من زينة الهارون
رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - احتل فيلم نادر جرى تصويره في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل مكانة بارزة في مهرجان أيام فلسطين السينمائية، الذي استمر ستة أيام ويُختتم يوم الاثنين.
توافد المئات لمشاهدة فيلم "الغريب" الذي تدور أحداثه على خلفية الحرب الأهلية السورية، ويروي قصة عدنان، أحد سكان الجولان الذي يشعر بأنه غريب في وطنه. لكن تطورا جديدا يطرأ على حياته يعيد إليه العزيمة لتحقيق هدف وهو مساعدة رجل وصل إلى المنطقة بعد إصابته في الصراع السوري.
وقال المخرج وكاتب السيناريو أمير فخر الدين إن تجربة عدنان هي تجربة الكثير من السوريين الذين انفصلوا عن وطنهم الأم في هضبة الجولان، وهي الأرض التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 وضمتها لاحقا في خطوة لم تحظ باعتراف دولي.
تحدث عن الحرب الأهلية السورية التي اندلعت في 2011 وقال "نحن نعيش (في الجولان) على السياج الحدودي (الذي يفصلنا) عن وطننا. تخيلوا أننا نسمع دوي الحرب ولا نراها لعشر سنوات".
أضاف لرويترز أن التجربة دفعته إلى التساؤل "هذه الحروب تخص من.. هل هي حرب في داخلنا أم لا".
* مهرجان غير عادي
في بداية مهرجان أيام فلسطين السينمائية، في دورته الثامنة، وقف الممثلون والمخرجون على السجادة الحمراء خارج قصر ثقافة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، في مشاهد مماثلة لما يحدث في كل مهرجانات العالم.
لكن الشيء المختلف هو أن هذا المهرجان يُقام في ست مدن تفصل بين معظمها الحدود ونقاط التفتيش. عُرضت الأفلام في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية والناصرة وحيفا، وكان ضمن جمهور المشاهدين أفراد من الأقلية العربية في إسرائيل، الذين يعتبرون أنفسهم مواطنين فلسطينيين داخل إسرائيل.
قالت المتحدثة باسم المهرجان خلود بدوي "نريد الوصول إلى جمهورنا في مختلف المدن والبلدات".
أضافت "نريد أن نعطيهم فرصة العودة للسينما وإحياء الثقافة السينمائية في هذه المدن رغم العقبات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي".
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية أيضا في حرب 1967، وتتذرع بمخاوف أمنية للإبقاء على نقاط التفتيش في أرجائها.
ومن بين الأفلام الأخرى بالمهرجان في نسخته الحالية لعام 2021 "الخبز والزبدة"، الذي يوثق الرحلة المحفوفة بالمخاطر عبر نقاط التفتيش المزدحمة، للفلسطينيين الذاهبين لعملهم في إسرائيل ولمن لا يحملون تصاريح عمل ويتم إدخالهم بطريق التهريب.
وقالت خلود بدوي "السينما وسيلة لنا لتوصيل أصواتنا ورواية قصتنا وحكايتنا".
(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)