من فرانسوا ميرفي وباريسا حافظي
فيينا (رويترز) - واصلت القوى العالمية وإيران يوم الجمعة محادثات إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وقال مصدر أوروبي إن الأطراف تعمل انطلاقا من نصوص جرت مناقشتها قبل خمسة أشهر، بينما قال مسؤولون إيرانيون إنهم متمسكون بالموقف الصارم الذي اتخذوه الأسبوع الماضي.
واستؤنفت المحادثات يوم الخميس في وقت كثفت فيه الولايات المتحدة وإسرائيل الضغوط على طهران بالتلويح بتبعات اقتصادية أو عسكرية إن أخفقت الدبلوماسية.
وقال كبير مفاوضي إيران علي باقري كني إن بلاده ملتزمة بالموقف الذي أعلنته الأسبوع الماضي عندما انفضت المحادثات مع مسؤولين أوروبيين وأمريكيين اتهموها بطرح مطالب جديدة والتراجع عن حلول وسط تم التوصل إليها في وقت سابق من العام.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان هناك نقاش حول المقترحات الجديدة التي قدمتها إيران الأسبوع الماضي، قال باقري كني لرويترز "نعم، المسودات التي اقترحناها الأسبوع الماضي تجري مناقشتها الآن في اجتماعات مع الأطراف الأخرى".
كان باقري كني قد قال في الأسبوع الماضي إن "من الممكن التفاوض على كل القضايا التي جرت صياغة مسوداتها في المفاوضات السابقة حتى يونيو".
وأشار مصدر أوروبي طلب عدم نشر اسمه إلى أن إيران وافقت، فيما يبدو، على مواصلة المحادثات من حيث توقفت في يونيو حزيران. وقال إن هذا سيكون موضع اختبار في الأيام القلائل القادمة، لكنه لم يقدم أي إشارة لمقترحات إيران الجديدة. ونفى الإيرانيون ذلك.
وبمقتضى الاتفاق الذي أبرمته إيران وست قوى عالمية عام 2015، قلصت طهران برنامجها النووي مقابل تخفيف عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عليها.
والمحادثات الأمريكية الإيرانية غير المباشرة في فيينا، والتي يتنقل فيها دبلوماسيون من الأطراف الأخرى في اتفاق 2015 وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين بين الجانبين لأن طهران ترفض التواصل المباشر مع واشنطن، تهدف لدفع الجانبين للعودة إلى الالتزام الكامل بالاتفاق.
وتريد إيران رفع جميع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة بعدما أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق عام 2018. وبدأت إيران انتهاك القيود النووية للاتفاق بعد عام تقريبا من انسحاب واشنطن من الاتفاق.
وقال باقري كني "جدية إيران واضحة. انظروا من ألغى اجتماعات أخرى وحضر إلى فيينا ومن لم يفعل".
ويبدو من كلماته أنه يلمّح إلى كبير المفاوضين الأمريكيين روب مالي الذي لا يُتوقع أن يصل إلى العاصمة النمساوية قبل مطلع الأسبوع الجديد.
ومع ذلك، قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة إن المحادثات تمضي قدما، وأضاف أن قضايا كبرى عديدة ما زالت مفتوحة من أجل التوصل إلى اتفاق على نص نهائي.
واستؤنفت المحادثات في الأسبوع الماضي بعد توقف لخمسة أشهر بسبب انتخاب رجل الدين المتشدد إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران في يونيو حزيران.
(شارك في التغطية جون آيرش من الدوحة وروبين أوميت في بروكسل - إعداد أمل أبو السعود وأيمن سعد مسلم للنشرة العربية- تحرير مصطفى صالح)