🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل-السعي لمزيد من أوراق الضغط يدفع إيران لمماطلة بشأن المحادثات النووية

تم النشر 05/10/2021, 18:05
محدث 05/10/2021, 18:06
© Reuters. الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يحضر قمة مجموعة شنغهاي في دوشنبه بطاجيكستان يوم 17 سبتمبر أيلول 2021. تصوير: ديدور سادولييف - رويترز.
USD/ILS
-

من باريسا حافظي وجون أيرش

دبي (رويترز) - تحاول القوى الغربية منذ أسابيع حمل طهران على الرد على سؤال واحد: متى ستستأنف الجمهورية الإسلامية المحادثات النووية المتوقفة منذ يونيو حزيران؟ وكان رد إيران غامضا وبسيطا: "قريبا".

ويقول مسؤولون ومحللون إن وراء سياسة المماطلة التي تتبعها إيران مسعى لكسب أوراق ضغط تمكنها من الحصول على امتيازات أكبر عندما تستأنف المفاوضات في نهاية الأمر ومنها ما تقوم به من تطوير برنامجها لتخصيب اليورانيوم وهو سبيل محتمل لإنتاج قنبلة نووية.

وتنفي إيران منذ فترة طويلة أن تكون تسعى لامتلاك سلاح نووي.

وتوقفت المحادثات في يونيو حزيران بعد انتخاب رجل الدين إبراهيم رئيسي، وهو من غلاة المحافظين، رئيسا للبلاد. وكانت تهدف إلى إعادة واشنطن وطهران للامتثال لشروط الاتفاق النووي لعام 2015 الذي كان يهدف إلى تقليص برنامج التخصيب الإيراني.

وقال مسؤول إيراني بارز اشترط عدم الكشف عن هويته "إيران ستعود في نهاية الأمر للمحادثات في فيينا. لكننا لا نتعجل الأمر لأن الوقت في صالحنا. تقدمنا النووي يزيد يوما بعد يوم".

وقال علي واعظ المحلل البارز المختص بشؤون إيران لدى مجموعة الأزمات الدولية "المزيد من الوقت يعني المزيد من أوراق الضغط نظرا للنمو المتسارع للبرنامج النووي الإيراني".

وفي حين تبدي روسيا والصين، أقرب شريكان تجاريان لإيران، ضبط النفس لا تخفي الأطراف الغربية الموقعة على الاتفاق النووي شعورها بخيبة الأمل. وحثت الولايات المتحدة وقوى أوروبية إيران على استئناف المحادثات قائلة إن النافذة الدبلوماسية لن تظل مفتوحة للأبد إذ أن تقدم البرنامج النووي الإيراني يتجاوز بكثير الحدود التي ينص عليها اتفاق عام 2015.

وقيد الاتفاق النووي أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية ليصعب على طهران تطوير سلاح نووي في مقابل رفع العقوبات الدولية.

لكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تخلى عن الاتفاق في عام 2018 قائلا إنه لم يعالج بما يكفي تقليص أنشطة إيران النووية وبرنامجها للصواريخ الباليستية ونفوذها الإقليمي وأعاد فرض العقوبات التي أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل.

وردا على ذلك، انتهكت إيران الاتفاق بإعادة بناء مخزوناتها من اليورانيوم المخصب وتخصيبه إلى درجات نقاء أعلى وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة لتسريع الإنتاج.

وقال دبلوماسي أوروبي بارز "إنهم (الإيرانيون) يقولون إنهم سيعودون لطاولة المفاوضات. لكنهم عندما يقولون ‘قريبا‘... لا يعني ذلك أي شيء".

وأضاف "لا يعني ذلك أننا نعتقد أنهم لا يريدون العودة، ولكننا نعتقد إنهم يريدون كعكتهم ويريدون أكلها. يريدون فرض أمر واقع على الأرض، فنيا ونوويا، والحفاظ على إمكانية التفاوض".

* الكثير مقابل القليل

يقول المحللون إن حكام إيران، الذين شجعهم الانسحاب الأمريكي الذي اتسم بالفوضى من أفغانستان، على ثقة من أن سياسة المماطلة التي ينتهجونها لن تسفر عن تداعيات خطيرة، خاصة في الوقت الذي ينخرط فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن في تناحر متصاعد مع الصين وفي مكافحة أزمة كوفيد-19 في الداخل.

ومن ناحية أخرى تشير إدارة بايدن إلى أنه يتعين على إيران ألا تأخذ أي شيء كأمر مسلم به.

وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى إن مسؤولين أمريكيين كبارا سيبلغون نظراءهم الإسرائيليين يوم الثلاثاء أن إدارة بايدن لا تزال ملتزمة بالدبلوماسية مع إيران، لكنها ستكون مستعدة إذا لزم الأمر لأن تسلك "سبلا أخرى" لضمان عدم حيازة طهران أسلحة نووية.

وتقول إسرائيل إنها لن تسمح لإيران بامتلاك قنبلة نووية.

وألقى الزعيم الأعلى الإيراني أية الله علي خامنئي، صاحب القول الفصل في البلاد، اللوم على الولايات المتحدة في توقف المحادثات.

وقال مير جوادنفار المحاضر في السياسة الإيرانية في جامعة ريتشمان الإسرائيلية "يبدو أن أية الله خامنئي يعتقد أن الانتظار سيمكنه من الحصول على اتفاق أفضل من واشنطن".

وما زالت واشنطن وطهران على خلاف بشأن أي الخطوات يتعين اتخاذها ومتى، والقضيتان الأساسيتان هما القيود النووية التي ستقبل إيران بها والعقوبات التي سترفعها الولايات المتحدة.

وقال مسؤول إيراني سابق إن توقف المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن بعد انتخاب رئيسي حقيقة تشير إلى اعتزام طهران "الضغط من أجل الحصول على مزيد من التنازلات" من الولايات المتحدة.

وأضاف "توازن المؤسسة كذلك بين أساليب مختلفة من أجل الحصول على المزيد مقابل الأقل. وتحديد استراتيجياتها يحتاج لوقت".

وقال هنري روما المحلل في مجموعة أوراسيا إن تعيين على باقري كني، وهو معاض قوي للاتفاق النووي، كبيرا للمفاوضين النوويين خلفا لعباس عراقجي العملي كان إشارة على أن إيران ستنتهج نهجا لا هوادة فيه عندما تستأنف المحادثات.

* المخاطر الاقتصادية

تريد إيران، إلى جانب رفع العقوبات التي فُرضت في عهد ترامب بشكل يمكن التحقق منه، أن ترفع واشنطن اسم الحرس الثوري الإيراني من على قائمة سوداء للإرهاب. كما تريد من أوروبا ضمان عودة المستثمرين الأجانب وضمانات بأن واشنطن لن تتخلى عن الاتفاق مرة أخرى.

ومن جانبه، يريد بايدن العودة للامتثال للقيود التي يفرضها الاتفاق النووي وتوسعتها، إن أمكن، لتشمل ما وصفه بأنه أنشطة إيران الأخرى المزعزعة للاستقرار.

وقالت سانام وكيل، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد شاثام هاوس، إن إيران "ستفوز" إذا حصلت على المزيد من التنازلات من واشنطن لكن في حالة انهيار الاتفاق يشعر حكام إيران أن بإمكانهم النجاة عن طريق "المقاومة القصوى" وهو تعبير يشير إلى الاعتماد على الذات اقتصاديا.

لكن سياسة المماطلة الإيرانية قد تضعف حكام البلاد من رجال الدين بالإضرار بدرجة أكبر بالاقتصاد الذي يعاني بالفعل من نقص حاد في عائدات النفط.

© Reuters. الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يحضر قمة مجموعة شنغهاي في دوشنبه بطاجيكستان يوم 17 سبتمبر أيلول 2021. تصوير: ديدور سادولييف - رويترز.

وتخشى السلطات من اندلاع الاحتجاجات مرة أخرى في دول مؤيديها الرئيسيين بعد أن كانت نوبات الاحتجاجات المتكررة هناك في السنوات الأخيرة بمثابة تذكرة لإيران بمدى الضعف الذي قد تكون عليه في مواجهة غضب شعبي بسبب الصعوبات الاقتصادية.

وقال روما "الفشل في إحياء الاتفاق النووي قد يستتبع خطرا اقتصاديا حقيقيا على إيران ... لكن السياسية تطغى على الاقتصاد في الوقت الراهن".

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.