من يوسف سابا
الرياض (رويترز) - حثت قمة دول الخليج العربية في السعودية إيران يوم الثلاثاء على اتخاذ خطوات ملموسة لتخفيف التوتر وجددت الدعوة لضم المنطقة إلى المحادثات التي تجري بين الدول الكبرى وطهران بهدف إنقاذ الاتفاق النووي المبرم بين الجانبين.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمام التجمع السنوي لزعماء دول الخليج العربية قبل صدور البيان الختامي اليوم الثلاثاء إنه ينبغي التعامل مع البرامج النووية والصاروخية للخصم القديم إيران "بشكل جدي" وفعال، وذلك وسط جهود عالمية لإحياء الاتفاق النووي مع طهران.
وبدأت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 في أبريل نيسان لكنها توقفت في يونيو حزيران بعد انتخاب الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي. وبعد توقف دام خمسة أشهر عاد فريق التفاوض الإيراني إلى فيينا بموقف متشدد.
وقال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحفي عقب القمة إن "الأخبار حتى الآن تدل على أن هناك بعض المماطلة، نتمنى أن يتحول هذا إلى تقدم في القريب العاجل".
وقال إنه على الرغم من تفضيل دول الخليج أن تكون جزءا من المحادثات فإنها ستكون "منفتحة على أي آلية" تعالج مخاوفها التي تشمل أيضا وكلاء إيران بالمنطقة.
وتتنافس السعودية وإيران على النفوذ في المنطقة والذي تجسد في الحرب الدائرة في اليمن وفي لبنان حيث أثار صعود نفوذ جماعة حزب الله المدعومة من إيران التوتر في علاقات بيروت مع دول الخليج.
وتتواصل الرياض وأبوظبي مع إيران لاحتواء التوتر في وقت تتزايد فيه حالة الغموض بالخليج بشأن دور الولايات المتحدة في المنطقة ومع تركيز الدول المنتجة للنفط على النمو الاقتصادي.
وقال الأمير فيصل إن المحادثات لم تشهد تغييرا حقيقيا على الأرض لكنه قال "إننا منفتحون ومستعدون".
وقال الرئيس الإيراني المتشدد إن من أولويات سياسته الخارجية تحسين العلاقات مع دول الخليج العربية المجاورة.
*تضامن
وقام ولي العهد السعودي بجولة في الخليج في إظهار للتضامن قبل القمة التي عقدت بعد نحو عام من إنهاء الرياض مقاطعة عربية لقطر استمرت ثلاثة أعوام ونصف العام.
واستأنفت السعودية ومصر العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة لكن الإمارات والبحرين لم تفعلا ذلك بعد غير أن أبوظبي سعت لمد الجسور.
وكانت الدول الأربع التي شاركت في المقاطعة قد اتهمت قطر بدعم متشددين إسلاميين والتدخل في شؤون دول الخليج العربية المجاورة، ونفت الدوحة هذه الاتهامات.
وابتعدت الإمارات والسعودية عن السياسات الخارجية المتشددة، التي دفعتهما للتدخل في اليمن وقيادة المقاطعة لقطر، باتباع نهج أكثر تصالحا في إطار تنافسهما على جذب الاستثمارات الأجنبية وكسب الرئيس الأمريكي جو بايدن في صفهما.
وتحركت دولة الإمارات بشكل أسرع لتحسين العلاقات مع إيران وتركيا إلى جانب استئناف التواصل مع سوريا بعد أن أقامت علاقات رسمية مع إسرائيل العام الماضي.
(إعداد لبنى صبري ومحمد فرج وأحمد صبحي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)