من ماريا تسفيتكوفا
كييف (رويترز) - أصدر رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية كييف أمرا بفرض حظر التجول يوم الخميس بعد أن غزت روسيا أوكرانيا وتردد في المدينة طوال اليوم دوي إطلاق النار وصفارات الانذار والانفجارات.
وحاول كثيرون الفرار لمناطق أكثر أمنا مما أحدث ارتباكا في حركة المرور. وتصاعد دخان أسود من مقر وزارة الدفاع، وأحدثت قذيفة صاروخية أضرارا طفيفة بعد سقوطها في المدينة، وقال مسؤولون إن مطارا قريبا تعرض لهجوم.
وغلب التحدي على السكان مع إعلان رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، فرض حظر التجول اعتبارا من الساعة العاشرة مساء وحتى الساعة السابعة صباحا قائلا إنه سيتم وقف حركة التنقل أثناء الليل وإن محطات مترو الأنفاق تُستخدم كملاجئ على مدار الساعة بسبب "ظروف العدوان العسكري".
وقال قائد سيارة ينتظر في طابور سيارات متجه إلى خارج كييف في اتجاه الغرب "الإحساس الوطني هو السائد".
وقال رجل من مدينة لفيف غرب أوكرانيا يدعى الكسندر "سنقاتل. أوكرانيا ستنتصر مهما كان".
واختار البعض البقاء ووقفوا في طوابير طويلة أمام البنوك والمحلات على أمل سحب نقود وتخزين إمدادات غذائية. لكن آخرين حزموا حقائبهم ومتاعهم وأخذوا يبحثون عن وسيلة لمغادرة المدينة سواء أكانت حافلة أو سيارة أو طائرة.
وتوقفت حركة المرور على الطريق الرئيسي المكون من أربع حارات تؤدي إلى لفيف، بعيدا عن المناطق التي يُرجح تعرضها للهجوم بعد أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين بالغزو.
وقالت أوكسانا، وهي محاصرة في الزحام المروري مع طفلتها البالغ عمرها ثلاث سنوات في المقعد الخلفي للسيارة، "أبتعد لأن حربا بدأت، بوتين هاجمنا. نخشى التعرض للقصف".
وأوضحت أن هدفها السريع هو الخروج من كييف التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين نسمة. وبعدها ستقرر إلى أين تذهب.
* رجال وطنيون
ناشد قائد مركبة آخر محاصر في الزحام المروري من وصفهم بالرجال الوطنيين الاحتشاد للقتال.
وقال دون أن يذكر اسمه "أعتقد أننا بحاجة إلى توحيد جهودنا وتوجيه رد صارم على العدوان الروسي. من فضلكم سامحوني على قول ذلك، لكني أعتقد أن علينا أن نحارب كل من يغزو بلدنا بكل ما في وسعنا من قوة".
ورغم التحذيرات على مدار أسابيع من جانب الساسة المحليين والغربيين من هجوم روسي وشيك، فاجأ التحرك الروسي البعض في المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة.
قال نيكيتا (34 عاما) الذي يعمل في مجال التسويق وهو ينتظر في طابور طويل عند متجر سوبرماركت وقد امتلأت عربة التسوق بجانبه بزجاجات مياه عن آخرها "لم أتوقع ذلك. وحتى صباح اليوم كنت أعتقد أنه لن يحدث شيء. اشتريت طعاما وخزنته وسأبقى في المنزل مع أُسرتي".
ويخشى بعض الذين أرادوا الرحيل حدوث فوضى أو أن يحول الوضع العسكري دون مغادرتهم المدينة.
وقالت مسافرة في المطار الرئيسي ذكرت أن اسمها جُلنارا إن رحلة طائرتها المتجهة إلى باكو أُلغيت.
وأضافت "لا أحد يقول لنا ماذا حدث وما الذي سيحدث لرحلتنا وما الذي علينا أن نفعله أو أين سنذهب. ليس لنا مكان نذهب له. ولا أحد يرد علينا".
(إعداد منير البويطي ومحمد محمدين للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)