لندن (رويترز) - يروي فيلم "هايف" أو (خلية النحل) القصة الحقيقية لأرملة من حرب كوسوفو تحدت التقاليد لتبدأ عملا تجاريا ناجحا، وهو فيلم تأمل مخرجته أن يثقف المشاهدين بشأن كيفية التغلب على آثار الصدمة التي يخلفها الصراع.
كانت فهريج هوتي تبلغ من العمر 28 عندما فقدت زوجها، الذي لاقى حتفه إلى جانب معظم رجال قريتها، في انتفاضة 1998-1999 التي قامت بها الأغلبية الألبانية في كوسوفو ضد الحكم الصربي القمعي.
وبسبب حاجتها إلى إعالة أسرتها، أنشأت هوتي، وهي أم لطفلين، أول مشروع تعاوني زراعي للنساء فقط في كوسوفو مع أرامل حرب أخريات.
وتم تقديم قصتها للشاشة الكبيرة بواسطة المخرجة بليرتا باشولي (39 عاما)، التي كان فيلم (خلية النحل) الحائز على جوائز، أول أفلامهما الروائية كمخرجة.
كانت باشولي تبلغ من العمر 16 عاما عندما أُجبرت على الفرار من بريشتينا عاصمة كوسوفو عندما بدأ الصراع.
وعادت جروح الحرب إلى الظهور عندما جمعت طاقمها لتصوير الفيلم، الذي سيحظى بعرض خاص في جميع أنحاء بريطانيا في يوم المرأة العالمي يوم الثلاثاء، ويليه عرض أوسع في دور السينما في بريطانيا يوم 18 من مارس آذار.
وقالت لرويترز "كنت أعتقد أنني تعاملت مع الأمر. كنت أعتقد أننا تحدثنا عنه وتجاوزناه. لكن (في الحقيقة) لا أعتقد أن ذلك قد حدث".
وأضافت "عندما كان هناك مشهد صعب في موقع التصوير، كان الطاقم بالكامل هادئا وأجهش كثير من الناس بالبكاء. كان الأمر صعبا، لكنه ساعدنا بطريقة ما في التحدث عن الأمر وربما الشفاء منه عن طريق مناقشة الأمر على نحو أوسع".
ومن المعتقد أن أكثر من 13000 لقوا حتفهم خلال حرب كوسوفو، ولا يزال المئات في عداد المفقودين. وانتهى القتال بعد ضربات شنها حلف شمال الأطلسي على أهداف صربية وحصلت كوسوفو على الاستقلال في عام 2008.
وفي الفيلم تعيش هوتي، التي تقوم بدورها يلكا جاشي، في مجتمع يرفض عمل المرأة بالتجارة، ولم تحصل على تعليم رسمي في مجال الأعمال.
تأخذ هوتي زمام المبادرة، وتتعلم قيادة السيارة وتلهم النساء من حولها لبدء إنتاج أحد التوابل المحلية الشهيرة، وبيعه إلى متجر محلي كبير.
وقالت باشولي "ألهمتني (هوتي) كثيرا. إنها في الحقيقة تشجعني على ألا أتوقف أبدا. لذلك أردت أن يكون هذا هو الخط الأساسي الذي يسير عليه الفيلم".
وحصل (خلية النحل) على ثلاث جوائز عند عرضه لأول مرة في مهرجان ساندانس للفيلم في 2021.
(إعداد ندى صلاح للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)