تونس (رويترز) - ألقت الشرطة التونسية يوم الأحد القبض على عضو في البرلمان ومذيع تلفزيوني كانا من أبرز منتقدي الرئيس قيس سعيد منذ أن استأثر بالسلطة في يوليو تموز، بحسب محاميهما.
وقال المحامي سمير بن عمر إن القضاء العسكري أمر بإلقاء القبض عليهما بتهمة "التآمر على أمن الدولة وإهانة الجيش" بعد بث برنامج على قناة الزيتونة التلفزيونية.
وعبد اللطيف العلوي عضو في البرلمان عن ائتلاف الكرامة الديني المحافظ وعامر عياد مذيع بقناة الزيتونة. وخلال البرنامج انتقدا سعيد بشدة ووصفاه بالخائن.
ولم يتسن بعد الاتصال بالشرطة ولا الجيش للحصول على تعليق.
وعلق سعيد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن أعضائه وتولى السلطة التنفيذية في يوليو تموز قبل أن يقول الشهر الماضي إنه سيتجاهل معظم بنود الدستور ويحكم بمرسوم لفترة "إجراءات استثنائية" بلا نهاية محددة.
ورحب كثير من التونسيين بتدخله، بعد سنوات من الركود الاقتصادي والشلل السياسي، لكنه ألقى بظلال من الشك على المكاسب الديمقراطية في تونس منذ ثورة 2011 التي أنهت الحكم الشمولي وأطلقت شرارة ما يسمى بالربيع العربي.
وقال سعيد إنه لن يصبح ديكتاتورا وتعهد بدعم الحقوق والحريات. ومنذ يوليو تموز، اعتقل عدد قليل من البرلمانيين بتهم قديمة بعد رفع الحصانة عنهم.
وتعرض كثيرون من السياسيين ورجال الأعمال الآخرين لمنع السفر، على الرغم من قول سعيد إنه لن يلجأ لهذا الإجراء إلا بحق من يواجهون أوامر استدعاء قضائية.
ومع ذلك، لم تُنفذ حملة اعتقالات واسعة النطاق حتى الآن، وتواصل الصحافة نشر موضوعات تنتقد سعيد والسلطات.
وقد حثته معظم مكونات النخبة السياسية في تونس على أن يوضح كيف سيخرج من الأزمة ومتى، ونُظًم احتجاجان مناهضان لإجراءاته خلال عطلتي نهاية الأسبوع الماضيتين.
ومن المتوقع أن يحتشد أنصار سعيد يوم الأحد في تونس العاصمة لإظهار دعمهم لتدخله، إذ يرون أنه ضروري لإعادة ضبط نظام سياسي لا يستجيب لاحتياجات التونسيين.
(تغطية صحفية طارق عمارة - إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)