من باريسا حافظي
دبي (رويترز) - استبعدت إيران يوم الاثنين الإذعان لأي شروط أمريكية مسبقة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، بما في ذلك إطلاق سراح سجناء أمريكيين تحتجزهم الجمهورية الإسلامية، في الوقت الذي أنحت فيه باللائمة على واشنطن في تباطؤ وتيرة المحادثات بين طهران والقوى العالمية في فيينا.
وقال كبير المفاوضين الأمريكيين في المحادثات النووية لرويترز يوم الأحد إن من غير المرجح أن تتوصل الولايات المتحدة إلى اتفاق مع إيران ما لم تفرج طهران عن أربعة مواطنين أمريكيين تقول واشنطن إنها تحتجزهم رهائن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحفي أسبوعي "إيران لا تقبل أبدا أي شروط مسبقة من جانب الولايات المتحدة ... تصريحات المسؤول الأمريكي بشأن إطلاق سراح سجناء أمريكيين لدى إيران للاستهلاك المحلي".
وتجري إيران محادثات مع القوى العالمية منذ أبريل نيسان لإحياء الاتفاق. وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد انسحب من الاتفاق عام 2018 وأعاد فرض عقوبات صارمة على طهران، مما دفع إيران إلى خرق القيود التي يفرضها الاتفاق على برنامجها النووي بشكل تدريجي.
لكن بعد ثماني جولات من المحادثات، لا تزال النقاط الشائكة محل خلاف بين الجانبين، متمثلة في سرعة رفع العقوبات والمدى الذي يصل إليه هذا الرفع، بما يشمل مطلبا إيرانيا بضمان عدم اتخاذ الولايات المتحدة المزيد من الخطوات العقابية، إضافة إلى طريقة وتوقيت معاودة إيران الالتزام بالقيود على أنشطتها النووية.
وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء في وقت سابق من يوم الاثنين أن الشروط المسبقة التي وضعها المبعوث الأمريكي الخاص لإيران روبرت مالي من شأنها إبطاء المحادثات النووية في فيينا.
وتقول إيران مرارا إنها مستعدة لتبادل جميع الأسرى مع الولايات المتحدة، التي طالما طالبت طهران بالإفراج عن المواطنين الأمريكيين الذين تقول إنهم سجناء سياسيون.
وتتهم طهران، التي تنفي احتجاز أشخاص لأسباب سياسية، العديد من مزدوجي الجنسية والأجانب المحتجزين في سجونها بالتجسس. وتقول طهران إن الإيرانيين المعتقلين في الولايات المتحدة، ومعظمهم بتهمة خرق العقوبات على بلادهم، محتجزون ظلما.
وقال خطيب زاده "الإيرانيون المحتجزون في السجون الأمريكية معتقلون بتهم ملفقة، لكن المواطنين الأمريكيين أدينوا (بحكم القضاء) في إيران".
ومع ذلك، قال خطيب زاده إن طهران وواشنطن يمكنهما الوصول إلى "اتفاق دائم على المسارين المنفصلين (محادثات فيينا وتبادل الأسرى) إذا توافرت الإرادة لدى الطرف الآخر".
وأجرى الجانبان عمليات تبادل أسرى في الماضي. وعاد الجندي السابق بالبحرية الأمريكية مايكل وايت، الذي اعتقل في إيران عام 2018، إلى الولايات المتحدة في يونيو حزيران 2020 مقابل سماح الولايات المتحدة للطبيب الأمريكي من أصل إيراني ماجد طاهري بزيارة إيران. وقال وايت إنه أصيب بكوفيد-19 أثناء احتجازه في إيران.
وفي ديسمبر كانون الأول 2018، عملت واشنطن وطهران على تبادل أسيرين حيث أطلقت إيران سراح المواطن الأمريكي شي يو وانج الذي اعتقل لثلاث سنوات لاتهامه بالتجسس مقابل باحث الخلايا الجذعية الإيراني مسعود سليماني الذي اتُّهم بانتهاك العقوبات المفروضة على طهران.
(إعداد سها جادو وأحمد السيد للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)