دبي (رويترز) - قالت السلطات وجماعة حقوقية إن صربيا سلمت مواطنا بحرينيا، محكوما عليه في بلده غيابيا بالسجن مدى الحياة، للدولة الخليجية بموجب إشعار أحمر صادر عن منظمة الشرطة الدولية (الإنتربول) أول مرة في عام 2015.
وأُعيد البحريني أحمد جعفر علي إلى البحرين رغم الحكم المؤقت للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بضرورة تأجيل تسليمه حتى يوم 25 فبراير شباط على الأقل.
وقالت الحكومة البحرينية في بيان لرويترز يوم الثلاثاء إن علي (49 عاما) وصل إلى المنامة يوم الاثنين "في أعقاب اعتقاله من جانب الانتربول وعملية قانونية في صربيا"، وسينفذ الحكم بسجنه مدى الحياة بسبب "جرائم مرتبطة بالإرهاب".
وينص حكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الصادر في 21 يناير كانون الثاني، والذي اطّلعت رويترز على نسخة منه، على أن التسليم لا ينبغي أن يتم خلال جمع مزيد من المعلومات بخصوص القضية، بما في ذلك "مخاطر محتملة بحدوث تعذيب أو سوء معاملة إذا تم التسليم".
ورفع مركز بلجراد لحقوق الإنسان، الذي يمثل علي، القضية أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. وأوضح المركز أن علي كان يعتزم طلب اللجوء في صربيا، مشيرا لاحتمالات تعرضه للتعذيب والاضطهاد السياسي أو الديني. ولم يتضح بعد ما إذا كانت صدرت أي أحكام أخرى للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قبل التسليم. ولم ترد وزارة العدل الصربية على الفور على طلب للتعليق.
وقالت سونيا توسكوفيتش، مديرة مركز بلجراد لحقوق الإنسان، "ليس هناك تفاصيل جديدة، ننتظر من الدولة أن تشرح موقفها لمحكمة ستراسبورج".
وقال بيان حكومة البحرين إن المملكة المتحالفة مع الولايات المتحدة تطبق سياسة "عدم التسامح مطلقا" تجاه أي إساءة معاملة للسجناء وتحقق بشكل كامل في مزاعم سوء المعاملة. وقالت أيضا إن علي يمكنه متابعة الإجراءات "وفقا للإجراءات القانونية الواجبة".
وقالت وزارة الداخلية البحرينية إن علي أُدين بارتكاب جرائم مرتبطة بالإرهاب بين عامي 2012 و2015، بينها القتل وصنع متفجرات.
وحوكم علي غيابيا بعد فراره إلى الخارج بحسب معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، وهو جماعة حقوقية بحرينية معارضة مقرها بريطانيا على اتصال بمحاميه.
وتضمن تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش 2010، حول التعذيب أثناء الاحتجاز في البحرين، شهادة من علي يزعم فيها تعرضه لإيذاء جسدي خلال فترة سابقة من الاعتقال عام 2007 فيما يتعلق بجرائم مرتبطة بالإرهاب أيضا في أعقاب احتجاج.
وشنت مملكة البحرين، التي تستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، حملة على الاضطرابات والمعارضة المتفرقة بعد قمع انتفاضة مؤيدة للديمقراطية قادها الشيعة في الغالب عام 2011.
وأعقب ذلك محاكمات جماعية وسجن الآلاف. وبعد ذلك اندلعت اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن التي استُهدفت بهجمات قنابل. وتتهم المنامة إيران الشيعية بإذكاء الاضطرابات، وهو ما تنفيه طهران.
(تغطية إضافية ألكسندر فاسوفيتش من بلجراد - إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير مروة سلام)