الخرطوم (رويترز) - قال مراسل لرويترز إن آلاف السودانيين في الخرطوم ومدن أخرى نظموا مسيرة يوم الاثنين ضد الحكم العسكري، وعبر البعض منهم عن قلقه من عودة مسؤولين من نظام الرئيس المعزول عمر البشير إلى تولي مناصب في الحكومة.
وقال شاهد من رويترز إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع بشكل متكرر في العاصمة، لتمنع المحتجين من الوصول إلى القصر الرئاسي وتوقفهم على مسافة تزيد على كيلومتر منه.
وشوهد بعض المصابين وهم ينزفون، وآخرون يتم نقلهم على متن دراجات نارية، وقد أصيبوا بالإغماء.
وهتف بعض المحتجين في الخرطوم "اقتل اقتل.. ما بنخاف"، بينما تجمع آخرون في مدينتي بحري وأم درمان القريبتين وعواصم ولايات، مثل مدني وكسلا والجنينة.
وكان المحتجون أكثر عددا مما كانوا عليه في الأسابيع الماضية في الخرطوم وعدة مدن أخرى.
وتخرج حشود ضخمة بشكل منتظم إلى الشوارع للمطالبة بالعودة إلى الحكم المدني منذ انقلاب 25 أكتوبر تشرين الأول الذي أنهى ترتيب تقاسم السلطة الذي بدأ عام 2019. وتتواصل الاحتجاجات على الرغم من حملة القمع التي أسفرت عن مقتل 79 شخصا على الأقل وإصابة ما يزيد على ألفين، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية.
ويقول قادة عسكريون إن الانقلاب كان ضروريا كإجراء تصحيحي وإن حق الاحتجاج مشمول بالحماية، ويدعون إلى إجراء تحقيقات في مقتل المحتجين.
وطالب المحتجون، بقيادة لجان المقاومة في الأحياء، بأن يخرج الجيش بشكل كامل من الحياة السياسية. واتهموا الجيش بالعمل مع منتمين لنظام البشير.
وقال حسن أحمد، وهو مهندس يبلغ من العمر 41 عاما، لرويترز "خرجنا اليوم لتحقيق المدنية ولإيقاف عودة أعضاء حزب البشير الذين أعاد البرهان تعيينهم مرة أخرى. يريدون عودة نظام البشير".
وأطاح الجيش بالبشير في أعقاب انتفاضة شعبية عام 2019، واستبدله بترتيب لتقاسم السلطة بين الجيش والمدنيين انتهى بعد انقلاب 25 أكتوبر تشرين الأول.
ومنذ ذلك الحين، عيّن الجيش بعض مسؤولي عهد البشير في حكومة لتصريف الأعمال وبدأ مراجعة عمل لجنة شُكلت لتفكيك نظام البشير بمصادرة أصول وإبعاد الموالين له من المناصب العامة.
وجرت إعادة موظفين سبق فصلهم للعمل في وزارة الخارجية ووزارة العدل والقضاء والبنك المركزي.
وقالت نقابة سودانية للصحفيين إن ثلاثة من صحفيي هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أُلقي القبض عليهم بينما كانوا يعملون على تغطية الاحتجاج، وحذرت من استمرار استهداف الصحفيين، مشيرة إلى هجوم على مراسلين لقناة الجزيرة في وقت سابق هذا الأسبوع.
(تغطية صحفية خالد عبد العزيز - إعداد محمد فرج ويحيى خلف للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)