكمت البلاد من 1996 إلى 2001، ووعدت بعدم ممارسة العقوبات التعسفية مشيرة إلى أن الدوريات الأمنية لديها أوامر بمعاملة الناس باحترام.

وقال سيد رحمن حيدري الذي يقود دورية لطالبان في كابول "إذا حدثت مشكلة في أي مكان، سواء كان لصا أو معتديا أو مسلحا... أبلغونا فقط عند مواجهة شيء كهذا وسنتابعه بجدية ونعتقل المجرمين".

عندما كانت طالبان في السلطة المرة السابقة، كانت الشرطة الدينية تضرب من ينتهك القوانين، واكتسبت الحركة سمعة سيئة في العالم بسبب عمليات الإعدام العلنية وبتر الأطراف.

وهذه المرة، تم فض عدة احتجاجات بإطلاق مسلحيها النار في الهواء. واعتُقل أناس وتعرضوا للضرب بأعقاب البنادق والقضبان الحديدية.

وتعهد قادة طالبان بالتحقيق في أي واقعة إساءة معاملة لكنها أمرت المحتجين بطلب تصريح قبل التظاهر.

ويرى بعض الأفغان أن سمعة تحقيق العدالة بسرعة وصرامة تمنح طمأنينة للمدينة التي كانت تشهد إلى جانب هجمات طالبان الانتحارية عمليات خطف وقتل وسرقات عنيفة تزايدت في السنوات الأخيرة.

وقال السائق عبد الستار الذي ينقل الركاب حول منطقة ساحة دار الأمان "أرى أن الأوضاع الأمنية تغيرت منذ قدوم حكومة الإمارة الإسلامية... كان هناك الكثير من لصوص الهواتف المحمولة في المنطقة، لكنهم أقل الآن".

وفي ظل عدم وجود شرطة محلية مرتشية، قال إنه استطاع خفض أسعاره إلى عشرة أفغاني للراكب، من 20 إلى 30 سابقا.

وقال حيدري القيادي في طالبان إن الناس "يجب ألا يكون في قلوبهم أي خوف. نحن في خدمتهم ليل نهار".

لكنها رسالة غامضة البعض غير مستعد لتصديقها.

© Reuters. مقاتلون من طالبان يؤمنون أحد مداخل مطار حامد كرزاي في كابول في صورة بتاريخ التاسع من سبتمبر ايلول 2021. صورة من وكالة غرب اسيا للأنباء.

وتقول عائشة التي تبلغ من العمر 22 عاما وعملت لحساب مؤسسة إعلامية قبل سقوط كابول إنها رأت نساء يتعرضن للضرب عدة مرات على يد طالبان وإنها لا تخرج من منزلها إلا للضرورة القصوى.

وأضافت "إنهم أشخاص خطرون جدا، يمكنهم ضرب النساء وإهانتهن. لا يهمني ما يقوله قادتهم، إنهم متوحشون جدا".

(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.