من حميرة باموق وجوناثان لانداي
واشنطن (رويترز) - أبرمت الولايات المتحدة وقطر اتفاقا يوم الجمعة تتولى بموجبه قطر رعاية المصالح الدبلوماسية الأمريكية في أفغانستان، في إشارة مهمة تدلل على إمكانية التواصل المباشر بين واشنطن وطالبان في المستقبل بعد حرب بينهما دامت 20 عاما.
وفي مراسم أُقيمت بوزارة الخارجية الأمريكية، وقع الوزير أنتوني بلينكن ونظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على الاتفاقية التي تجعل قطر "القوة الحامية" لمصالح الولايات المتحدة في أفغانستان.
قال بلينكين "ستؤسس قطر قسما لرعاية المصالح الأمريكية في سفارتها في أفغانستان لتقديم خدمات قنصلية معينة ومراقبة الوضع ومتابعة أمن المنشآت الدبلوماسية الأمريكية في أفغانستان".
وسوف تعزز الخطوة الجديدة أواصر العلاقات بين واشنطن والدوحة، التي صاغت علاقات وثيقة مع طالبان عبر استضافة المكتب الرسمي الوحيد للمتشددين خارج أفغانستان، وأيضا من خلال لعب دور رئيسي في المحادثات التي أفضت إلى إبرام اتفاق عام 2020 لانسحاب القوات الأمريكية الذي جرى هذا العام.
جاء الاتفاق أيضا في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة وغيرها من بلدان الغرب حل معضلة كيفية التواصل مع طالبان بعد سيطرة الحركة المتشددة على الحكم إثر تقدم خاطف في أغسطس آب تزامن مع اكتمال انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من البلاد.
وتتردد الكثير من البلدان، ومنها الولايات المتحدة ودول أوروبية، في مسألة الاعتراف رسميا بطالبان التي يقول منتقدوها إنها لم تف بتعهداتها بشأن الشمولية السياسية والعرقية وعدم تهميش النساء والأقليات.
لكن مع اقتراب الشتاء تدرك حكومات كثيرة أنها بحاجة إلى المزيد من التواصل مع الحركة للحيلولة دون تحول الأوضاع في البلد الذي ينهشه الفقر إلى كارثة إنسانية.
ووفقا للترتيبات التي يبدأ تطبيقها في 31 ديسمبر كانون الأول، ستخصص قطر بعض موظفي سفارتها في أفغانستان لرعاية المصالح الأمريكية وستنسق عن كثب مع وزارة الخارجية الأمريكية ومع البعثة الدبلوماسية الأمريكية في الدوحة.
وصرح مسؤول أمريكي كبير بأن الولايات المتحدة ستستمر أيضا في التواصل مع طالبان عبر العاصمة القطرية الدوحة.
وأضاف المسؤول طالبا عدم نشر اسمه أن المساعدة القنصلية قد تشمل قبول طلبات الحصول على جوازات سفر وتوفير خدمات توثيق للأوراق وتقديم معلومات والمساعدة في حالات الطوارئ.
وقال "الترتيب الخاص بالقوة الحامية يشتمل على تصور بأن تتولى قطر تسهيل أي اتصال رسمي بين الولايات المتحدة وأفغانستان".
*اتفاق آخر
يعيش ملايين الأفغان تحت تهديد شبح الجوع المتزايد مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والجفاف وتردي الأوضاع الاقتصادية بفعل النقص الحاد في السيولة والعقوبات المفروضة على قادة طالبان وتعليق المساعدات المالية.
وترتب على انتصار طالبان توقف مفاجئ لمليارات الدولارات من المساعدات الخارجية التي كانت تمنع انهيار الاقتصاد، علاوة على تجميد احتياطيات البنك المركزي في الخارج التي تزيد قيمتها عن تسعة مليارات دولار.
وقال المسؤول الأمريكي إن اتفاقية ثانية أُبرمت بين واشنطن والدوحة تواصل قطر بموجبها مؤقتا استضافة ما يصل إلى 8000 أفغاني معرضين للخطر كانوا قد تقدموا بطلبات للحصول على تأشيرات هجرة خاصة مع أفراد أسرهم المؤهلين لذلك.
وأضاف "سيقيم مقدمو طلبات الحصول على تأشيرات هجرة خاصة في قاعدتي السيلية والعديد الجويتين".
(إعداد أمل أبو السعود ومروة سلام وأيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)