من كريستيان بالمر
روما (رويترز) - علقت قاضية إيطالية يوم الخميس محاكمة أربعة مسؤولين أمنيين مصريين في قضية اختفاء ومقتل الباحث جوليو ريجيني الذي قتل في مصر، بسبب مخاوف من أن المتهمين ربما لم يعلموا شيئا عن الاتهامات الموجهة إليهم.
ويعني القرار أن القضية ستعود الآن إلى محكمة ابتدائية وسيكون عليها أن تقرر ما إذا كانت ستبذل جهدا جديدا للوصول إلى المسؤولين البارزين الأربعة وتسليمهم لائحة بالاتهامات.
وفي وقت سابق من يوم الخميس قال مدع إن إيطاليا بذلت جهودا متكررة للوصول إلى المشتبه بهم في مقتل ريجيني واتهم مصر برفض الكشف عن أماكنهم وبتكرار تقويض التحقيق.
لكن القاضية أنتونيلا كابري قضت بعد أكثر من سبع ساعات من المداولات لصالح محامي الدفاع، الذين عينتهم المحكمة والذين دفعوا بأن الإجراءات قد يشوبها البطلان إذا لم يكن هناك دليل على أن المسؤولين المصريين الأربعة قد علموا بالاتهامات الموجهة إليهم.
وقالت اليساندرا باليريني محامية أسرة ريجيني إن الأسرة تشعر بمرارة بالغة بفعل القرار.
وقالت المحامية للصحفيين "هذه انتكاسة، لكننا لن نتوقف. نطالب بألا يفلت أولئك الذين قاموا بقتل وتعذيب جوليو من العقاب".
واختفى ريجيني، الذي كان طالب دراسات عليا بجامعة كمبردج البريطانية، في العاصمة المصرية في يناير كانون الثاني 2016. وعُثر على جثته بعد أسبوع تقريبا وأظهر تشريحها تعرضه لضرب مبرح قبل وفاته.
وحقق مدعون إيطاليون ومصريون في القضية معا، لكن الجانبين اختلفا ووصلا إلى نتائج متباينة للغاية.
ويقول المدعون الإيطاليون إن الرائد شريف مجدي من المخابرات العامة المصرية واللواء طارق صابر الرئيس السابق لجهاز الأمن الوطني وعقيد الشرطة هشام حلمي والعقيد آسر كمال رئيس مباحث مرافق القاهرة السابق مسؤولون عن خطف ريجيني.
وقالوا إن شريف متهم أيضا "بالتآمر لارتكاب جريمة قتل مقترنة بعنصر مشدد".
ولم يرد المشتبه بهم علنا على الاتهامات ونفت الشرطة والمسؤولون في مصر مرارا ضلوعهم بأي شكل من الأشكال في اختفاء ريجيني ومقتله.
* مشكلات تتعلق بالتعاون
عرض المدعي سيرجيو كولايكو في بداية الجلسة 13 نقطة أمام المحكمة قال إنها توضح كيف حاولت مصر أولا تقويض التحقيق ثم رأت أن تحول دون إبلاغ المشتبه بهم بتوجيه التهم لهم.
وقال إن المحققين المصريين تباطأوا في القضية، متجاهلين 39 من أصل 64 طلبا منفصلا للحصول على معلومات. وأضاف أن المواد التي جرى تسليمها كانت عديمة الفائدة في الغالب، مثل مقطع فيديو من محطة المترو حيث اختفى ريجيني وكان فارغا على مدى 20 دقيقة قضاها هناك.
وأردف "هناك تسجيل كامل لليوم السابق ولليوم اللاحق. بالطبع قد تكون محض صدفة".
وتابع أن إيطاليا حاولت خلال نحو 30 مناسبة، عبر قنوات دبلوماسية وحكومية، الحصول على عناوين المشتبه بهم، حيث أبلغ رئيس الوزراء آنذاك جوزيبي كونتي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن عدم التعاون يؤثر سلبا على العلاقات الثنائية.
وقال كولايكو "لا أعتقد أنه كان ممكنا من الناحية الإنسانية القيام بأكثر من ذلك (للعثور على المشتبه بهم الأربعة)".
وكان ريجيني يجري بحثا عن النقابات العمالية المستقلة في مصر لرسالة الدكتوراه الخاصة به. ويقول مقربون إنه كان مهتما أيضا ببحث هيمنة الدولة والجيش على الاقتصاد المصري. والموضوعان لهما حساسية خاصة في مصر.
وقالت الشرطة المصرية في بادئ الأمر إن ريجيني لقي حتفه في حادث طريق قبل أن تقول لاحقا إن تشكيلا عصابيا خطفه، وإن الشرطة قتلتهم في تبادل لإطلاق النار.
وقال مدعون مصريون في نوفمبر تشرين الثاني الماضي إن الشخص الذي قتل ريجيني ما زال مجهولا لكنهم حفظوا القضية مؤقتا.
(إعداد محمد محمدين وأحمد حسن للنشرة العربية- تحرير مصطفى صالح)