من ليديا كيلي و جون مير
سيدني (رويترز) - دافعت أستراليا يوم الأحد عن قرارها إلغاء اتفاق بمليارات الدولارات لشراء غواصات فرنسية من أجل اتفاق بديل مع الولايات المتحدة وبريطانيا، وقالت إنها عبّرت لباريس عن مخاوفها إزاء الأمر منذ شهور.
وأثارت خطوة كانبيرا غضب باريس، مما تسبب في أزمة دبلوماسية لم يسبق لها مثيل يقول محللون إنها قد تُلحق ضررا دائما بتحالفات الولايات المتحدة مع فرنسا وأوروبا. كما أنها أثارت غضب الصين، القوة الرئيسية الصاعدة في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وتسعى الولايات المتحدة لتهدئة الغضب في فرنسا، عضو حلف شمال الأطلسي، وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية يوم الأحد إن الرئيس إيمانويل ماكرون سيجري اتصالا هاتفيا بالرئيس الأمريكي جو بايدن "في الأيام القليلة المقبلة". واستدعت باريس سفيريها لدى واشنطن وكانبيرا للتشاور.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون يوم الأحد "لا أندم على قرار يضع المصلحة الوطنية لأستراليا في الصدارة".
وأوضح موريسون أنه يتفهم خيبة أمل فرنسا إزاء إلغاء الصفقة، الذي قُدرت قيمتها بنحو 40 مليار دولار عام 2016 ويُعتقد أنها قيمتها أكثر بكثير اليوم، لكنه أكد على أن أستراليا يجب أن تتخذ دائما القرارات الأفضل لمصالحها.
وأضاف في إفادة صحفية "هذه قضية أثرتها شخصيا وبشكل مباشر منذ بضعة أشهر، وواصلنا الحديث عن هذه القضايا في غضون ذلك عبر وزيري الدفاع وغيرهما".
وستبني أستراليا، بموجب شراكتها الأمنية الثلاثية الجديدة، ما لا يقل عن ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية باستخدام تكنولوجيا أمريكية وبريطانية. وكانت الصفقة الملغاة، التي أبرمتها مع شركة نافال جروب الفرنسية عام 2016، تتعلق بأسطول من الغواصات التقليدية.
وألقى الاتفاق الثلاثي الجديد بظلال من الشك على الجبهة المتحدة التي يسعى بايدن لتكوينها في مواجهة القوة المتنامية للصين.
"منفتحة وصادقة"
قال جابرييل أتال، المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، لتلفزيون (بي.إف.إم) الإخباري إن ماكرون سيسعى خلال اتصاله الهاتفي مع بايدن للحصول على "توضيح" بشأن تراجع أستراليا عن صفقة الغواصات. وأشار إلى أنه يجب إجراء مناقشات بخصوص بنود العقد، لا سيما تعويض الجانب الفرنسي.
وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي إن من المؤكد أن قادة الاتحاد الأوروبي سيناقشون القضية في محادثات بسلوفينيا يوم الخامس من أكتوبر تشرين الأول، مضيفا أن ذلك أثار تساؤلات بخصوص العلاقة عبر الأطلسي وطموحات أوروبا الجيوسياسية في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وتابع الدبلوماسي "أعتقد أن الفرنسيين... سيستغلونها لأقصى درجة"، مشيرا إلى دعم ماكرون منذ فترة طويلة لقدر أكبر من الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي على الرغم من أن العديد من دول الاتحاد الأوروبي مترددة في إضعاف الروابط الأمنية مع الولايات المتحدة.
وقال وزير الدفاع الأسترالي بيتر دوتون إن كانبيرا كانت "صريحة ومنفتحة وصادقة" مع فرنسا بخصوص مخاوفها. ورفض الكشف عن قيمة الاتفاق الجديد مكتفيا بالقول "لن يكون مشروعا رخيصا".
ومن جانبها قالت وزيرة الخارجية البريطانية الجديدة ليز تروس في مقال نُشر يوم الأحد إن دور بريطانيا في الشراكة الثلاثية يظهر استعدادها لأن تكون "صلبة" في الدفاع عن مصالحها بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
وأضافت أنه يبين كذلك التزام بريطانيا بالأمن والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)