من جيف ميسون وميشيل روز
روما (رويترز) - قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة إن إدارة حكومته لاتفاق أمني مع أستراليا وبريطانيا كانت "تفتقر إلى اللياقة" وحاول طي هذه الصفحة في أول اجتماع له مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ الأزمة الدبلوماسية التي تفجرت الشهر الماضي بعد اتفاق أمني بين واشنطن وأقدم حليف لها.
وتبادل الرئيسان الكلمات الحارة والإيماءات الودية لكن ماكرون قال في وقت لاحق إن استعادة الثقة تحتاج إلى الأفعال وليس الأقوال.
وأصاب العلاقات بين البلدين صدع بسبب التحالف الأمني بين الولايات المتحدة وأستراليا والمعروف باسم (أوكوس) والذي يضم بريطانيا أيضا. وتضمن الاتفاق صفقة غواصات تسببت عمليا في إلغاء صفقة غواصات بين أستراليا وفرنسا أبرمت عام 2016.
وأثار القرار الأمريكي بالتفاوض سرا حنق باريس. واستدعت فرنسا سفيرها من واشنطن لفترة مؤقتة وألغت حفلا فرنسيا في العاصمة الأمريكية، واتهم مسؤولون بايدن بالتصرف مثل الرئيس السابق دونالد ترامب.
وقال بايدن "أعتقد أن ما حدث هو، وبتعبير إنجليزي، ما فعلناه كان يفتقر إلى اللياقة. لم يكن مقترنا بقدر كبير من اللياقة.. كان لدي انطباع بأن أشياء معينة حدثت وهي لم تحدث... لكنني أريد أن أقولها صراحة.. فرنسا شريك موضع تقدير كبير للغاية... وهي قوة في حد ذاتها".
وقال بايدن أيضا إن الولايات المتحدة ليس لها حليف أقدم ولا أكثر ولاء من فرنسا وإنه لا يوجد مكان في العالم لا تستطيع الولايات المتحدة التعاون فيه مع فرنسا.
وقال بايدن لماكرون "الانطباع الذي كان لدي هو أن فرنسا أحيطت علما قبل وقت طويل بأن صفقتها لن تتم. أقسم بالله أنني لم أكن أعرف أنكم لا تعرفون".
وقال ماكرون إن اجتماعه مع بايدن "مهم" وإن من الضروري "أن نتطلع إلى المستقبل" بينما تعمل بلاده والولايات المتحدة على إصلاح العلاقات.
واستعمل بايدن وماكرون لغة الجسد بكثافة حيث شد كل منهما على يد الآخر ووضع كل منهما ذراعه وراء ظهر الآخر وهما يتبادلان التحية. وصافح كل منهما الآخر أكثر من مرة أمام الصحفيين في بداية الاجتماع.
وقال ماكرون "ما يهمنا الآن في الحقيقة هو ما سنفعله معا في الأسابيع المقبلة، والشهور المقبلة، والسنوات المقبلة".
* الدليل أقوى
قال ماكرون للصحفيين بعد ذلك إن الاجتماع مع بايدن كان مفيدا لأنه تضمن "التزاما أمريكيا قويا بشأن الدفاع الأوروبي لكن المهم هو ما سيحدث بعد ذلك.
"الثقة مثل الحب.. الكلمات مهمة لكن الأفضل هو الدليل".
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية بعد الاجتماع إن الجانبين "يتحركان قدما" في العلاقات بينهما وإن المحادثات الآن أكثر يسرا بعد محادثات صعبة في سبتمبر أيلول وأكتوبر تشرين الأول.
وأضاف المسؤول أن الرئيسين بايدن وماكرون ناقشا صعود الصين والتحديات أمام الدول الديمقراطية واقتصادات السوق. وناقش الرئيسان أيضا إيران وسلاسل الإمداد وجمارك الصلب والألومنيوم.
ومنذ حدوث الخلاف اتخذت واشنطن عدة خطوات لإصلاح العلاقات.
وكان بايدن وماكرون قد أجريا اتصالا هاتفيا بعد تفجر الخلاف وناقشا التعاون الأمني في أفريقيا وأوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادي.
وعُقد اجتماع ماكرون وبايدن في السفارة الفرنسية لدى الفاتيكان بوسط روما قبل قمة مجموعة العشرين.
(إعداد أيمن سعد مسلم ومحمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)