🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل- الانتقال السياسي في السودان بحاجة لبداية جديدة بعد استقالة حمدوك

تم النشر 06/01/2022, 16:49
محدث 06/01/2022, 17:18
© Reuters. متظاهرون يحتجون خلال مسيرة ضد الحكم العسكري عقب انقلاب الخرطوم يوم 30ديسمبر كانون الأول 2021. تصوير: محمد نور الدين عبد الله - رويترز.
LCO
-

من نفيسة الطاهر وإيدان لويس

الخرطوم (رويترز) - عادت أعنة السلطة في السودان باستقالة رئيس الوزراء إلى أيدي الجيش لكن المؤسسة العسكرية تواجه غضبا شعبيا لانتكاس الآمال من جديد في الحكم الديمقراطي.

ويقول محللون ودبلوماسيون إنه ما لم يرسم السودان مسارا جديدا يفضي إلى انتقال سياسي وانتخابات ذات مصداقية فمن المرجح أن يحدث مزيد من الاضطرابات داخل حدود البلاد وخارجها.

فبعد حل الحكومة في انقلاب خلال أكتوبر تشرين الأول عاد عبد الله حمدوك إلى رئاسة الوزراء في محاولة لإنقاذ ترتيبات اقتسام السلطة الانتقالية بين الجيش والمدنيين والتي تم التوصل إليها في أعقاب الإطاحة بالرئيس عمر البشير في انتفاضة عام 2019 بعد أن حكم البلاد على مدار ثلاثة عقود.

ويرحل حمدوك عن منصبه تاركا البلاد معزولة عن الدعم الاقتصادي الدولي، وسط احتجاجات متكررة مناهضة للجيش، ومهددة بتجدد العنف والنزوح في إقليم دارفور الغربي.

وقال وسيط سوداني شارك في المحادثات قبل عودة حمدوك وبعدها إن مساعي رئيس الوزراء المستقيل للعودة إلى مسار الانتقال السياسي انهارت بسبب سحب الدعم الموعود من بعض الفصائل السياسية وعجزه عن وقف العنف الذي يستهدف المحتجين.

وعلى الملأ يقول الشق الأعظم من تحالف مدني مقسم كان قد وافق على اقتسام السلطة بموجب إعلان دستوري صدر في 2019 إنه لن يتفاوض مع الجيش.

وقال عضو في لجنة مقاومة محلية في الخرطوم "الشيء الوحيد الذي يمكن أن نقوله لهم هو عودوا إلى ثكناتكم".

وهذا الوضع قد يتيح للعسكريين تعيين الموالين لهم في إدارة جديدة بالاستفادة من قرارات تعيين مسؤولين قدامى من عهد البشير عقب الانقلاب وهي القرارات التي ألغى حمدوك بعضها.

وقال الوسيط طالبا إخفاء هويته "الجيش سيعين حكومة ما لم يتفق المدنيون ويجتمعون معه... أعتقد أن الناس سيجلسون معا في النهاية ويعودون إلى الإعلان الدستوري ويرون كيف يمكنهم تعديله".

وقال الجيش بعد الانقلاب إنه يريد إجراء انتخابات في 2023 وإنه ملتزم بالانتقال إلى الديمقراطية.

غير أن الانقلاب عمّق مشاعر الارتياب من الجيش بين الأحزاب المدنية وفي الوقت نفسه عارضت الحركة الاحتجاجية التي قادتها لجان المقاومة على الدوام أي دور سياسي للجيش.

وأدت حملة أمنية على التجمعات الشعبية المناهضة للانقلاب على مستوى البلاد سقط فيها قرابة 60 قتيلا وألقت السلطات القبض خلالها على محتجين إلى زيادة مشاعر الغضب. وحصلت أجهزة الاستخبارات على سلطات معدلة.

- تجميد التمويل الخارجي

تحاول القوى الغربية، التي مازالت تملك بعض أوراق الضغط بفعل توقف مساعدات اقتصادية بمليارات الدولارات بعد الانقلاب، إبعاد الجيش عن مواصلة المسيرة وحده.

ودعت هذه القوى يوم الثلاثاء إلى حوار فوري وحذرت من أنها لن تدعم أي حكومة تشكل دون مشاركة قطاع عريض من الجماعات المدنية. وقالت إن النهج الانفرادي يمثل مجازفة بانزلاق السودان إلى الصراع من جديد.

وقال دبلوماسي أوروبي "الجيش مهتم بشدة لأنه يعلم أن البلاد لن تستمر بدون الدعم الاقتصادي. وإذا انهار السودان فسيكون لذلك تداعيات خطيرة في الكثير من القضايا الجيو استراتيجية" مشيرا إلى عدم الاستقرار في إثيوبيا وليبيا المجاورتين.

وقد عرضت بعثة الأمم المتحدة في السودان المساهمة في تسهيل الحوار رغم أن الدبلوماسيين يقولون إنه ليس من الواضح حتى الآن كيف يمكن أن تتحقق هذه المحادثات وإن الأمر قد يتطلب تدخل قوى مثل السعودية أو الولايات المتحدة.

وقال أحمد سليمان الباحث الزميل في مؤسسة تشاتام هاوس للأبحاث في لندن "أعتقد بالتأكيد أن من المستبعد أن تنجح الآن محاولة إعادة الانتقال بالصيغة التي كان موجودا بها من قبل".

وأضاف "من الضروري وجود ترتيب مختلف. طريق سياسي مختلف للأمام من أجل البدء في أن يتحقق من جديد قدر من الثقة".

وقال عدة دبلوماسيين غربيين إن التوصل إلى صفقة تفتح مسارا جديدا صوب انتخابات ديمقراطية يبدو أصعب الآن مما كان في 2019. غير أن خروج حمدوك المسؤول السابق بالأمم المتحدة الذي كان يعمل على تحقيق التوافق قد يفتح المجال أمام موقف جديد.

© Reuters. متظاهرون يحتجون خلال مسيرة ضد الحكم العسكري عقب انقلاب الخرطوم يوم 30ديسمبر كانون الأول 2021. تصوير: محمد نور الدين عبد الله - رويترز.

وقالت لورين بلانشارد المتخصصة في الشأن السوداني في هيئة البحوث بالكونجرس "اعتبر البعض بقاء حمدوك في منصبه ورقة توت (ستارا) وأن استقالته قد تسمح بإجراء حوار أكثر موضوعية فيما بين المجتمع الدولي كما أنها تدفع الجماعات المدنية للسعي إلى أرضية مشتركة".

وأضافت "وهذا يوضح أن الأمر يتطلب آلية للوساطة. فحمدوك لم يقدر على سد الفجوة".

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.