الإسكندرية (مصر) (رويترز) - بعد أكثر من عشرين عاما على إصابتها بحروق في ذراعيها وعنقها وصدرها عندما تحولت غلاية إلى كرة من اللهب أثناء تحضير الشاي، تحاول المصرية هند البنا مساعدة ضحايا الحروق الآخرين على تفادي شبح الوصمة وسيف الرفض الذي ظل المجتمع لزمن طويل يشهره في وجهها.
قضت هند سنوات النشأة الأولى في السعودية وواجهت صعوبات في معارك البحث عن وظيفة بعد عودتها إلى مصر.
خُطبت أربع مرات ورُفضت أربع مرات من أسر من تقدموا لخطبتها، بسبب عدم رضاهم عن مظهرها.
أصبحت هند الآن صاحبة علامة تجارية للكماليات (الإكسسوارات) على الإنترنت تحمل اسم "شهرزاد"، وتصمم بنفسها القطع والعناصر المختلفة في الوقت الذي تدير فيه مبادرة باسم "احتواء" من مكانها في مدينة الإسكندرية. هذه الجمعية واحدة من عدد من الجمعيات الخيرية التي تدعم ضحايا الحروق في البلاد. ويقدم متطوعون وأطباء الأدوية والعلاج والمشورة الخاصة بالصحة النفسية للضحايا.
من بين حوالي 500 قدمت لهم الجمعية مساعدات في السنوات الثلاث المنصرمة حنان أشرف الطالبة الجامعية التي تبلغ من العمر 21 عاما. أصيبت حنان بحروق عندما كانت في الثامنة من عمرها، بعد أن سكبت البنزين على موقد للتدفئة.
تقول "وأنا صغيرة عشان مكنتش شايفة فضلت لحد ثانوي مبصتش (لم أنظر) في مرايا خالص ولا كنت باتصور. يعني الصورة إللي هي بتاعت ابتدائي دي لو مكنتش اتصورتها مكنتش هعرف شكلي الحقيقي".
ضحية أخرى ممن تساعدهم مبادرة هند البنا هو ممدوح محمود (28 عاما) الذي خضع لسبع عشرة عملية جراحية منذ إصابته في حريق بمتجر نجارة يملكه والده قبل 20 عاما.
وبعد أن عانى كثيرا من رفض أرباب العمل توظيفه، يعمل الآن في مستودع لتوزيع الأدوية، إذ لا يوجد أي تفاعل يذكر مع الغرباء، لأنه لا يزال حتى الآن يعاني من ردود فعل الناس عندما يرون إصاباته.
يقول "باقول لمصابي الحروق إنك تتعامل طبيعي.. اتعامل إن أنت مافيكش حاجة.. اتعامل إن أنت إنسان عادي مش شرط إن أنت تكون مصاب بحروق فأنت تحاول تعمل حاجة زيادة عشان تعجب الناس، متعملش حاجة زيادة، أعمل إللي في مستطاعك".
(تغطية صحفية من هناء حبيب - إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي)