من دارين باتلر
إسطنبول (رويترز) - قالت وزارة الدفاع التركية يوم الأربعاء إن طائرات حربية ومسيرة تركية هاجمت معسكرات تدريب ومخابئ ومخازن ذخيرة تابعة للمسلحين الأكراد في المناطق الشمالية من العراق وسوريا.
وتأتي الضربات الجوية في إطار حملة تركية مستمرة في العراق وسوريا ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية اللذين تعتبرهما أنقرة جماعتين إرهابيتين.
وذكرت مصادر بوزارة الدفاع أن نحو 60 طائرة شاركت في العملية، إذ أقلعت الطائرات الحربية من ست قواعد جوية مدعومة بطائرات للتزود بالوقود وطائرة إنذار مبكر وتحكم وطائرات مسيرة.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار يوم الأربعاء إن العملية كانت ناجحة وإن "الكثير من الإرهابيين" قتلوا.
وندد الجيش العراقي بما وصفه بالاختراق التركي للمجال الجوي العراقي باعتباره انتهاكا لسيادة البلاد. ومع ذلك يُنظر إلى بغداد على نطاق واسع على أنها تطلق يد أنقرة لمهاجمة المسلحين.
ولم يصدر بعد تعليق عن الحكومة السورية.
وقالت وزارة الدفاع إن جميع الطائرات المشاركة في العملية، التي استهدفت مناطق ديريك في شمال سوريا وسنجار وكركاك في شمال العراق، عادت لاحقا إلى قواعدها. ولم تقدم معلومات عن الخسائر البشرية التي نجمت عن الضربات.
وأضافت الوزارة في بيان "ملاجئ الإرهابيين والكهوف والأنفاق ومخازن الذخيرة وما يسمى بالمقرات ومعسكرات التدريب استهدفت"، وذلك دون أن تحدد بالضبط متى وقعت الضربات.
وقال البيان إن العملية الجوية استهدفت مسلحين من حزب العمال الكردستاني، الذي له قواعد في العراق، فضلا عن وحدات حماية الشعب الكردية السورية.
وأفادت مصادر الوزارة بأن نحو 80 هدفا دُمرت في ضربات متزامنة في المناطق الثلاث الواقعة على مسافة تبعد من تسعة كيلومترات إلى 165 كيلومترا من الحدود التركية.
وذكر مسؤولون أمنيون عراقيون، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن 20 غارة جوية على الأقل نُفذت داخل العراق في منطقة جبل سنجار.
وجبل سنجار، موطن الأقلية اليزيدية في العراق، هي منطقة تسيطر عليها جماعات مسلحة مختلفة حيث ينشط مقاتلو حزب العمال الكردستاني وحلفاؤهم المحليون.
وقال جهاز مكافحة الإرهاب بإقليم كردستان العراق إن عدة أشخاص قتلوا وأصيبوا في الضربات الجوية في العراق وسوريا لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.
حمل حزب العمال الكردستاني السلاح ضد الدولة التركية في 1984. ولقي أكثر من 40 ألف شخص حتفهم في الصراع الذي كان في السابق يتركز بشكل أساسي في جنوب شرق تركيا.
ويقول مسؤولون أتراك في أحاديث خاصة إنهم يعتقدون أن بغداد تقف إلى جانبهم بقوة في محاربة حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضا جماعة إرهابية.
(شارك في التغطية جون ديفيسون من بغداد- إعداد محمود سلامة وسها جادو وعلي خفاجي للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)