جوهانسبرج (رويترز) - توفي آخر رئيس أبيض لجنوب إفريقيا، فريدريك دي كليرك، يوم الخميس تاركا اعتذارا أخيرا على شريط مصور عن الجرائم التي ارتُكبت بحق مجموعات عرقية من غير البِيض خلال عقود من الفصل العنصري.
قال دي كليرك الذي أبدى أسفه مرات عدة في السابق على سياسات الفترة من 1948 حتى 1991 "أعتذر بدون أي قيد أو شرط عن الألم والأذى والإهانة والضرر الذي ألحقه نظام الفصل العنصري بالسود والملونين والهنود في جنوب إفريقيا".
فارق دي كليرك الحياة عن عمر ناهز 85 عاما بعد معركة مع السرطان.
نال دي كليرك الثناء في جميع أنحاء العالم لدوره في القضاء على نظام الفصل العنصري واقتسم جائزة نوبل (OTC:NEBLQ) للسلام مع نلسون مانديلا في عام 1993.
وفي العام التالي فاز مانديلا بأول انتخابات تشارك فيها جميع الأعراق في جنوب أفريقيا مع حزب المؤتمر الوطني الأفريقي.
قال دي كليرك في الرسالة المسجلة التي نشرتها مؤسسته بعد ساعات فقط من رحيله "اسمحوا لي في هذه الرسالة الأخيرة أن أطلعكم على الحقيقة أنني منذ أوائل الثمانينيات تغيرت آرائي تماما. شيء يشبه تبني موقف جديد".
أضاف "أدركت في قرارة نفسي أن الفصل العنصري خطأ. أدركت أننا وصلنا إلى وضع لا يمكن تبريره أخلاقيا"، مضيفا أنه تم بعد ذلك اتخاذ إجراءات للتفاوض واستعادة العدالة.
ولم يتضح بعد متى كان هذا التسجيل.
وحذر دي كليرك أيضا في التسجيل المصور من أن جنوب أفريقيا تواجه الكثير من التحديات الجسام، ومنها ما أسماه تقويض الدستور.
مع ذلك لا يزال دور دي كليرك في الانتقال الديمقراطي موضع خلاف بعد أكثر من 20 عاما من انتهاء نظام الفصل العنصري.
فقد غضب كثيرون من السود لإخفاقه في الحد من العنف السياسي في السنوات المضطربة التي سبقت انتخابات 1994.
في الوقت نفسه يعتبره اليمينيون البيض الذي حكموا البلاد لفترة طويلة خائنا لقضية تفوق العرق الأبيض.
(إعداد منير البويطي وأيمن سعد مسلم للنشرة العربية- تحرير علي خفاجي)