🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

أوكرانيا تواجه هجوما روسيا على ثلاث جبهات والغرب يوحد صفوفه لمعاقبة موسكو

تم النشر 24/02/2022, 13:00
© Reuters. عناصر أمن أوكرانية تتفقد آثار قصف روسي في كييف يوم 24 فبراير شباط 2022. تصوير: فالنتين اوجيرنكو - رويترز
DX
-
LCO
-
3060
-

من ناتاليا زينيتس وألكسندر فاسوفيتش

كييف/ماريوبول (أوكرانيا) (رويترز) - اشتبكت القوات الأوكرانية مع القوات الغازية الروسية على ثلاث جهات يوم الخميس بعد أن شنت موسكو هجوما من البر والبحر والجو في أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، مما دفع عشرات الآلاف من الأوكرانيين على الفرار من منازلهم.

وبعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحرب في خطاب تلفزيوني قبل الفجر، سمع دوي انفجارات وإطلاق نار طوال الصباح في مدينة كييف التي يقطنها ثلاثة ملايين نسمة.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحفيين في البيت الأبيض في سياق الكشف عن عقوبات صارمة جديدة بالتنسيق مع حلفاء واشنطن "هذا هجوم مع سبق الإصرار...بوتين هو المعتدي. بوتين اختار هذه الحرب. والآن سيتحمل هو وبلاده العواقب".

وفي باريس قال قصر الإليزيه إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طالب نظيره الروسي بوقف العمليات العسكرية في أوكرانيا فورا.

وبحلول الليل، تدفقت التقارير عن وقوع قتال شرس على عدة جبهات.

وقال مستشار بالمكتب الرئاسي الأوكراني إن القوات الروسية استولت على محطة تشرنوبيل القديمة للطاقة النووية والواقعة على بعد 90 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة ومطار هوستوميل في منطقة كييف حيث هبطت قوات بالمظلات في وقت سابق.

كما جرى تبادل مكثف لإطلاق النار في إقليمي سومي وخاركيف في الشمال الشرقي وكذلك خيرسون وأوديسا، التي تضم مدينة مكتظة بالسكان وأيضا أهم ميناء أوكراني، في الجنوب.

وتكدس الطريق السريع المتجه غربا من كييف بالسيارات بعرض حاراته الخمس مع اضطرار السكان إلى الفرار خوفا من القصف.

وقالت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن ما يقدر بنحو 100 ألف أوكراني فروا من منازلهم وإن عدة آلاف عبروا إلى دول مجاورة، وخاصة إلى رومانيا ومولدوفا.

* "ستار حديدي جديد"

بدأ يوم الخميس بصواريخ تنهمر على أهداف أوكرانية وأبلغت السلطات الأوكرانية عن تدفق مجموعات من القوات عبر حدودها من روسيا وروسيا البيضاء من الشمال والشرق وإنزال عن طريق البحر من البحر الأسود وبحر آزوف على السواحل الجنوبية.

ووضع هذا الهجوم حدا لمساع دبلوماسية استمرت أسابيع دون أن تسفر عن أي نتيجة قام بها قادة غربيون لتجنب الحرب.

ودعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي الأوكرانيين للدفاع عن بلادهم وقال إنه سيتم تسليم السلاح لأي شخص مستعد للقتال.

وقال زيلينسكي "ما سمعناه اليوم ليس مجرد صوت انفجار صواريخ وقتال وهدير الطائرات. ما سمعناه كان صوت سقوط ستار حديدي جديد، أبقى روسيا بعيدة عن العالم المتحضر".

وقال بوتين في خطابه إنه أمر "بعملية عسكرية خاصة" لحماية الناس، بمن فيهم مواطنون روس تعرضوا "لإبادة جماعية" في أوكرانيا، وهو اتهام يصفه الغرب منذ مدة طويلة بأنه دعاية سخيفة لا أساس لها من الصحة.

وأضاف "من أجل ذلك سنكافح لنزع السلاح والقضاء على التعصب القومي في أوكرانيا".

وبعد أن كان أشار في وقت سابق في خطابه إلى الترسانة النووية الروسية الضخمة، حذر أيضا "كل من يحاول عرقلتنا...يجب أن يعلم أن رد روسيا سيكون فوريا، وسوف يؤدي إلى تبعات لم تواجهها من قبل في تاريخك".

وفي وقت لاحق، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن بوتين يحتاج أن يفهم أن حلف شمال الأطلسي هو تحالف نووي أيضا.

واستبعد بايدن إرسال قوات أمريكية للدفاع عن أوكرانيا، لكن واشنطن عززت دفاعات حلفائها في حلف شمال الأطلسي في المنطقة بقوات وطائرات إضافية.

وبعد التشاور مع نظرائه في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، أعلن بايدن عن تدابير لتقويض قدرة روسيا على القيام بأعمال تجارية بالعملات الرئيسية في العالم، إلى جانب عقوبات ضد البنوك والشركات المملوكة للدولة.

واستهدفت بريطانيا أيضا البنوك الروسية، بالإضافة إلى بعض من أعضاء الدائرة المقربة لبوتين وفاحشي الثراء من الروس الذين يتمتعون بأسلوب حياة البذخ في لندن.

وقال زعماء الاتحاد الأوروبي إن الإجراءات ستشمل تجميد الأصول الروسية في التكتل الذي يضم 27 دولة وتعليق نفاذ البنوك إلى الأسواق المالية الأوروبية، واستهداف "مصالح الكرملين".

كما انضمت كندا وسويسرا إلى قائمة الدول التي أعلنت عن إجراءات جديدة ضد روسيا. ومع ذلك، ظلت الصين بمنأى عن هذه التحركات، رافضة وصف تصرفات روسيا بأنها "غزو".

وروسيا واحدة من أكبر منتجي الطاقة في العالم فيما تعتبر هي وأوكرانيا من بين أكبر مصدري الحبوب. وستتسبب الحرب والعقوبات في صعوبات للاقتصادات في جميع أنحاء العالم والتي تواجه بالفعل أزمة في تأمين الإمدادات مع تعافيها من تبعات جائحة فيروس كورونا.

وقفز سعر خام برنت في وقت سابق متجاوزا 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014.

* من فوق الجسور

على الرغم من أن غزوا شاملا يجري حاليا، فإن الهدف النهائي لبوتين لا يزال غامضا. فقد قال إنه لا يعتزم القيام باحتلال عسكري لكنه يهدف فقط لنزع سلاح أوكرانيا وتطهيرها من القوميين.

والضم المباشر الصريح لمثل تلك المساحة الشاسعة من دولة معادية ربما يتخطى قدرات الجيش الروسي.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي كبير يوم الخميس إن الولايات المتحدة ترى أن الغزو الروسي لأوكرانيا يهدف إلى قطع رأس الحكومة الأوكرانية، وإن أحد محاور الهجوم الرئيسية الثلاثة يتركز على العاصمة كييف.

وقال المسؤول الدفاعي إن القوات الروسية تحرز تقدما صوب العاصمة الأوكرانية في حين تواصل موسكو دفع تعزيزات عسكرية إلى داخل أوكرانيا.

وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية تهدف إلى إغلاق كييف مع عمل ممر بري على الساحل الجنوبي باتجاه شبه جزيرة القرم ومنطقة ترانسدنيستريا في مولدوفا.

لكن إن كان الهدف فقط هو الإطاحة بحكومة زيلينسكي، فمن الصعب توقع قبول الأوكرانيين بأي قيادة تحاول روسيا فرضها.

وقال رجل عالق في الاختناق المروري محاولا مغادرة كييف "أعتقد أن علينا أن نقاتل كل من يغزو بلادنا بقوة بالغة... سأشنق كل واحد منهم من فوق الجسور".

وأوكرانيا بلد ديمقراطي يبلغ عدد سكانه 44 مليون نسمة وهي أكبر دولة في أوروبا من حيث المساحة بعد روسيا نفسها. وصوتت بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال عن موسكو بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وتقول إنها تسعى للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وهي تطلعات أثارت حنق روسيا.

ونفى بوتين لأشهر التخطيط لغزو أوكرانيا لكنه وصفها بأنها استقطاع مصطنع من روسيا بيد أعدائها وهو وصف يرى الأوكرانيون أنه محاولة لمحو تاريخ بلادهم الذي يفوق الألف عام.

وعلى الرغم من أن الكثير من الأوكرانيين خاصة في الشرق يتحدثون الروسية كلغة أم، إلا أنهم نظريا يعتبرونها قومية مختلفة ويعتبرون أنفسهم أوكرانيون.

* قاتل أو اهرب

قال أحد سكان خاركيف، وهي ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا وتقع على مقربة من الحدود الروسية، إن نوافذ المباني السكنية تهتز بفعل الانفجارات المستمرة.

وسمع دوي انفجارات في ميناء ماريوبول في الجنوب الشرقي بالقرب من خط المواجهة الذي يسيطر عليه الانفصاليون المدعومون من روسيا في شرق أوكرانيا. وقالت السلطات المحلية إن 26 شخصا يتلقون العلاج من إصابات في المستشفى بعد قصف منطقة بالميناء وإحباط "محاولة لقوات روسية لاقتحام" المدينة.

وعكف مدنيون في ماريوبول على حزم حقائبهم. وقالت سيدة "سوف نختبئ".

وقالت سفيرة أوكرانيا لدى الولايات المتحدة أوكسانا ماركاروفا إن القوات الأوكرانية أسقطت طائرتي هليكوبتر روسيتين وسبع طائرات روسية أخرى ودمرت عدة شاحنات روسية، كما استسلمت فصيلة من لواء روسي.

وأشارت ماركاروفا إلى أرقام سابقة تفيد بأن الهجمات الروسية أودت بحياة 40 جنديا أوكرانيا وعشرات المدنيين.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إنها دمرت 83 هدفا بريا أوكرانيا وحققت كل أهدافها.

© Reuters. جنديان أوكرانيان يتفقدان آثار قصف روسي في كييف يوم الخميس. تصوير: فالنتين اوجيرنكو - رويترز.

وفي كييف، انتظر الناس في صفوف لسحب الأموال وشراء إمدادات الطعام والمياه. وكانت حركة المرور كثيفة غرب المدينة باتجاه الحدود البولندية وامتدت صفوف من السيارات لعشرات الكيلومترات. وتستعد الدول الغربية لاحتمال فرار مئات الآلاف من الأوكرانيين من هجوم.

وقالت أوكسانا وهي تحاول الفرار ولكنها عالقة في سيارتها مع ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات في المقعد الخلفي " نحن خائفون من القصف... هذا مرعب للغاية".

(إعداد دعاء محمد وسلمى نجم وأحمد السيد للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.