من مايا سعد
بيروت (رويترز) - لم تشعر اللبنانية رولا سعد، الناجية من سرطان الثدي، بأن نضالها الذي استمر عشر سنوات ضد المرض انتهى إلا بعد أن نجحت فنانة الوشم جوا أنطون في إخفاء الندوب الجراحية التي خلفتها العمليات على صدرها.. وهو ما ساعدها في التعامل مع الأثر الجسدي والنفسي لاستئصال الثديين.
قالت رولا سعد "صرت حتى أكره حالي وأكره اطَلع بالمراية (المرآة). يعني كان كأنه مجبورة أعيش حالة من الحداد، بس يعني حداد مزدوج، مش حداد واحد. حداد على أنوثتي وحداد آخر على خسارة شقفة (قطعة) من جسدي خسرتها.
"فترة هيدا الحداد ما قدرت تقبلتها وكانت فترة كتير طويلة بالنسبة لي يعني، وما كنت أبدا متصالحة مع حالي أبدا ولا مع صورتي".
وتضع رولا، وهي أم لولدين، الآن بفخر الوشم المصمم لها كدليل على انتصارها على المرض. ووصفتها بأنها تجربة علاجية غيرت مجرى الحياة، مضيفة: "يعني واحد عم بيخلق من جديد، ولادة، كنت ولادة جديدة".
وإلى جانب تقديم وشوم لإخفاء الندبات الجراحية، تقدم فنانة الوشم جوا أنطون (31 عاما) أيضا وشوم حلمات مجانية تبدو ثلاثية الأبعاد.
وفي البداية كانت كثير من النساء اللائي تتعامل معهن جوا في حالة تردد، وهن عادة ما يكن في الخمسينيات من العمر، بخصوص عمل الوشوم. وتقول جوا إن ذلك يعكس المحرمات الاجتماعية في لبنان.
أضافت جوا، التي ساعدت الناجين من انفجار مرفأ بيروت عام 2020 على إخفاء ندوبهم بوشوم، إنهن كن يعتقدن أن الأمر لا يستحق لأن العمر تقدم بهن، لكن عمل هذه الوشوم أصبح أكثر اعتيادا وقبولا في المجتمع اللبناني.
وقالت ماري-تيريز شما (52 عاما)، التي عولجت من سرطان الثدي، إن تساقط شعرها وفقدان وزنها لم يكونا مصدر إزعاج لها مثل فقدان ثدييها بسبب المرض.
وأضافت "اطَلعت بحالي لقيت كتير ندبات... مش متقبلة حالي مية بالمية، إنه شو صاير معي. بس قلت، من بعد ما خلص المراحل يا اللي بدي أعملها، ما فيه شي بيوقف محله".
وبعد أن تصفحت الموقع الإلكتروني لجوا أنطون عقدت ماري-تيريز العزم على طلب مساعدتها. وقالت "أنا بدي أنزل إجر لقدام (أخطو خطوة للأمام) وعشرة لورا يعني. بس قلت ما زال هيك يعني هي مدركة ما نحس به.. هي على علم بالخوف يا اللي بكون عندنا، على دراية بالتحول يا اللي نحن مارقينها. وبالفعل دقيت وأخدت موعد".
(شاركت في التغطية إميلي ماضي - إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير لبنى صبري)