🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تونس تكشف عن حكومة جديدة دون مؤشر على انتهاء الأزمة

تم النشر 11/10/2021, 12:23
محدث 11/10/2021, 20:07
© Reuters. رئيسة الوزراء التونسية نجلاء بودن في القصر الرئاسي بعد لقاء الرئيس قيس سعيد يوم 29 سبتمبر أيلول 2021. صورة لرويترز من طرف ثالث

من طارق عمارة وأنجوس مكدوال

تونس (رويترز) - كشف الرئيس التونسي النقاب عن حكومة جديدة يوم الاثنين، لكنه لم يلمح إلى موعد تخليه عن سيطرته شبه الكاملة على معظم السلطات منذ يوليو تموز، أو إلى بدء الإصلاحات اللازمة لحزمة إنقاذ مالي لتجنب كارثة اقتصادية.

وبموجب القواعد التي أعلنها الرئيس قيس سعيد الشهر الماضي، عندما تجاهل معظم مواد الدستور في إجراءات وصفها منتقدوه بأنها انقلاب، فإن الحكومة الجديدة ستكون مسؤولة في النهاية أمامه بدلا من رئيسة الوزراء نجلاء بودن.

كان العديد من أعضاء مجلس الوزراء الرئيسيين، ومنهم وزيرا الخارجية والمالية، يخدمون مع سعيد بالفعل بصفة مؤقتة، في حين أن وزير الداخلية الجديد هو أحد أقوى حلفائه.

وقال سعيد، خلال مراسم أذيعت على الهواء مباشرة لأداء الحكومة اليمين "أنا على يقين من أننا سنعبر من اليأس إلى الأمل.. من الإحباط الى العمل"، منتقدا كل من يهدد الدولة.

وقال سعيد "هم الذين اعتقلوا الثورة بالقوانين التي وضعوها.. لقد كانت سنوات ثقيلة.. مليئة بالدم".

وأضاف "لا نريد أن نبقى في ظل التدابير الاستثنائية، لكن سنبقى في ظلها ما دام هناك خطر جاثم في المجلس النيابي وعدد من المؤسسات الأخرى.. لن نترك البلاد لقمة سائغة".

وتابع قائلا "سنتعقب الفاسدين وستعود أموال الشعب للشعب".

وتسببت تحركات سعيد في إلقاء ظلال من الشك على المكتسبات الديمقراطية التي حققتها تونس في 2011، إذ سيطر على السلطة التنفيذية وعلق عمل البرلمان المنتخب ولم يرسم برنامجا واضحا للعودة للنظام الدستوري الطبيعي.

كما منح نفسه سلطة تعيين لجنة لتعديل دستور 2014 وطرحه في استفتاء عام لكنه لم يفصح عن أي تفاصيل أخرى وقال فحسب إنه سيعلن قريبا عن حوار مع التونسيين.

وعلى الرغم من أن تدخل سعيد في 25 يوليو تموز بدا أنه يلقى قبولا شعبيا بعد ركود اقتصادي وشلل سياسي على مدى سنوات، فإن المعارضة له بدأت تتزايد على مدى 11 أسبوعا استغرقها ليعلن الحكومة الجديدة.

وتسبب التأخير في تفاقم احتياج تونس العاجل بالفعل للدعم المالي لأنه أوقف المحادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن حزمة إنقاذ وحذر محافظ البنك المركزي من عواقب اقتصادية وخيمة لذلك.

كما تتنامى المخاوف من وقوع مواجهات في الشوارع بين معارضي الرئيس، الذين يخشون أن تدخله يعني عودة للحكم الديكتاتوري، وأنصاره الذين يشيدون بخطواته بوصفها استعادة للثورة من نخبة مترسخة وفاسدة.

* عنف ودم وإهانات

قاوم الرئيس دعوات لإعادة البرلمان المعلق للانعقاد، وهو برلمان انتخب في ذات العام الذي انتخب فيه رئيسا وهو 2019، وعرض سلسلة من الصور لمشاجرات داخل المجلس من السنوات الماضية ووصفه بأنه برلمان عنف ودم وإهانات.

ووضع مانحون أجانب وأطراف نافذة من الداخل مثل اتحاد (SE:7020) الشغل التونسي ضغوطا على سعيد لتعيين حكومة وتحديد جدول زمني لمسار شامل بما يشمل التغييرات المقترحة على النظام السياسي.

ويخشون أن تونس المثقلة بالديون ستواجه مشكلات ضخمة في تمويل ميزانيتي 2021 و2022 إضافة إلى دفع مستحقات الديون دون أن تعقد اتفاق قرض مع صندوق النقد الدولي بما قد يسمح بمساعدات ثنائية إضافية.

وقال سامي الطاهري الأمين العام المساعد باتحاد الشغل "نرحب بإعلان حكومة.. هي خطوة أولى مهمة جدا.. ننتظر برنامج الحكومة.. الاتحاد يريد التشارك في حوار وطني وتسقيف الفترة الزمنية للإجراءات الاستثنائية".

وأضاف الطاهري "المالية العمومية يجب أن تكون اولوية عاجلة" مشيرا إلى أن "الإصلاحات الكبرى يجب أن تكون محل اتفاق واسع ولا يمكن أن نطلب ذلك من حكومة انتقالية قد تعمل لأشهر".

وسيتطلب أي اتفاق مع صندوق النقد الدولي على الأرجح وجود خارطة طريق سياسية تشمل حوارا سياسيا واجتماعيا واسعا وخطة للإصلاحات لمعالجة ملفات مثل الدعم ورواتب القطاع العام الضخمة والخسائر التي تتكبدها الشركات الحكومية.

وقالت بودن، التي عينها سعيد الشهر الماضي رئيسة للوزراء، "من أهم اولوياتنا مكافحة الفساد... وإعادة الأمل للتونسيين". لكنها لم تشر إلى أي برنامج للإصلاحات الاقتصادية.

وقال سعيد إنه سيطلق قريبا حوارا وطنيا يشمل الشبان من جميع أنحاء البلاد والذي من المتوقع أن يركز على مستقبل تونس ونظامها السياسي. ووصف سعيد هذا الحوار بأنه سيكون حقيقيا على خلاف جولات سابقة شهدتها البلاد.

كما رفض سعيد ما سماه التدخل الأجنبي في تونس، متهما بعض الساسة التونسيين بالسعي للإضرار بشدة بعلاقات البلد مع الدول الغربية، وخصوصا فرنسا.

وعبر مانحون غربيون عن استياء متنام من خطوات الرئيس. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي إنها تحث سعيد على "الاستجابة لدعوة الشعب التونسي لوجود خارطة طريق واضحة للعودة لعملية ديمقراطية شفافة".

وأبقت رئيسة الوزراء على عدد من الوزراء المؤقتين الذين عينهم سعيد بالفعل وبينهم سهام البوغديري وزيرة للمالية وعثمان الجرندي وزيرا للخارجية، كما عينت المصرفي سمير سعيد وزيرا للاقتصاد والتخطيط.

وأعادت بودن تعيين توفيق شرف الدين وزيرا للداخلية. وكانت استقالته، وهو حليف لسعيد، سببا في خلاف بين الرئيس ورئيس الوزراء حينها هشام المشيشي.

© Reuters. رئيسة الوزراء التونسية نجلاء بودن في القصر الرئاسي بعد لقاء الرئيس قيس سعيد يوم 29 سبتمبر أيلول 2021. صورة لرويترز من طرف ثالث

وقال سياسي تونسي كبير إنه بعد أكثر من شهرين من دون حكومة رسمية، فإن من المرجح أن يواجه الوزراء الجدد إنجاز الكثير من العمل الذي تأخر إتمامه في الفترة السابقة.

ولدى تونس ديون كثيرة تُستحق خلال الأشهر المقبلة، وحذر محافظ البنك المركزي مروان العباسي الأسبوع الماضي من أن أي طلب له بالتدخل لسد عجز الميزانية سيرفع التضخم بشكل كبير وسيؤثر على احتياطي البلاد من النقد الاجنبي وسيضعف قيمة الدينار التونسي.

(إعداد محمد فرج وسلمى نجم للنشرة العربية - تحرير)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.