من مايا سعد
بيروت (رويترز) - بعرض مسرحي كوميدي يتطرق بمهارة لقضايا متعددة وحساسة تؤثر في كثير من الأحيان على المجتمع اللبناني أعاد ممثلو مسرحية (الـ7 ودمّتا)، من تأليف وإخراج محمد دايخ، على خشبة مسرح المدينة الحياة والضحك إلى أحد أقدم المسارح في لبنان.
تدور أحداث المسرحية حول زوجين لم يلمس أحدهما الآخر على الرغم من مرور سنة ونصف سنة على الزواج بسبب مواقف الزوجة سارة التي تؤدي دورها الممثلة ماريا ناكوزي.
وعلى مأدبة عشاء عند الزوجين تحضرها عائلة ميسورة تبدأ الأحداث والتي تنطلق مع دخول موسى، الذي يؤدي دوره الممثل حسين قاووق، وبيده زجاجة خمر ويدعو أفراد العائلة إلى أخذ جرعة صغيرة من قنينة الويسكي تجعلهم يسافرون عبر الزمكان أي الزمان والمكان.
وبتناول الخمر تظهر إلى الجمهور اندفاعات وهواجس وتاريخ الشخصيات ويذهب الحوار إلى طرح قضايا شائكة في المجتمع العربي واللبناني من شرف المرأة إلى الدين والسلاح والمثلية الجنسية.
المسرحية تشتق اسمها من عبارة دارجة في العامية تعني ارتكاب المعاصي أو الكبائر السبع وعُرضت على خشبة مسرح المدينة من 24 فبراير شباط إلى 13 مارس آذار وستعرض في مسرح دوار الشمس من الأول إلى السابع عشر من أبريل نيسان القادم.
وقال دايخ "من بدايتها (أنا) ركّزت على اللاوعي لدى الإنسان ولهذا السبب موضوع الخمر ليس فقط عن فكرة الخمر بالمسرحية، هي فكرة حقيقة النفس البشرية والصوت في رأسنا، أنا أُخرج هذه الأصوات في رؤوسنا على المسرح".
وبالنسبة لدايخ وقاووق فإن المسرحية لا تستهدف إضحاك الناس فقط لكن أيضا التعبير عن أفكارهما على خشبة المسرح. وقالا أيضا إنهما يأملان في أن يشجع ذلك الناس بمختلف فئاتهم على النزول إلى المسرح والمساعدة في انتعاش هذا المشهد النابض بالحياة.
قال قاووق "هي أسهل طريقة إنو توصلي فكرتك هي عبر الكوميديا إن شغل الكوميديا مانه هيّن إن تضحكي شعب تعبان كتير. بس إن بحس يعني هدفنا بالمسرح إن تعا انبسط بنفس الوقت تعا خود معك شي، يمكن مشكلة قاطعة فيها أو مشكلة قاطع فيها بس إن بيلقطهم بيضحك عليهم وبيتسلى يعني".
وتأتي هذه المسرحية الكوميدية، المضحكة المبكية، في وقت صعب للغاية بالنسبة للبنان إذ يواجه أزمة مالية واقتصادية غير مسبوقة أجبرت العديد من الشركات والمؤسسات على الإغلاق.
وقال إرنستو أشقر الذي شاهد المسرحية إنها نجحت في تجسيد الواقع اللبناني بحلوه ومره، مضيفا أن المخرج "نهاها بالمضحك المبكي".
أما بالنسبة لفاطمة حمزة، التي شاهدت العرض أيضا، فإن المسرحية تسلط الضوء على مدى تأثير الأمور الدينية على العلاقات بين أفراد المجتمع.
وقالت إن العرض "وصَل رسالة كتير حلوة بالنسبة لقد إيه ممكن تؤثر الأمور الدينية على المجتمع كأفراد بين بعض. في آخر الرسالة يا اللي هي مين أنا يا اللي جسدها بتنطرح ع كل إنسان يسأل هيدا السؤال وقد إيه هو عنده يمكن معتقدات وقصص هو مقتنع فيها هو لازم يغيرها".
(إعداد ليلى بسام للنشرة العربية - تحرير سامح الخطيب)