🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

متمردو شرق أوكرانيا يجلون السكان والغرب يقول روسيا تختلق ذريعة للحرب

تم النشر 18/02/2022, 18:20
© Reuters. دينيس بوشلين رئيس ما يُسمى جمهورية دونيتسك الشعبية يتحدث في دونيتسك يوم 11 فبراير شباط 2022. تصوير: الكسندر ايموشينكو - رويترز.
USD/RUB
-

من أنتون زفيريف وبافيل بوليتيوك بولينا نيكولسكايا

موسكو/كييف/دونيتسك (رويترز) - كدّس الانفصاليون المدعومون من روسيا المدنيين في الحافلات لإجلائهم من المنطقتين المتمردتين في شرق أوكرانيا يوم الجمعة في تحرك مثير للدهشة يعتقد الغرب أن موسكو قد تستخدمه ذريعة لتبرير غزو شامل لأوكرانيا.

وانطلقت صفارات الإنذار في دونيتسك بعد أن أعلنت هي والمنطقة الأخرى لوجانسك عن إجلاء المدنيين إلى روسيا، على أن يتم نقل النساء والأطفال والمسنين أولا.

وبعد ساعات، انفجرت سيارة جيب أمام مقر حكومة المتمردين في مدينة دونيتسك عاصمة المنطقة التي تحمل نفس الاسم. وشاهد صحفيون من رويترز السيارة وقد تناثرت حولها الشظايا فيما طارت إحدى عجلاتها جراء الانفجار. وذكرت وسائل إعلام روسية أن السيارة خاصة بقائد ميليشيا.

ونفت الحكومة الأوكرانية مزاعم قادة المتمردين بأنها تعتزم شن هجوم قائلة إنها لا تستهدف المدنيين بأي هجوم.

وقال أوليكسي دانيلوف أكبر مسؤول أمني في أوكرانيا للصحفيين في كييف "ليست هناك أوامر باستخدام القوة لتحرير الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون".

ويُقدر السكان المدنيون الذين يعيشون في المنطقتين اللتين يسيطر عليهما المتمردون بشرق أوكرانيا بعدة ملايين معظمهم ناطقون بالروسية وكثير منهم حاصلون بالفعل على الجنسية الروسية.

وفي غضون ساعات من الإعلان المفاجئ، تجمعت الأسر عند نقطة إجلاء لركوب الحافلات في دونيتسك حيث تقول السلطات إنها ستجلي 700 ألف نسمة. وكانت امرأة تبكي وتحتضن أبناءها في عمر المراهقة.

وقالت إيرينا ليسانوفا، البالغة من العمر 22 عاما، والتي كانت عادت لتوها من رحلة إلى روسيا، إنها تحزم أمتعتها للعودة مع والدتها المتقاعدة. وأضافت "أمي خائفة.. وأبي يرسلنا بعيدا".

ولم يرحل معهما والدها قسطنطين البالغ من العمر 62 عاما.

يقول "هذا وطني وهذه أرضنا. سأبقى هنا وأطفئ النيران".

جاء الإجلاء بعد أن شهدت منطقة الصراع بشرق أوكرانيا يوم الجمعة ما وصفته بعض المصادر بأنه أعنف قصف مدفعي منذ سنوات .

وتبادلت الحكومة في كييف والانفصاليون الاتهامات بالمسؤولية.

وتقول دول غربية إن القصف، الذي بدأ يوم الخميس واحتدم في يومه الثاني الجمعة، يأتي في سياق ذريعة تختلقها حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لغزو أوكرانيا.

وتقول روسيا إنه لا نية لديها لمهاجمة أوكرانيا وتتهم الغرب ببث الخوف بشكل غير مسؤول.

ولم تتكشف أي علامات على وجود ذعر في دونيتسك مساء يوم الجمعة.

قال أحد السكان المحليين، في العشرينات من العمر، يدعى إيليا أثناء انتظاره في طابور متوسط الحجم لسحب نقود من ماكينة صراف آلي، "أتصور أن كل شيء سيهدأ في غضون بضعة أيام".

وأوكرانيا هي الخسارة الأكثر إيلاما لروسيا من بين 14 جمهورية سابقة كانت تحت سيطرتها قبل تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991. وكرّس الرئيس الروسي، الذي وصف الانهيار بأنه أعظم كارثة جيوسياسية في القرن الماضي، جهوده في استعادة روسيا كقوة عالمية وتحدي الغرب.

وفي الوقت الذي تستعرض فيه روسيا قوتها العسكرية على عدة جبهات، من المقرر أن يشرف بوتين شخصيا على مناورات لقوات الصواريخ النووية الاستراتيجية يوم السبت.

* مخاوف الحرب تهز الأسواق

مع تسبب مخاوف الحرب في هز الأسواق وإغراق أوروبا في أزمة دبلوماسية قالت روسيا هذا الأسبوع إنها بدأت سحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا.

لكن الولايات المتحدة تقول إن روسيا، التي أعلنت بدء سحب قواتها، فعلت النقيض من ذلك تماما، وزادت القوات التي تهدد جارتها إلى ما بين 169 و190 ألف جندي، ارتفاعا من 100 ألف في نهاية يناير كانون الثاني.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمام مؤتمر ميونيخ الأمني "نرى قوات إضافية تتجه إلى الحدود بما في ذلك قوات متقدمة".

وللكرملين قوات قوامها عشرات الألوف تشارك في تدريبات في روسيا البيضاء شمالي أوكرانيا من المقرر أن تُختم يوم الأحد.

واجتمع ألكسندر لوكاشينكو رئيس روسيا البيضاء المدعوم من موسكو مع بوتين يوم الجمعة، مما يعطي إشارة مقدما على احتمال بقاء الجنود. ونقلت وكالة أنباء بلتا الحكومية في روسيا البيضاء عنه قوله إن "القوات المسلحة ستبقى طالما دعت الحاجة لذلك".

وتخشى الدول الغربية من صراع على نطاق لم تشهده أوروبا على الأقل منذ حربي يوغوسلافيا والشيشان في تسعينيات القرن الماضي اللتين أسفرتا عن مقتل مئات الآلاف وفرار الملايين.

وقال السفير الأمريكي مايكل كاربنتر في اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومقرها فيينا "هذه أكبر تعبئة عسكرية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".

* "إنهم يطلقون النار على الجميع"

وصف مصدر دبلوماسي، يملك سنوات من الخبرة المباشرة في هذا الصراع، القصف في شرق أوكرانيا يوم الجمعة بأنه الأعنف منذ انتهاء القتال هناك بوقف لإطلاق النار في 2015.

وقال "إنهم يطلقون النار.. على كل الناس وعلى كل شيء".

وزاد الإجلاء الضغط على الروبل الروسي وأصول أخرى.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن السيناريو الأكثر ترجيحا لهجوم روسي على أوكرانيا ليس غزوا كاملا ولكن عملية مستترة أو انقلاب.

وقالت أمام مؤتمر ميونيخ للأمن "سيناريو الغزو الكامل ربما يكون ممكنا، لكنني لست متأكدة من أنه السيناريو الأكثر ترجيحا".

وأضافت "ما يثير مخاوفي أكثر هو أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو (عملية) مستترة أو انقلاب" أو أشياء من قبيل هجوم إلكتروني أو هجوم على البنية التحتية لأوكرانيا.

وقالت الحكومة الأوكرانية أيضا إنها لا ترجح حدوث غزو كامل.

ويهدد الغرب بفرض عقوبات اقتصادية أشد قسوة على موسكو في حالة غزوها لأوكرانيا. وقال بوتين، الذي تخضع بلاده بالفعل لعقوبات منذ 2014، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الروسية إن الدول الغربية ربما تجد سببا لفرض المزيد من العقوبات أيا كان ما تفعله روسيا.

ولموسكو مجموعة من المطالب الأمنية، من بينها الحصول على وعد بمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الأطلسي لكن الغرب يقول إنه حق سيادي لأي دولة.

ومنذ الإطاحة برئيس موال لروسيا عام 2014، أصبحت أوكرانيا أقرب سياسيا إلى الغرب وأجرت تدريبات عسكرية مشتركة مع حلف شمال الأطلسي وتلقت أسلحة بينها صواريخ جافلين الأمريكية المضادة للدبابات وطائرات مسيرة تركية.

© Reuters. جنود أوكرانيون خلال تدريبات في مكان غير معلوم في اوكرانيا يوم الجمعة. صورة من القوة الهجومية الجوية الأوكرانية.

وترى كييف وواشنطن ذلك تحركات مشروعة لتعزيز دفاع أوكرانيا بعد أن استولت روسيا على منطقة القرم في 2014 وقدمت الدعم للانفصاليين.

ويقول بوتين إن علاقات أوكرانيا المتنامية مع حلف الأطلسي يمكن أن تجعلها منصة إطلاق لصواريخ الحلف التي تستهدف روسيا.

(إعداد أيمن سعد مسلم ومحمد محمدين للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.