🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل- هجوم بوتين على أوكرانيا يربك استراتيجية بايدن ويضع قيادته على المحك

تم النشر 24/02/2022, 19:26
© Reuters. الرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث في البيت الأبيض بواشنطن يوم 22 فبراير شباط 2022. تصوير: كيفن لامارك -رويترز.
CL
-

من مات سبيتالنيك وسايمون لويس وستيف هولاند

واشنطن (رويترز) - هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن بفرض أقسى عقوبات على الإطلاق على روسيا، وعمل على حشد حلفاء الولايات المتحدة في جبهة موحدة، وزود أوكرانيا بأسلحة أكثر مما فعل أي رئيس أمريكي، كما عزز القوات الأمريكية بالجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي في تأكيد على التزامه.

لكن على الرغم من كل جهود بايدن الرامية لدرء هجوم روسي على أوكرانيا، لم يرتدع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وغزت قواته أوكرانيا يوم الخميس في هجوم بري وجوي وبحري. فبعد أسابيع من الدبلوماسية غير المثمرة، أمطرت الصواريخ الروسية المدن الأوكرانية وتدفقت القوات عبر الحدود من روسيا وروسيا البيضاء.

ومن المتوقع أن يكون لطريقة تعامل بايدن مع الأزمة، التي يخشى المسؤولون الغربيون تحولها إلى أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، تداعيات شديدة على مصيره السياسي وعلاقات الولايات المتحدة مع العالم.

وتعهد بايدن برد حاسم من الولايات المتحدة وحلفائها على الهجوم الروسي "غير المبرر".

وتتباين الآراء في طريقة تعامله حتى الآن مع أكبر أزمة دولية يواجهها خلال رئاسته.

وتحركات بايدن ستكون مكبلة دائما لأن إدارته أوضحت أنها ستفعل كل ما في وسعها لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ولكنها لن ترسل قوات على الأرض.

ويعكس تفضيله للدبلوماسية والعقوبات ضعف رغبة الأمريكيين في التدخل بعد مستنقعي أفغانستان والعراق.

ويدرك بوتين تماما أن بايدن لن يخوض حربا ضد قوة نووية أخرى لحماية دولة تشترك في حدود طويلة مع روسيا ولا يربطها اتفاق دفاعي مع واشنطن.

- تركيز على الجناح الشرقي لحلف الأطلسي

ركز بايدن بدلا من ذلك على التنسيق مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي، خاصة أولئك الواقعين في الشرق الذين يشعرون بالقلق من تداعيات حشود روسية عسكرية بلغ قوامها 150 ألف جندي على حدود أوكرانيا.

وقادت واشنطن الجهود لفرض مجموعة أولية من العقوبات بعد أن أمر بوتين قواته بدخول منطقتين انفصاليتين يسيطر عليهما الانفصاليون بعد الاعتراف باستقلالهما في 21 فبراير شباط. وكانت تلك المجموعة بمثابة طلقة تحذيرية لكنها فشلت في درء الغزو يوم الخميس.

في البداية كانت استراتيجية بايدن تتمثل في التحذير من الغزو الوشيك لإظهار أنه على علم بما سيفعله بوتين، حتى وإن لم يستطع منعه.

كانت النتيجة المباشرة هي بث الحيوية في أوصال التحالف العسكري الغربي الذي كان في وضع سيء في عهد سلفه دونالد ترامب الذي شكك في قيمة الحلف.

ووصف دبلوماسي أوروبي كبير مشاورات بايدن مع الحلفاء بأنها "نموذجية"، على النقيض مما اعتبره كثير من الشركاء انسحابا فوضويا للولايات المتحدة من أفغانستان العام الماضي.

ومع ذلك، تساءل بعض المحللين عما إذا كان نشر بضعة آلاف من القوات الأمريكية الإضافية في ألمانيا وبولندا ورومانيا كافيا، وأشاروا إلى أن بايدن كان بوسعه فعل المزيد للحفاظ على خيار عسكري يعول عليه.

وقال إيان كيلي سفير الولايات المتحدة السابق في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وجورجيا "من أوجه القصور أن حزمة الردع التي وضعناها غير متكافئة إلى حد ما لأنها اقتصادية بالأساس بينما نواجه مشكلة عسكرية".

وأضاف كيلي أن بايدن كان بمقدوره السعي لتفعيل قوة الرد التابعة لحلف شمال الأطلسي وإرسالها إلى بولندا ودول البلطيق، مما يحمل رسالة مفادها "لقد حشدت القوات على حدودك. ونحن نحشد القوات على حدودنا، وسننسحب عندما تنسحب".

- ثناء على بناء التحالف

ينسب المحللون الفضل إلى بايدن في العمل مع الحلفاء للتحضير لعقوبات تهدف إلى شل الاقتصاد الروسي وضرب الدائرة المقربة من بوتين. فقد أقنع ألمانيا، التي لطالما اعتبرت الحلقة الضعيفة، بتجميد الموافقات على خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2.

وقد تشمل الخطوات التالية محاولة قطع روابط روسيا بالنظام المالي العالمي.

وجادل بعض النواب الأمريكيين قائلين إنه كان من الأفضل فرض العقوبات على روسيا في وقت سابق، لكن مسؤولي إدارة بايدن أصروا على أن ذلك كان سيقلص تأثيرها الآن.

وأقر المسؤولون الأمريكيون بأن العقوبات قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط مما يزيد من وطأة ارتفاع التضخم.

ويبقى أن نرى ما إذا كانت العقوبات ستدفع بوتين إلى التراجع.

كما أنهال الثناء على قرار بايدن رفع السرية عن المعلومات الاستخباراتية بشأن ما تردد أنها مؤامرات روسية لتلفيق ذرائع لغزو أوكرانيا.

لكن الإدارة واجهت انتقادات لرفضها تقديم أدلة ملموسة.

*باب حلف الأطلسي المفتوح

أشادت الحكومات الغربية بتمسك بايدن "بالباب المفتوح" لحلف شمال الأطلسي أمام الطامحين في عضويته. لكن بعض المنتقدين قالوا إن بايدن كان ينبغي أن يكون أكثر وضوحا بشأن ضعف احتمالات انضمام أوكرانيا للحلف، نظرا لأن أحد مطالب بوتين الرئيسية كان امتناع الحلف عن المزيد من التوسع نحو الشرق.

وقد يكون لرد بايدن أيضًا تداعيات على العلاقات الأمريكية الصينية. فهناك قلق من أنه إذا بدا بايدن متساهلا للغاية مع موسكو، فقد تعتبره الصين إذعانا تتحرك بموجبه ضد تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي والتي تعتبرها بكين إقليما منشقا عنها.

© Reuters. الرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث في البيت الأبيض بواشنطن يوم 22 فبراير شباط 2022. تصوير: كيفن لامارك -رويترز.

وقد يمنح تحدي بوتين الجمهوريين الفرصة للتغلب على بايدن وزملائه الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر تشرين الثاني والتي ستحدد توازن القوى في واشنطن.

وستخضع استراتيجية بايدن قبيل الهجوم الروسي لمزيد من التدقيق بينما يخطط كيف سيمضي قدما.

(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.